أشرف الرئيس زين العابدين بن علي أمس على اختتام اشغال الندوة الدورية للولاة التي تواصلت على امتداد يومين. وألقى رئيس الدولة بهذه المناسبة كلمة في ما يلي نصها: «أجدد اللقاء بكم في اختتام اشغال ندوتكم الاولى للسنة الحالية التي تابعت اشغالها بكل اهتمام مقدرا ما تبذلونه من جهد دؤوب لدفع مسيرة التنمية وفق ما رسمناه من اختيارات وتوجهات وما نوليه من عناية واهتمام لمختلف الجهات والفئات. وانه لمن دواعي الارتياح ان تتعزز مكاسبنا الداخلية بانجازات بلادنا في محيطها العربي والافريقي فقد حققت تونس خلال السداسية الاولى من هذه السنة نجاحات اقليمية بارزة تجلت بالخصوص في انعقاد القمة العربية وتنظيم كأس افريقيا للأمم لكرة القدم. وتلتئم ندوتكم هذه في فترة انطلقت فيها الاستعدادات حثيثة لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد يوم 24 أكتوبر القادم ونحن حريصون على ان تكون هذه الانتخابات فرصة سانحة لمزيد الانجاز على درب الديمقراطية وترسيخ التعددية وان تكون خير تعبير عما تحقق لمجتمعنا من تقدم وتطور في مختلف المجالات. وتجسيما لهذه التوجهات ادعوكم الى العمل على ضمان حياد الادارة والسهر على احترام احكام المجلة الانتخابية والحرص الكامل على انجاح هذا الموعد السياسي الهام واؤكد بالخصوص ضرورة تمكين كل الناخبين من بطاقاتهم الانتخابية وتوفير احسن الظروف لهم ليقوموا يوم الاقتراع بواجبهم في كنف الشفافية والديمقراطية. ان ما تناولتموه بالدرس والبحث بشأن الوضع الفلاحي بالبلاد يدفعكم الى اتخاذ كل الاجراءات الملائمة لمواجهة الموسم الفلاحي في احسن الظروف من حيث تهيئة مراكز التجميع والترفيع في طاقة الخزن وتأمين البذور اللازمة للموسم المقبل. وأؤكد في هذا المجال اهمية تطوير المستغلات الفلاحية وتأهيلها حتى تستجيب لمتطلبات المردودية والجدوى وتسهم في الرفع من المنتوج الفلاحي مع ضرورة تكوين مخزون احتياطي لتفادي حالات النقص وتقلص الانتاج والاستعداد لكسب مواقع جديدة في الاسواق الخارجية. كما أدعوكم بهذه المناسبة الى مزيد تفعيل دوركم في مجال النهوض بالتشغيل والاستفادة من خصوصيات جهاتكم وما يتوفر لدى كل واحدة من امكانات وطاقات وتشخيص الفرص الجديدة واستغلالها ومواصلة الحرص على متابعة نتائج ما اذنا به من اجراءات وقرارات لفتح المزيد من الافاق امام طالبي الشغل وخاصة منهم حاملي الشهادات العليا. تعيش العائلات التونسية هذه الايام على وقع نتائج الامتحانات وهو ما يعكس المجهودات التي تبذلها المجموعة الوطنية للنهوض بمواردنا البشرية ويجسم سعينا المتواصل الى الارتقاء بقطاعات التربية والتكوين والتعليم العالي. وان الاستعداد للسنة ا لدراسية والجامعية القادمة يقتضي منكم المثابرة على دعم الاحاطة بالتلاميذ والطلبة من ابناء العائلات ذات الدخل المحدود وايلاء العناية اللازمة للخدمات الجامعية ولا سيما منها المتصلة بالنقل والسكن وبتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في السكن الجامعي في ظل التطور المتواصل الذي يشهده عدد الطلبة. وتظل المشاريع البلدية واستحثاث نسق انجازها ومتابعة سير برامج النظافة وجمالية المحيط من اهم محاور اهتمامنا واذ اعرب عن ارتياحي لما تحقق خلال الاشهر الماضية في المجال البيئي فاني اوصيكم بالمثابرة على هذا السبيل وبتشريك مختلف مكونات النسيج الجمعياتي وهياكل العمل التطوعي في هذه الجهود. وتواصلا مع الاجراءات الجديدة التي اتخذناها في الايام الاخيرة لتنمية القطاع السياحي وتنويع منتوجه وتطوير مردوديته اوصيكم بتشريك كل المهنيين المتعاملين مع هذا القطاع للتغلب على الصعوبات القائمة والتوفق الى تقديم خدمات سياحية راقية ومزيد العناية بالسياحة الثقافية واستغلال المخزون التاريخي والحضاري لكل جهة. وأدعوكم الى احداث لجان جهوية باشرافكم تتولى المتابعة والتنسيق بين كل الاطراف المتدخلة لأحكام دعم الشراكة بين الادارة واهل المهنة والارتقاء باداء القطاع السياحي والرفع من قدرته التنافسية. وينبغي ان تكثفوا الاحاطة بمواطنينا العائدين من الخارج لكي يقضوا عطلتهم الصيفية في كنف الراحة والاطمئنان وان تسهروا على تيسير ظروف عودتهم وقضاء شؤونهم وتكريم المتميزين منهم في مجال الاستثمار بوطنهم ولا سيما في المشاريع الاقتصادية المنتجة والمشغلة بجهاتهم. ان بلادنا مقبلة على مرحلة مهمة تقتضي منا المزيد من العمل لتجسيم الاختيارات والتوجهات الوطنية التي نستمدها من تطلعات شعبنا وتوقه نحو الافضل. وإذ اقدر ما تبذلونه من جهود وما تتحلون به من عزم في اداء مهامكم فاني أدعوكم الى تعزيز كل ما يسهم في تقدم تونس وازدهار شعبها وانجاح مسيرتها على درب التنمية الشاملة والمناعة الدائمة». وكان السيد الهادي مهني وزير الداخلية والتنمية المحلية القى كلمة ابرز فيها النجاحات الكبيرة التي تحققت بتونس في شتى المجالات مشيرا الى الاشعاع الذي تحظى به بلادنا على مختلف الاصعدة العربية والافريقية والمتوسطية والدولية. وبعد ان ذكر بالمحاور التي تدارستها الندوة وفي مقدمتها الاعداد المادي للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة اكد حرص وزارة الداخلية والتنمية المحلية على تجسيم الاجراءات التي اعلن عنها رئيس الدولة في هذا الشأن بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب بما يضمن لها ارقى مستويات الشفافية والنزاهة ويجسم الخيارات الصائبة للرئيس زين العابدين بن علي. وقد حضر هذه الجلسة الختامية بالخصوص السيد محمد الغنوشي الوزير الاول.