وردت علينا حالات خاصة تنطوي على طرافة كبرى وعلى حيرة أكبر بالنسبة لمن أرسلها إلينا فأردنا تجميعها ضمن هذا العدد الجديد من العيادة النفسية. وتتمثل هذه الحالات في انهيار بيوت الزوجية وتوتر العلاقة بين الأزواج بسبب عشق أحد الطرفين لفنان أو فنانة من الجيل الحالي للأغنية العربية هذه الحالات طرحناها على الأستاذ منذر جعفر المعالج النفساني والسلوكي لتحليلها وتقديم الاقتراحات المحببة لمعالجة مثل هذا السلوك. * الحالة الأولى : صرخات مكتومة لكثير من النساء هذه الأيام بسبب موجة الكليبات التي تهيمن على القنوات الفضائية بطلتها فتيات يشهد الجميع برشاقة أجسادهن فأصبح الرجال مدمنين على مشاهدة التلفزة.. هذه العادة الجديدة سببت الضيق للنساءوكانت سببا وراء تدهور العلاقات الزوجية. وتروي السيدة سناءحكايتها مع أليسا قائلة انها زوجة تجاوزت العقد الثالث بقليل أصبحت حياتها الزوجية لا تطاق بسبب انشغال زوجها الدائم بمشاهدة أليسا وعبرت له عن امتعاضها من تصرفاته إلا أنه لم يتفهم رغبتها ولم يحترم مشاعرها فقررت طلب الطلاق. * سناء (تونس) * الحالة الثانية : عمري 40 عاما متزوجة من أستاذ جامعي لاحظت في المدة الأخيرة اهتمام زوجي بروبي فهو يرمقها بنظرات غير بريئة كلما شاهدها على الشاشة فسألته عن سرّ اعجابه بها فأجابني أن أنظري الى نفسك في المرآة حتى تعرفي السرّ. هذه الاجابة جرحتني كثيرا وقررت مغادرة محل الزوجية الى غير رجعة فهل أتمسك بهذا القرار واطلب الطلاق أم اغفر له زلّته. * ريم (سوسة) * الحالة الثالثة : شابة في مقتبل العمر مخطوبة منذ سنة كنت أستعد للزواج خلال هذه الصائفة لكن إعجاب خطيبي بنانسي عجرم سبب لي الضيق وأصبحت علاقتي بخطيبي مهدّدة بالانهيار بعد اصرار زوجي الغريب على سماع شريطها الغنائي الأخير آلاف المرات في اليوم والتحدث عنها بكل اطناب ومدحها وقد ساءت علاقتنا بسبب نانسي عجرم وأصبحت أفكر جديا في ترك خطيبي الى الأبد. * رفيقة (الحمامات) ** الرد : يقول الأستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي في تحليله لهذه الظاهرة ان الاهتمام المفرط من قبل الرجال بالفنانات وخاصة المغنيات الاستعراضيات هو سلوك غير طبيعي لا يتماشى مع سنّ الرجل الكهل الذي من المفروض أن يكون ناضجا اجتماعيا وفكريا وحتى ذهنيا والاعجاب بالشهيرات هو عادة سلوك يتميز به المراهق الذي لم يصل بعد الى مرحلة النضج الثقافي. فنصيحتنا للأزواج تتمثل في ضرورة عدم الافراط في الاهتمام بهذه النوعية من النساء وحتى وإن حصل فلا بدّ أن يكون من باب البحث عن الترفيه والذوق الرفيع ولا يتحول الى مقارنة بين الزوجات وأليسا وأخواتها. وبتوظيف كل الطاقات الذهنية والحركية لإعادة ترميم العلاقة الزوجية وانقاذها من التلاشي بدل المساهمة في هدمها واندثارها. وعلى النساء اللاتي تعرضن لمشكل اهتمام أزواجهن بجمع من المطربات أن يثقن بأنفسهم حتى لو كن غير رشيقات وبعيدات كل البعد عن أليسا وجماعتها. فالثقة بالنفس هي المضاد الحيوي لكل فيروسات هؤلاء المطربات التي تعجّ بهن القنوات الفضائية. وعلى المرأة أن «تكبر» عقلها اذا حاول زوجها «تصغير» عقله، فلا تكتئب أو تفكر في الطلاق لأن الرجل «عينه زايغة» ولا يملؤها إلا التراب فحتى لو كانت لديه واحدة بمواصفات أليسا لبحث عن أليسا ثانية، ولو كان لديه ثانية لبحث عن ثالثة!