كشف رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلي السابق أن حصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تمّ بناء على معلومات «مزورة» صور فيها ضباط المخابرات العسكرية عرفات على أنه لا يرغب في تسوية سلمية مع اسرائيل وإنما هاجسه الوحيد هو إبادة الكيان الصهيوني.. وىأتي ذلك في وقت كشفت فيه تقارير عبرية أن الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيسالوزراء البريطاني طوني بلير لدى بحثا اجتماعهما مؤخرا موضوع عزل عرفات عن مراكز القيادة الفلسطينية. وقدانكشفت أمس معلومات جديدة حول الموقف الاسرائيلي من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومن الحصار المفروض عليه في مقره برام اللّه منذ ديسمبر عام 2001. ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية في عددها أمس تصريحات لرئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلي السابق عاموس مالكا أشار فيها الى أن حصار عرفات تمّ بناء على معلومات استخباراتية صهيونية «مزورة». معلومات... «مزوّرة»! وقال عاموس مالكا في تصريحاته ان عددا من كبار الضباط في المخابرات العسكرية السابقة ضللوا القادة السياسيين الاسرائيليين وأوهموهم بأن ياسر عرفات غير معني بأي تفاهم مع اسرائيل ولا يريد الاستمرار في العملية السياسية والأمر الوحيد الذي يريده هو إبادة اسرائيل ب»عوامل ديمغرافية». وأشار المسؤول الاسرائيلي السابق الى أنه بناءعلى هذه المعلومات التي يقف وراءها بالخصوص عاموس جلعاد، رئيس قسم الابحاث في الاستخبارات العسكرية بادرت الحكومة الصهيونية السابقة برئاسة ايهود باراك والحكومة الحالية برئاسة آرييل شارون بمحاصرة عرفات ومواصلة التصعيد والتهديدات ضد الرئيس الفلسطيني وشعبه. واتهم مالكا عاموس جلعاد بتزييف الوقائع حول الانتفاضة الفلسطينية وأسبابها وأهدافها وتشويه موقف عرفات منها ومن تبعاتها. كما اتهم رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلي السابق عاموس جلعاد بتقديم فكرة خاطئة حول عدم وجود شريك فلسطيني لإسرائيل. وقال عاموس مالكا «ان جلعاد ذا النفوذ الكبير والمؤثر على شخصيات سياسية رفيعة المستوى لم يقدم أي وثيقة خطية أعدها قسم الأبحاث تدعم تقديراته الشخصية التي عرضها على ايهود باراك في أواخر عام 2001. ويشير التقرير الصحفي، وفق ما نقلته صحيفة «الحياة» اللندنية، الى أن رئيس المخابرات العسكرية الحالي أهارون زئيفي فوكس ورئيس جهاز «الموساد» السابق افرايم هليفي يشاطران جلعاد تقديراته.. لكن مالكا ومسؤولين آخرين كبار في أجهزة المخابرات من بينهم رئيس جهاز الشاباك السابق عامي إيالون لا يشاطرونه هذا الرأي. لكن هذه المعلومات أثارت ردود فعل واسعة في الوسط السياسي الاسرائيلي حيث هناك من طالب بالتحقيق في هذه المسألة ومن اعتبر هذه المعلومات «المزورة» فضيحة تشبه فضيحة أسلحة «الدمار الشامل العراقية». عزل عرفات! وبالتوازي مع ذلك ذكرت تقارير صحفية عبرية أمس أن موضوع عزل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن مراكز القرار في القيادة الفلسطينية كان من بين المواضيع التي طرحها الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير خلال لقائهما مؤخرا على هامش مؤتمر قمة الدول الثماني في ال»سي آيلاند» بجورجيا. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية عن مسؤول أمريكي في ختام لقاء بوش وبلير قوله «لقد تحول عرفات الى عقبة أمام التقدم في المسيرة السلمية وعلينا التعامل مع هذه العقبة، على حدّ زعمه». وأضاف «لكن احتمالات انسحاب اسرائيل من قطاع غزة قد تفتح الطريق أمام احراز تقدم حقيقي وإزالة العقبات التي تعترض طريق العملية السلمية، حسب قوله. وكان الرئيس الأمريكي قد شدد خلال اللقاءات التي عقدها على هامش قمة مجموعة الدول الثماني مع قادة بعض الدول على أن انسحاب إسرائيل من غزة يحتم اقامة جهاز سياسي فلسطيني يتحمل المسؤولية عن المناطق التي يتم الانسحاب منها. وأشار الى أنه في حال انسحاب اسرائيلي يتوجب على الفلسطينيين تحمل مسؤولياتهم الأمنية في قطاع غزة.