تونس -الشروق أونلاين- ابتسام جمال صفوف طويلة امتدت ليلة السبت أمام قاعة الكوليزي بالعاصمة في انتظار دورها للدخول إلى حفل "فايا يونان" الفنانة السورية. حفل تأجل من 8 ديسمبر إلى 7 جانفي. لتمتلئ القاعة بشكل كبير ويكون الحضور غفيرا لفنانة قد لا يكون الجمهور عرفها في الراديو أو التلفزة لكن الصفحات الاجتماعية والأنترنت كانت كفيلة بحصد آلاف المحبين لصوتها وهو ما أكده الحضور الغفير. غنت فايا طيلة ساعة ونصف بثوب أحمر يحمل ألوان الحياة وبجمال صوتها العذب أعاني فيروز وفريد الأطرش وأخدت بمدينتها حلب أغنية تفاعل معها الجمهور. فكانت أغنية "احكي لي حكاية"، و" لي في حلب" التي أهدتها لمدينتها التي تعيش ويلات الحرب لكنها أهدتها أيضا كل "العطر والحب" لتبعث روح الإصرار وحب العودة للحياة رغم مرارة الحرب، فكان صوتها يتلون كفراشة تحمل ألوان الحياة. وليبكي معها عدد من الجمهور وهي تصور مدينة تبحث عن الحياة وسط الدمار والحصار والموت المهدد لجمالها. وقدمت الفنانة السورية أغانيها فمنه ما هو لنساء سوريا الصامدات في الحرب، ومنها للأطفال الضحايا وأغنية تونسية، وأعاني اشتهرت بملايين المشاهدات على الناي مثل أهواك بلا أمل التي افتتحت بها السهرة. كما غنت من كلمات الشاعر التونسي الراحل الصغير أولاد حمد أغنية جديدة من كلماته "أحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد" وأهدتها إلى عائلته الموجودة في الحفل وقد تفاعل معها الجمهور الحاضر ووصفوا وقوفا فيما بكى آخرون وتفاعلوا مع أغاني تذكر بمجد سوريا. كانت الفنانة السورية رمز ثقافة بلاد الشام بصوتها العذب والحر المحب للحياة. لتحلق بالجمهور بموجات الفرح التي نقلتها حركاتها وتواصلها مع الجمهور التونسي الذي نقلت له حب الشعب التونسي في لقطة جميلة تذكر بتفاهة السياسات التي تحاول القطع بين الشعوب وتنسي جمال الشام وحلب وسوريا وعبق الحضارة المنقول عبر الموسيقى. هي ساعة ونصف من الغناء الذي لم يشبع الجماهير الحاضرة. جمهور من نوع رائق يحمل أذنا موسيقية وانضباطا جعله يغني مع فايا الكثير من أغانيها التي يحفظها، ليصفق ويغني ويستمع في عطش واضح لفن محترم يحمل عبق الزمن الجميل. احكي لي حكاية لي في حلب اهديها لبلدها بكل العطر والحب وحب الحياة رغم الحرب فراشة غنت بألوان الحياة. حفل فايا يونان كان ناجح بكل المقاييس مع تنظيم جيد للحفل في قاعة الكوليزي، وفرقة تحمل إيقاعات التخت الشرقي والمعاصر، تفنن أعضاؤها في قطع لونها صوت الناي والدف والقانون وغيره من الآلات. لكن الفنانة أسرعت بالخروج بعد آخر الأغاني التي وقف معها الجمهور "موطني" وكانت "شحيحة" في إكرام الجمهور الذي طالبها بإعادة أغنية "أحب يديك." الفنانة السورية كانت منبهرة بالجمهور التونسي الحاضر والذي كان بينه جمهور من سوريا ومصر وفلسطين، وكتبت في صفحتها : "تونس الجميلة بأهلها وكل شي فيها شكرا شكرا شكرا على كل الحب يلي عطيتوني ياه وعالليلة يلي ما ممكن انسيها! أكيد رح نلتقي مجدداً وقريباً جدا .. كل الحب".