أعلنت دار مزادات كريستي نيتها بيع خريطة عمرها 510 عاما، يطلق عليها اسم "شهادة ميلاد أمريكا"، باعتبارها الخارطة التي أعطت العالم الجديد اسمه بعد اكتشافه. وقد تم إنشاء الخارطة ثنائية الأبعاد، عام 1507، من قبل رسام الخرائط الألماني مارتين والدسيمويلر. وقال جوليان ويلسون، أحد كبار المتخصصين في قسم الكتب في دار كريستي، إن الخارطة "أقدم قطعة مكتوبة تستخدم كلمة أمريكا". وأضاف ويلسون أن نسخة من خارطة العالم المطبوعة لفالدسمويلر، التي اشترتها مكتبة الكونغرس مقابل 10 ملايين دولار عام 2003، كانت تسمى "شهادة ميلاد أمريكا"، وقال إن هذا الاسم ينطبق أيضا على هذا الإصدار، وتابع قائلا: "هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها أمريكا على الخارطة، وبأكثر من طريقة". وتعتزم دار كريستي عرض الخارطة للبيع في لندن بتاريخ 13 ديسمبر المقبل، حيث يقدر أن تباع بمبلغ يتراوح بين 788 ألف دولار و1.2 مليون دولار. وصرح ويلسون بأنه "توجد أربع نسخ أخرى من الخريطة في متاحف ومجموعات خاصة"، وتعد الخريطة أقدم مطبوعة للكرة الأرضية، وهي مصممة بشكل يمكّن من لصقها على كرة خشبية، وهي أيضا أول خارطة تظهر أمريكا الشمالية والجنوبية كقارتين منفصلتين وتصور المحيط الهادئ. وأكد ويلسون أن الخارطة دقيقة بشكل ملفت للنظر. وكان فالدسمويلر واحدا من مجموعة رسامي الخرائط في مدينة سينت دي الفرنسية، الذين أشرفوا على رسم الاكتشافات التي قام بها المستكشفون الإسبان والبرتغاليون، حيث تمكنوا من الوصول إلى أحدث المعلومات وأكثرها تفصيلا في تلك الفترات الزمنية. وقرر فالدسمويلر تسمية الأرض على اسم المستكشف الإيطالي أميركو فيسبوتشي، الذي ساعد على إظهار أن تلك الأراضي لم تكن جزءا من آسيا كما ظن كريستوفر كولومبوس. والجدير بالذكر أن الخارطة تظهر بعض الاختلافات عما هي عليها الملامح الجيوسياسية الرئيسية في العالم اليوم، حيث أن سريلانكا على سبيل المثال بدت كبيرة جدا بينما ظهرت الهند صغيرة جدا، كما جاءت اليابان في منتصف المحيط الهادئ بينما كانت أستراليا مفقودة.
