قرطاج (وات) اشرف الرئيس زين العابدين بن علي امس الاثنين على اختتام اشغال الندوة الدورية للولاة التي تواصلت على امتداد يومين. واكد رئيس الدولة في كلمة القاها بالمناسبة الاهمية الخاصة التي يوليها سيادته لوضع البرامج والآليات المناسبة في ميادين التكوين والتدريب والتاهيل ولتوفير مصادر التمويل لتنمية روح المبادرة لدى طالبي الشغل ولا سيما منهم حاملو الشهائد العليا وحفزهم على بعث المؤسات مع دعم آليات الاحاطة بهم. ودعا الى توفير الظروف الملائمة لتحقيق ما تم رسمه من اهداف لمنظومة التكوين المهني مع ما يقتضيه ذلك من جهد واجتهاد لمزيد التعريف بآلياته ومزاياه وبالحوافز المصاحبة له ودعم التوجه الهادف الى تكريس الشراكة بين جهاز التكوين والمؤسسات الاقتصادية. واوصى الرئيس زين العابدين بن علي بالسهر على سير نشاط مراكز الاعمال باعتبار وظيفتها المهمة في مجال الاحاطة بالباعثين وتكوينهم ومتابعة انجاز مشاريعهم في احسن الظروف. كما ابرز الاهتمام الكبير الذي يحظى به القطاع الفلاحي في سلم الاولويات الوطنية بالنظر الى دوره الفعال في المنظومة الاقتصادية مشيرا الى القرارات والاجراءات المتتالية التي كان اذن بها سيادته لمزيد دفع هذا القطاع نحو الافضل لا سيما في مجال تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي وكسب رهان التصدير. واكد ضرورة المتابعة الدقيقة لتلك الاجراءات من اجل تطوير القدرة التنافسية للقطاع الفلاحي عامة واحكام استغلال الامكانيات المتاحة في مجال الزراعات الكبرى خاصة سيما في ضوء ما شهدته الاسواق العالمية من ارتفاع مطرد لاسعار الحبوب ودعا رئيس الجمهورية الولاة الى متابعة برنامج هيكلة الاراضي الفلاحية الدولية والاستغلال الامثل لهذه الاراضي والتحسيس باهمية الاجراءات المقررة بالنسبة الى التامين الفلاحي والى السهر على متابعة مشاريع حماية المدن من الفيضانات ودفع نسق الاشغال المتعلقة بتصريف مياه الامطار. واوصى سيادة الرئيس على صعيد اخر بحسن متابعة انجاز البرنامج الذي كان اذن به والمتعلق بتخصيص جزء من موارد صندوق التضامن الوطني للنهوض باوضاع الاحياء الشعبية حتى يتوفر العيش الكريم وجودة الحياة لسائر التونسيين والتونسيات دون اقصاء او تمييز.. وحث سيادة الرئيس الولاة على اثراء الاتصال بالمواطنين واستجلاء تطلعاتهم وطموحاتهم والانصات الى مشاغلهم وعلى مزيد العناية بالشباب والمساهمة في توفير كل اسباب النجاح للحوار الشامل الذي اذن سيادته بتنظيمه مع الشباب خلال سنة 2008 من اجل صياغة ميثاق شبابي. وكان السيد رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية قدم لرئيس الدولة تقريرا حول أشغال ندوة الولاة والمحاور التي تناولتها بالدرس والتي تعد من أولويات اهتمام سيادة الرئيس كالتشغيل والفلاحة وكذلك متابعة برامج تحسين ظروف عيش المواطنين بكافة الجهات والنهوض بالاحياء الشعبية والعناية بالبيئة تجسيما لحرص رئيس الجمهورية وتنفيذا لتعلمياته في هذا الشان. كما أبلغ الوزير رئيس الدولة ما عبر عنه المشاركون في الندوة من مشاعر الوفاء والاخلاص لسيادته وما يحدو الولاة من عزم على المثابرة من أجل تحقيق أهداف التنمية في مختلف الميادين. وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس زين العابدين بن علي: «بسم الله الرحمان الرحيم السادة الولاة نختتم اليوم اشغال ندوتكم الدورية التي تنعقد في مستهل سنة ادارية جديدة تقبل فيها بلادنا بكل تفاؤل على تحقيق مزيد التقدم والرقي بعد مرور عقدين من الاصلاح والتطوير في كل الميادين تحققت خلالهما مكاسب وانجازات جمة شملت كل الفئات والجهات بفضل التفاف شعبنا حول خياراتنا الوطنية وتوجهاتنا الحضارية. واني ادعوكم بهذه المناسبة الى تكثيف جهودكم لمتابعة القرارات والاجراءات التي اعلنا عنها بمناسبة احتفال بلادنا بالذكرى العشرين للتغيير والسهر على احكام انجازها في آجالها. السادة الولاة لقد تابعت باهتمام اشغال ندوتكم واني اعرب لكم بهذه المناسبة عن ارتياحي لما اتسمت به مناقشاتكم من عمق في معالجة المواضيع المدرجة بجدول اعمالها. ولما كان التشغيل في مقدمة اهتماماتنا فقد اولينا اهمية خاصة لوضع البرامج والآليات المناسبة في ميادين التكوين والتدريب والتاهيل وعملنا على توفير مصادر التمويل لتنمية روح المبادرة لدى طالبي الشغل ولاسيما منهم حاملو الشهائد العليا وحفزهم على بعث المؤسات مع دعم اليات الاحاطة بهم. وقد عززنا كل ذلك بقرارات واجراءات جديدة حيث اذنا بوضع دراسة تقويمية شاملة لكل الآليات التي تم