من بين الاعمال الصيفية التي سيشاهدها الجمهور في المهرجانات الصيفية عرض «الدّوار» للفرقة الوطنية للفنون الشعبية. تصوّر جديد... وعرض مختلف عن كل عروض هذه الفرقة بل لعله شكل نقلة نوعية في مسار هذه الفرقة التي انسجمت مع التحوّل الحاصل في المشهد الثقافي التونسي... والذي حرصت وزارة الثقافة على ترسيخه... وكما كرّست الوزارة مبدأ الاعمال المتكاملة في مهرجان الاغنية لحث المبدعين على التواصل والتكامل في أطر متماسكة بعيدا عن الاعمال الارتجالية جاء عمل الفرقة الوطنية للفنون الشعبية معتمدا على اطار تدور حوله كل تفاصيل حياة البادية... النسيج محبوك وكل العناصر تتفاعل ضمن اطار هذا النسيج من اجل الفرجة...: الازياء وتصميم الرقصات والاضواء والموسيقى وكل الحركات على الركح تفضي الى الفرجة وتؤدي الى الفكرة الرئيسية التي يقوم عليها العرض. 33 عنصرا يتفاعلون طيلة ساعتين تحت اشراف اطار حريص على التميز لا احد خارج السرب كلهم متناسقون من راقصين وراقصات وعازفين ومغنين وشعراء. الفرقة الوطنية تلقت العديد من الدعوات للمشاركة في عدة مهرجانات منها مهرجانات سبق ان عرضت فيها الفرقة وفق التصوّر القديم لكنها ستعرض هذه الصائفة حسب تصور يعتمد فكرة بعيدة عن مطنق «الطبّال» والزكار في عزف منفرد. هنا عمل متكامل ينفذ الى اعمال تراثنا الشعبي ويحاور هذا الموروث بكل ما فيه من حكايات وامثال وطرائف واغان وشعر شعبي ورقص. هنا عمل متكامل يبرز العادات والتقاليد في لبوس منفرد. ولعل هذا العمل ينصف الشعر الشعبي وايضا تلك التصاميم والازياء البديعة للراقصين وايضا تلك النغمات التي ظلت تحتفظ بحرارتها. انها الفرجة بل هي الحارس الامني على تراثنا الوطني. «الدوار» فرجة وأمانة أيضا وهذا التوجه الجديد حبّذا لو تنسج على منواله مجموعات اخرى حتى تحصل الفائدة وتتفجّر الافكار وفق نسيج متكامل لا مجرد لوحات لا رابط بينها...