مع اقتراب انطلاق المهرجانات الصيفية التي تبدأ رسميا اواخر شهر جوان اشتد التنافس بين المسرحيين من أجل الحصول على بعض العروض في برمجة المهرجانات هذا التنافس في الحقيقة لا يتعلق بكل المسرحيين بل بالذين قدموا مسرحيات هزلية لان المهرجانات أصبحت منذ سنوات لا تستوعب الا المسرح الهزلي الذي نفاجأ في احيان كثيرة ان ما يقدم باسمه هو المسرح من براء، اذ لا يعدو بعض ما يقدم في المهرجانات ان يكون تهريجا واستخفافا بالمواطن وابتزازا للضحك. تنافس بعيدا عن التقييمات النقدية التي ليس هنا مجالها تشهد اروقة المندوبيات الجهوية للثقافة هذه الأيام منافسة كبيرة بين بعض المسرحيات التي تستجيب لمعطيات «المسرح الصيفي» مثل «في هاك السردوك نريشو» للمين النهدي الذي يبدو أنه الأكثر حظا اذ أغلق رزنامة عروضه مبكرا وكوثر الباردي في «جن المحبة» ونعيمة الجاني في «الطالبات» وكمال التواتي في «احنا هكّة» وتوفيق الغربي في «رفعت الجلسة» الى جانب العروض الفكاهية للمنجي العوني ونورالدين بن عيّاد ومحمد العوني ونصر الدين بن مختار وأولاد باب الله وهي عروض تلقى اقبالا كبيرا من الجمهور في المهرجانات الصيفية. في انتظار الدعم فأين بقية المسرحيين؟ ان هذا السؤال الذي اصبح يطرح مع بداية كل صيف كان نتيجة طبيعية للتصور الخاطئ للمهرجانات من ناحية ولتراجع التقاليد المسرحية من ناحية أخرى ولو لا العروض المدعومة التي توزعها الوزارة على المسرحيين لما وجدنا لهم أي ذكر ولكن حتى هذه العروض في اعتقادي أصبحت بلا جدوى لان نوعية الجمهور تغيّرت والامكانيات التقنية والفنية للمهرجانات سيئة في الغالب وبالتالي فالعروض المدعومة أصبحت ضيفا ثقيلا على المهرجانات وأصحابها غير مرغوب فيهم من مديري المهرجانات رغم أنهم لا يكلفونها شيئا ويكون من الافضل لو تؤجل الوزارة العروض المدعومة الى الموسم الثقافي أعني من أكتوبر الى ماي حتى تعود الروح للتقاليد المسرحية لان المهرجانات لم يبق فيها مكان إلا لنوع واحد من المسرح لا يحتاج لدعم الوزارة ليستمر طالما ان له جمهوره. لهذا السبب يرفض بعض المسرحيين العمل في المهرجانات ويعتذرون عن العروض المدعومة مثل فاضل الجعايبي وتوفيق الجبالي ونورالدين الورغي وعزالدن قنون ومنصف الصايم الخ... وهو اعتذار أكثر من منطقي لان الصيف لا يتحمل مسرحهم.