الظروف المالية الصعبة التي يمر بها مهرجان قابس الدولي أخرت نسبيا من الاعلان عن برنامج الدورة 22 التي ستنطلق يوم 17 جويلية، هذا المهرجان الذي حمل منذ عقود شعار الفكر والفنون تواجهه عقبات عديدة لا تسمح له بارضاء هواة الفكر والفنون والترفيه في آن واحد لعل أهمها الوضع المادي الذي تِأثر بغياب دعم المؤسسات وانعدام الاستشهار ثم طاقة استيعاب مسرح قابس الذي لم يعد يتماشى وحجم المدينة. ورغم كل هذه الظروف فان برنامج الدورة الحالية نشتم من خلاله عديد الاجتهادات التي تؤكد وفاء هذا المهرجان لخطه المعتاد وبحثه في الانتاج الخاص تكريسا للخصوصية ودعما للابداعات الجهوية. **افتتاح واختتام قابسي اختارت هيئة المهرجان في هذه الدورة ان يكون الافتتاح عرضا فرجويا من انتاج مسرحيين وموسيقيين من قابس لتأثيث سهرة كوكتال فيها شتى انماط الفرجة والفنون، اما الاختتام فلن يحيد أيضا عن هذا الخط حيث سيكون جمهور قابس على موعد مع سهرة تحمل عنوان «قطوف قابس» وفي سهرة للمواهب المتألقة في معهد الموسيقى ليكون اختيار أفضل موهبة بحضور لجنة فنية. الاجتهاد الثاني في هذه الدورة هو تنظيم أسبوع الضحك ويشتمل برنامجه على خمسة عروض فكاهية احدها مغاربي اضافة الى ندوة حول الضحك يشارك فيها عديد النقاد والمسرحيين والفكاهيين. **العروض الدولية والتونسية سوف يسهر جمهور قابس هذه الصائفة مع عروض فنية لعصام كاريكا ووائل جسار وجورج الراسي ومجد القاسم وعبد الله لسود وحكيم الصالحي، هذا الاختيار فرضته طاقة استيعاب المسرح التي لا تسمح باستضافة نجوم كبار وتدعم بالفشل المادي المسبق. الفن التونسي سيكون حاضرا من خلال عرض لأمينة فاخت وآخر لفيصل ولمياء الرياحي وثالث لنورة أمين التي ستكون ضيفة شرف لسهرة الاختتام. المحافظة على مهرجان قابس كمكسب ثقافي من واجبات أهلها وخاصة المؤسسات العملاقة المنتصبة بمدينة قابس والتي وجب عليها دعم هذا المهرجان ولو عن طريق شراء الاشتراكات ليبقى مهرجان قابس كما عهدناه قطبا للفكر والفنون.