اون لاين – محمد الطاهر: كتب الاستاذ بالجامعة التونسية والمنسق العلمي لشبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية نصا تلقت الشروق اون لاين نسخة منه تحدث فيه عن قراءة لخرائط التوزيع العسكري في منطقة الخليج وجاء النص كالتالي: " نحن لا نتبنى العقيدة الإستراتيجية التي تقوم على تفكيك محور الارهاب والفساد والتبعية والتطبيع إلا على قاعدة المقاومة في بؤر العدوان الارهابي والحلول السلمية في مناطق التوتر الشامل. في قراءة بسيطة لخرائط التوزع العسكري في منطقة الخليج نستطيع أن نستخلص أنه لا يمكن التعويل على أي قوة اقتصادية وعسكرية متحررة وسيادية وغير خاضعة للاستعمار لتصفية التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ولا لانتزاع القواعد العسكرية الاستعمارية الغربية لا بقوة المقاومة ولا بإنهاء الاتفاقيات ولا نعول أيضا على أي نموذج اقتصادي يقطع مع التبعية والارتهان وعلى أي نظام سياسي لا يقوم على استعداء حركات المقاومة في المنطقة وتفريخ العصابات الإرهابية الوظيفية مقابل الولاء للاستعمار والصهيونية وتبني استراتيجية الحرب الطائفية لتدمير المنطقة. ومع ذلك نتبنى الحل السلمي حتى في ملف الدول المطبعة والمستقبلة لقواعد غربية على أراضيها والمعادية للتحرر الوطني والراعية للارهاب والمفوتة في الاستقلال الاقتصادي والمحاصرة لحركات المقاومة كلها. أولا لأن مواصلة الاصطفاف العدواني الأعمى زادت على مستوى كل الأزمنة من منسوب الإرهاب والتخريب وتشتيت وتخلف المنطقة في الخليج وفي المشرق وفي المغرب العربي. ثانيا لأننا نؤمن أن كل استراتيجيات التطبيع وتصفية قضية فلسطين ستفشل بقوة المقاومة مثلها مثل الإرهاب. ثالثا لأنه يوجد محور مقاومة لابد من دعمه ومحور استسلام وإرهاب وتطبيع لا بد من تفكيكه باحتواءه حينا ومواجهة وكلاءه حينا آخر والدفاع عنه أحيانا أخرى لمحاولة تصحيح ما أمكن على مستوى وعي الشعوب وعلى مستوى سياسات الدول براغماتيا وتدريجيا. ورابعا لأننا نرى انه لا حل للعرب والمسلمين في العالم إلا الوحدة في المصالح والمصير وبين المذاهب والأديان والقوميات في المنطقة على قاعدة مواجهة الإرهاب والاستعمار والصهيونية. وان الجمهوريات الكبرى التي يجب العمل عليها حتى نقترب من هذا الهدف هي الجزائر ومصر وإيرانوتركيا. وأي خطوة في هذه الروحية ستكون إيجابية مهما كانت أهميتها. هذا ويجب نزع فتيل الإرهاب مهما كانت مرجعيته من كامل المنطقة العربية والإسلامية والعودة إلى الإسلام المحمدي الأصيل التوحيدي والتقريبي سنيا كان أو شيعيا أو من المذاهب الإسلامية الأخرى والأديان الأخرى ولن يكون ذلك الا بانتزاع الصهيونية وإنهاء التعويل على الاستعمار. وخامسا لأننا ننطلق من حقيقة ان إيران مدار القسط الأكبر من الاستهداف والعدوان عليها لاخضاعها وغلق ملف التحرر والمقاومة، هي أكثر من يحمل هذا المشروع دون أدنى شك بتأكيد من كل مصادر الاستعمار والعدوان والارهاب والصهيونية وكل استراتيجياتهم. وقد باتت تمثل بلا لبس الشريك والحليف والصديق والشقيق والجار والملاذ لكل حركات المقاومة في فلسطين ولبنان بل وملاذ تركيا وقطر وغيرهما، إلا اذا أثبت التاريخ عكس ذلك، فسنرى وقتها كل مقاوم في المنطقة يواجهها على وجه حق.