دعا رئيس الحكومة المغربي المكلف عبد الإله بنكيران حزب "التجمع الوطني للأحرار" إلى إبداء موقفه النهائي بشكل صريح من المشاركة في التشكيلة الحكومية المرتقبة. وقال بنكيران، الذي فشل حتى الآن في الحصول على غالبية قانونية تسمح بتشكيل الحكومة: "إذا لم يكن حزب "الأحرار" يرغب في المشاركة في الحكومة، فعليه أن يقولها، وأن يوضح أسباب ذلك للمواطنين المغاربة لكي يناقشوه في الأمر، لأنه يهمهم". وما زال المغرب من دون حكومة منذ أكثر من شهرين على تكليف رئيس حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي عبد الإله بنكيران من قِبل الملك محمد السادس بتشكيل حكومة جديدة، وذلك بناء على نيل حزبه المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، التي جرت في السابع من شهر أكتوبر الماضي. وتعود الأزمة إلى امتناع حزب "التجمع الوطني للأحرار"، الحليف السابق للإسلاميين في الحكومة الماضية، عن المشاركة في الحكومة ما دام حزب "الاستقلال" ضمن التشكيلة المقبلة. وصرح بنكيران، الذي كان يتحدث أمام أعضاء المجلس الجهوي لحزبه في الرباط، بأن رئيس حزب "الأحرار" عزيز أخنوش اشترط عليه "طرد حزب "الاستقلال" من التحالف الحكومي"، متسائلا عما إذا كان "من المعقول والممكن سياسيا وأخلاقيا طرد حزب سياسي لكي يحل حزب آخرُ محله". ودعا رئيس الحكومة المكلف حزب "التجمع الوطني للأحرار" إلى مراجعة قراره قائلا: "أخص السيد عزيز أخنوش، الذي أحرص على أن يكون معي في الحكومة". ويبدو حزب "العدالة والتنمية" في موقف لا يحسد عليه؛ حيث لا يمكنه تشكيل حكومة متماسكة من دون مشاركة حزب "الأحرار"، الذي يصعب على الإسلاميين الاستجابة إلى طلبه بطرد حزب "الاستقلال" المحافظ بعد أن كان أول الأحزاب التي أبدت استعدادها للدخول في الحكومة. ويمتلك حزب "الاستقلال" مقاعد في البرلمان أكثر من حزب "الأحرار"؛ حيث حل الأول ثالثا بحصوله على 46 مقعدا، في حين جاء الأخير في المرتبة الرابعة بحصوله على 37 مقعدا فقط، وهو ما يزيد من صعوبة التخلي عن حزب "الاستقلال". ويصر بنكيران على عدم طرح موضوع الخلاف بين الأحزاب السياسية حول المشاركة في الحكومة، لأن "الملك حَكَمٌ بين المؤسسات وليس الأحزاب السياسية"، على حد تعبيره. ومن بين المخارج الدستورية، التي قد يتم اللجوء إليها في حال فشل مساعي إقناع "الأحرار" بالمشاركة في الائتلاف الحكومي المقبل، هو إجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها. وهو ما أكد بنكيران أن حزبه لا يريد الذهاب إليه، لكنه "في حال إقرار الملك اللجوء إلى هذا الخيار، فنحن مرغمون على المشاركة في تلك الانتخابات".