اون لاين – محمد الطاهر: كتب الاستاذ بالجامعة التونسية ومنسق شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية صلاح الداودي نصا تلقت الشروق اون لاين نسخة منه تحدث فيه عن محور مقاومة الارهاب في العراق ولبنان وسوريا وعن هزيمة مهندسي الارهاب الذين انكسر مخططهم امام صمود المقاومة مؤكدا ان أي محاولة لضرب المقاومة ستكون فيها اسرائيل هي الخاسر الاكبر وجاء النص كالتالي: "في العراق ولبنان وسوريا، في تلعفر والقلمون الغربي والقاع ورأس بعلبك والفاكهة وحمص وحماه ودير الزور... الخ، تسقط دولة الخرافة وأوهام حلف الإرهاب والاستعمار ويتم تثبيت الثوابت وتعزيز الاعتزاز للأمة العربية والاسلامية. وتتحول سوريا إلى قبلة لاحرار العالم. ومن يغضب يغضب للكيان الإسرائيلي الغاصب الغاضب كل يوم والذاهب غدا صوب موسكو ليجني الهواء. كان يقال أن سوريا تكبدت دمارا كبيرا، هذا صحيح. ولكن العالم أخذ يعمق فهمه لقوة دمار العدوان الإرهابي وهندسته ومهندسيه وبدت تنكشف قوة الانتصار، وفي وجه منها قوة إيقاف هذا الدمار المهول. ولا قوة حيث لا انتصار في المقام الأخير، بل مجرد إرهاب نستطيع تعريفه الآن بثبات كبناءية إرهاب ولا حتى كفوضى خلافة، بمعنى أنه يوجد نظام إرهاب لا يخلق شيئا بل قوة هدم شنيع صارت قوة فشل مدو يتم بناء نصر مبين وعظيم على أنقاضه أهمه بناء الدولة والمجتمع وهذا هو المعنى الحقيقي العميق للانتصار كما قال الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير. بلى هو دمار، ولكنه أيضا وفي العمق تحرير لكل الطاقات وبسرعة قصوى تعتمد على إستراتيجية يؤمن بها كل محور المقاومة وهي تحويل التهديد والدمار إلى فرصة واعمار يعمل عليها بحق وبجد كقفزة نوعية بعدة خطوات كان يمكن أن تأخذ وقتا أطول بكثير في وضع آخر أقرب للسلم. ارهابهم سيعني المزيد من الانهيارات والسقوط و "النصر يعني المزيد من التضحيات" في استعارة من كلام جاء على لسان المستشارة الدكتورة بثينة شعبان في آخر مقابلة لها مع شاشة الميادين بمناسبة الدورة 59 لمعرض دمشق الدولي في مدينة المعارض الدمشقية، والذي حضره ممثلون رسميون وغير رسميين عن 43 دولة ويزيد منهم 10 دول عربية. أجل مجددا، ثمة دمار هائل أقله الماسي التي تكبدها الشعب السوري الشقيق. لقد تم تركيب الوحشية على الحضارة وتركيب الاستعمار والعبودية على الحرية والكرامة. غير أن تكبيد العدو هزيمة العصر ومحق كل آماله المزعومة يدفعنا أكثر نحو تأمل رسالة حفظ الوجود وأمانة الوحدة والسيادة من حيث تضحيات التنزيل والتصعيد ومن حيث التحليل والتأويل ومن حيث وعد استخدام أكبر قدر متاح من قوة الجمهورية العربية السورية في معارك المستقبل المصيرية على نحو يجعل من فرصة الإعمار منطلقا لرفع الجهوزية المقاومية إلى حدها الأقصى. هذا هو ما يعزز يقيننا العارف في مستقبل سوريا كعاصمة عالمية لمحور المقاومة واحرار العالم، بالرؤية الاستراتيجية الشاملة. في خصوص العدو الإسرائيلي المباشر الخائف المهزوم المتباكي على الإرهاب، نعم في الداخل الفلسطيني يعربد أيما عربدة، ولكن تقاريره تبين أنه في أقصى درجات استشعار تحول محور المقاومة من تهديد استراتيجي إلى تهديد وجودي تحت رأسه. وما التركيز على الاستيطان وخاصة ربطه الأمني وتحويله إلى جدار استيطاني ملتو إلا دليل على تخبطه في الداخل ونهاية مشروعه على حدود 67. لقد إنتهى زمن الانكفاء النسبي الظاهر لمحور المقاومة، في ظن البعض، منذ 2006 على الأقل. وسواء زمن الإرهاب والاستعمار هذا أو في زمن الاعمار وإطلاق معركة الحصار على العدو، يلوح لنا في الأفق أنه من على أرض سوريا سنشهد دحر الصهيونية مثلما شهدنا دحر النازية على يد روسيا. لقد بات مؤكدا أن أي ضربات محتملة ستخسر فيها إسرائيل ومن معها أكثر مما تجني وهو ما يقولونه هم أنفسهم في كل تقاريرهم وتقديراتهم الاستراتيجية الأخيرة. اما رسالة معرض دمشق الدولي فقد سكت عنها الإعلام العبري، في مقام التناول الجاد طبعا عدا ربطه لذلك في اليومين الأخيرين لجهة أن الردع الصهيوني يتلاشى ويتاكل بشكل عام وليس في خصوص سوريا فحسب. لقد بات مؤكدا كذلك أن خط الاعودة قد تم تثبيته وان المعركة الاستراتيجية والوجودية باتت مفتوحة، بما يعني ان كلا المحورين يصارع على أرضية جديدة وفي بيئة جديدة وبمقدرات جديدة. إن أهم ما في هذا الأمر أننا حيال إمتحان كبير للتفوق الإستراتيجي لمحور المقاومة مقابل سقوط ما يسمى الحرب الاستباقية بمعنى الوزن النوعي. هنالك إذن وبالفعل تضحيات وانتصارات سوف تكون السمة الحاسمة للمستقبل من باب الشام كعاصمة لمحور المقاومة ولاحرار العالم. الكل سيلقي بما لديه ولن ينتظر فوات أوان أو استباق. بل إن صراع الإستراتيجيات الجاري حيث التسابق على الحسم يؤشر على أننا ندخل مرحلة وجودنا الجاد وانتصارنا الفعلي. من هنا القيمة الإستراتيجية الرمزية والمعنوية والمادية التي شعرنا بها في إفتتاح معرض دمشق الدولي وما بعده. من هنا يبدأ رهاننا على رؤية استراتيجية سنتبين رويدا رويدا ملامحها، في غضون تشرين العظيم ربما، من منطلق استكمال الانتصار وحفظ الانتصار وتفعيله وتوسيعه وتعميقه ليشمل تهيئة الحسم. يروى أن طيب الذكر الرئيس الراحل حافظ الأسد سأل يوما جمعا من الإخوة المقاومين الفلسطينيين، ماذا تعرفون عن الحركة الصهيونية؟ يروي أحدهم أن الدهشة التي خرجوا بها بعد 4 ساعات من الجلسة الضيقة كانت بمكان يجعلنا نجزم إن الجمهورية العربية السورية عاصمة المقاومة والتحرير تؤسس من الآن زمن الحسم والانهاء التاريخي للحركة الصهيونية".