نجحت فرقة الشرطة العدلية ببن عروس، في بحر هذا الأسبوع، في الإيقاع بأكبر بائع خمر خلسة في تونس الكبرى.. وهو يبلغ من العمر 43 سنة وأحواله المادية مرفهة جدا.. جدا.. اشتهر الكهل بين متعاطي بيع الخمر خلسة وبات اسمه متداولا بصفة تكاد تكون مستمرة في محاضر البحث التي تقوم بها مصالح الأمن في الجهة عند القاء القبض على بعض المورطين في اشتراء الخمر خلسة أو نقله أو تناوله، من ذلك، مثلا، أنه تمّ ضبط كميات هائلة من المشروبات الكحولية أفاد المسؤولون عن تأمين نقلها أنهم يعملون لفائدة المشبوه فيه وفي مرة أخرى رصد أعوان الأمن شاحنة، ظاهرها حمولة تبن وباطنها أطنان من السوائل المسكرة، وقد أفاد، أيضا ركاب الشاحنة أنهم يعملون لفائدة الشهير سالف الذكر.. وقد مثل الرصيد الهائل من تجاوزات المظنون فيه المسجلة لدى مصالح الأمن بالجهة، على امتداد سنوات من النشاط، دافعا الى ضرورة وضع حدّ لنشاطه فتولّت فرقة الشرطة العدلية ببن عروس متابعة ملف القضية وسخرت رجالها للبحث عنه وإيقافه لتخليص المنطقة من أعماله، وبالفعل اعتمد المحققون أسلوبا محدثا في تعاملهم مع الكهل المطلوب، فقاموا باستعمال سيارات مهمشة خصيصا في تنقلاتهم وتحول بعضهم الى حرفاء يبحثون عن المسكرات في ساعات متأخرة من الليل فيما تكفل آخرون بالمراقبة والتأهب للتدخل السريع حين تدق الساعة الصفر. وبالفعل توقفت عقارب الساعة المؤقتة لنهاية فرار المظنون فيه عند منتصف ليلة من الأسبوع الجاري وتمكن المحققون من رصد سيارة بائع الخمر خلسة على الطريق الرابطة بين بن عروس وزاوية مرناق، وقد تابع الأعوان المتنكرون السيارة حتى اقتربوا منها ومثلوا جيدا دور المنتشين الراغبين في الحصول على المزيد من المشروبات الكحولية، فيما اقتربت سيارات الشرطة المساندة الأخرى وقامت بمحاصرة السيارة المشبوهة من الجهات الأربعة، ساعتها تفطن السائق الى النوايا الحقيقية لرفاق الطريق واكتشف أنه على شفا الوقوع في قبضة الشرطة فحاول عبثا الفرار لكنه لم يذهب بعيدا واستسلم صاغرا بعد عدة أمتار. في مقر الفرقة العدلية، أدلى بهويته فتبين أنه أصيل جهة زاوية مرناق، وباستنطاقه أفاد أنه لا يتقن عملا آخر غير بيع الخمر خلسة فتمّ الاحتفاظ به على ذمة التحقيق في مختلف المحاضر التي أتت على ذكر اسمه في ملفات قضايا عديدة.