شن المقاتلون الشيشان هجمات واسعة النطاق على عدة مدن في جمهوريتي أنغوشيا وداغستان المجاورتين للشيشان حيث تدور معارك عنيفة منذ مساء أمس الأول أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 50 قتيلا وجرح أكثر من 200 آخرين معظمهم من القوات الحكومية العميلة لموسكو. ووفقا لما أعلنته مصادر متطابقة فإن هذه الهجمات استهدفت بالخصوص مراكز تابعة للشرطة وحرس الحدود وبعض الوزارات الحكومية في أنغوشيا وداغستان تم على اثرها تدمير عديد المراكز الحكومية بالكامل في مدينة كارابولاك كما سيطر المقاتلون الشيشان على القصر الرئاسي في نازران كبرى مدن أنغوشيا. وحسب مصادر رسمية في أنغوشيا فإن وزير الداخلية أبوكاركو ستويف لقي مصرعه في هذه المعارك بينما كان يتوجه إلى مكتبه فيما شوهدت عدة جثث متفحمة كليا في مدينة نزران اضافة الى اختطاف نحو 20 رهينة. كما تحدثت مصادر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المقاتلين الشيشان لكنها لم توضح كيفية دخول المقاتلين الى البلاد والاستيلاء على عديد المؤسسات الحكومية وذكرت مصادر مقربة من وزارة الداخلية الأنغوشية أن قوات الأمن شنت عملية واسعة من جهتها لمطاردة المهاجمين بينما قامت مروحيات باطلاق النار على الغابات التي يعتقد أنهم يعبرونها متوجهين الى الشيشان. وأشارت المصادر الى أن وحدات من القوات الروسية الخاصة التابعة للاستخبارات الروسية تدخلت أمس واقتحمت منزلا في العاصمة يعتقد أن مقاتلين يتحصنون بداخله وقتلت اثنين خلال هذه العملية وقال مسؤول تابع للبعثة الأنغوشية في موسكو أنه تم الدفع بسرعة بتعزيزات الى نزران والبؤر الأخرى للقتال خلال هذه المعارك. وقالت مصادر روسية إن عددا غير محدود من المقاتلين الشيشان اعتقلوا على اثر ذلك... من جهته اتهم وزير الداخلية الشيشاني علو الخانوف مرشح الكرملين لرئاسة الجمهورية الانفصالية مقاتلي زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف بالوقوف وراء هذه الهجمات معتبرا أن الزعيم أصلان مسخادوف قد يكون وافق على ذلك أيضا... وتوعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس المسؤولين عن هذه الهجمات وقال خلال اجتماع له مع كبارة قادة الأمن «لا بد من العثور على هؤلاء وتصفيتهم أو تقديمهم للعدالة» ووصف بوتين هذه الأعمال بأنها «اجرامية» حسب تعبيره. وأعلن الرئيس الأنغوشي من جانبه الحداد لثلاثة أيام اعتبارا من اليوم الاربعاء معتبرا أن هذه الهجمات انما هدفها زعزعة استقرار المنطقة.