طالب ديبلوماسيون وقادة عسكريون امريكيون سابقون في رسالة سيوجهونها غدا الاربعاء الى البيت الابيض بتغيير سياسة الامن القومي الامريكية مؤكدين ان سياسة الرئىس جورج بوش في العراق وفي الشرق الأوسط قد عزلت الولاياتالمتحدة على الصعيد الدولي. ووفقا لما ذكرته مصادر صحفية امريكية امس فإن هذه الرسالة وقعها 26 مسؤولا من قدامى العسكريين وموظفون كبار سابقون في وزارة الخارجية الامريكية. وتتضمن قائمة الذين وقّعوا على الرسالة بالخصوص ديبلوماسيين بارزين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من بينهم السفيران السابقان في موسكو جاك ماقلوك وآرثر هارتمان والمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) الاميرال ستانفيلد تيرنر. كما وقّع على الرسالة ايضا الرئىس السابق لهيئة الاركان المشتركة وليام كراو وقائد سابق للقيادة الوسطى الامريكية الجنرال جوزيف هور. وقد وجه هؤلاء الديبلوماسيون والعسكريون في رسالتهم التي سيوجهونها غدا الى البيت الابيض انتقادا غير مسبوق للرئىس الأمريكي جورج بوش. وقد اعرب الديبلوماسيون السابقون بالخصوص عن خيبة املهم في الطريقة التي يوجه بها الرئىس جورج بوش السياسة الخارجية الامريكية وعن قلقهم حيال تدهور صورة الولاياتالمتحدة على الصعيد الدولي وطالبوا بالتصويت ضد بوش في الانتخابات القادمة. كما اعرب الديبلوماسيون عن سخطهم الشديد حيال سياسة بوش المتبعة في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط مؤكدين ان هذه السياسة عزلت الولاياتالمتحدة دوليا. ونقلت مصادر صحفية عن السفير الامريكي الأسبق في باكستان وتركيا رونالد سبيرس قوله: لقد خسرنا الكثير من علاقاتنا الدولية والكثير من الاموال والارواح لأمر غير مبرّر في اشارة بذلك الى الحرب الاخيرة على العراق. واضاف المسؤول الامريكي الاسبق ان فكرة «زرع» الديمقراطية هي اندفاع احمق مشيرا الى ان هذا الامر تسبب في تزايد الكراهية لأمريكا في العالم وخصوصا بين المسلمين.. وقال ويليام سي هاروب السفير السابق في اسرائىل خلال رئاسة جورج بوش الاب لأمريكا، نعتقد ببساطة ان الوقت حرج بالنسبة إلينا وان زعامة امريكا قد تراجعت وفق ما نقلته صحيفة «لوس انجلس تايمز» الامريكية. واضاف هاروب الذي وقع على الرسالة من بين المجموعة التي تطلق على نفسها «ديبلوماسيون ومسؤولون عسكريون من اجل التغيير» ان كثيرا من الناس اصبحوا يعتقدون ان العمل الذي تم انجازه في امريكا خلال السنوات الماضية قد نسفته الآن إدارة بوش التي ترفض الاصغاء الى الآخرين وتحتقر المنظمات الدولية. وقد رفض الفريق الذي يقود حملة لصالح بوش في الانتخابات المقبلة التعليق عن هذه الرسالة قبل نشرها رسميا.. وتأتي هذه الرسالة بعد رسالة مماثلة كان قد وجهها 52 ديبلوماسيا امريكيا في ماي الماضي الى الرئىس بوش اكدوا فيها ان سياسته في العراق والشرق الأوسط قد اخذت الولاياتالمتحدة الى الهاوية.