اعتمادها للحفز الى بعث المشاريع ووضع برامج التاهيل الملائمة قصد الوقوف على نتائجها وادخال الاصلاحات اللازمة عليها ضمانا لنجاعة المنظومة باكملها. وبالاضافة الى الاستشارة الوطنية الواسعة التي ستنتظم في السنة الجارية حول التشغيل كنا اقررنا في اطار مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2008 عددا من الاجراءات التي تدعم نسق النمو واحداثات الشغل في القطاعات الواعدة لدى حاملي الشهائد العليا خاصة. واذ اعرب عن تقديرى لجهودكم في ما تم التوصل اليه من نتائج طيبة بشان ادماج واحد او اكثر من ابناء العائلات المعوزة في سوق الشغل فاني اغتنم هذه الفرصة لاؤكد اهمية دوركم في متابعة تنفيذ مختلف اليات التشغيل وبرامجها بما يكفل ادماج اكبر عدد ممكن من طالبي الشغل في الدورة الاقتصادية. واعتبارا لحاجيات اقتصادنا الوطني من اليد العاملة المختصة القادرة على مواجهة تحديات المنافسة العالمية في مختلف المجالات وفي نطاق الحرص على ادماج اغلب الشبان المنقطعين عن التعليم فاني ادعوكم الى توفير الظروف الملائمة لتحقيق ما رسمناه من اهداف لمنظومة التكوين المهني مع ما يقتضيه ذلك من جهد واجتهاد لمزيد التعريف بالياته ومزاياه وبالحوافز المصاحبة له ودعم التوجه الهادف الى تكريس الشراكة بين جهاز التكوين والمؤسسات الاقتصادية بما يتيح الفرصة امام هذه المؤسسات للاطلاع على المخزون الوطني من الكفاءات والمهارات التي تلبي حاجياتها من التاطير والاندماج ويسهم في توسيع افاق التغشيل امام خريجي مراكز التكوين. وفي هذا الاطار تابعت بكل اهتمام ايام الاستثمار والشراكة التي انتظمت في العديد من الولايات وكذلك الملتقيات الجهوية للشباب والمؤسسات والتي توجت بتنظيم ندوة وطنية في المجال. وهو عمل محمود ندعو الى مزيد تكريسه ومتابعة نتائجه بالتعاون والتنسيق بين مختلف الاطراف المتدخلة من مؤسسات القرض وشركات الاستثمار وهياكل المساندة. كما اوصيكم بالسهر على سير نشاط مراكز الاعمال باعتبار وظيفتها المهمة في مجال الاحاطة بالباعثين وتكوينهم ومتابعة انجاز مشاريعهم في احسن الظروف. السادة الولاة لقد تناولت ندوتكم بالدرس وضع القطاع الفلاحي الذي يحظى باهتمام كبير في سلم اولوياتنا بالنظر الى دوره الفعال في المنظومة الاقتصادية الوطنية وقد توالت القرارات والاجراءات التي اذن بها لمزيد دفع هذا القطاع نحو الافضل لا سيما في مجال تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي وكسب رهان التصدير. وفي ضوء ما شهدته الاسواق العالمية من ارتفاع مطرد لاسعار الحبوب فاني اؤكد ضرورة المتابعة الدقيقة لتلك الاجراءات من اجل تطوير القدرة التنافسية للقطاع الفلاحي عامة واحكام استغلال الامكانيات المتاحة في مجال الزراعات الكبرى خاصة. وهو ما يقتضي تعبئة كل الطاقات لمزيد تحسيس مختلف الاطراف المعنية باهمية اعتماد خرائط الانتاج الفلاحي وتوسيع المساحات المخصصة للزراعات الكبرى والارتقاء بجدواها الى ارفع المستويات. وان الواجب يقتضي منكم الحرص على متابعة برنامج هيكلة الاراضي الفلاحية الدولية والاستغلال الامثل لهذه الاراضي والتحسيس باهمية الاجراءات المقررة بالنسبة الى التامين الفلاحي وتقويم اداء شركات الاحياء الفلاحية لضمان اقصى المردودية لها. وحرصا منا على وقاية بلادنا من الظواهر المناخية الفجئية كنا اقررنا جملة من الاجراءات للتخفيف من اثار هذه الظواهر والحد من مضاعفاتها. وفي هذا السياق اوصيكم بالسهر على متابعة مشاريع حماية المدن من الفيضانات ودفع نسق الاشغال المتعلقة بتصريف مياه الامطار. وادعوكم بالخصوص الى مزيد احكام التنسيق بين المصالح الجهوية للوزارات والهياكل المعنية والسهر على احترام ما تم اقراره بشان ربط كل الدراسات المتعلقة بالبنية الاساسية والمشاريع العمرانية بدراسة مائية لكل واحدة منها فضلا عن تحجير كل ما من شانه ان يمثل حاجزا امام سيلان مياه الامطار. واعتقادا منا بان المحيط السليم والبيئة النظيفة هما من مقومات جودة الحياة كنا اذنا بتخصيص جزء من موارد صندوق التضامن الوطني للنهوض باوضاع الاحياء الشعبية واتخذنا كذلك سلسلة من الاجراءات الجديدة لدعم سلامة المحيط وجماليته. واوصيكم بحسن متابعة انجاز هذا البرنامج بجهاتكم حتى نوفر العيش الكريم وجودة الحياة لسائر التونسيين والتونسيات دون اقصاء او تمييز. كما اوصيكم بمزيد العناية بالعمل البلدى وخاصة في ما يتعلق بتعزيز البرامج الجهوية للنظافة والعناية بالبيئة ومتابعة انجاز المشاريع الواردة بالمخططات البلدية وحث البلديات على الاستفادة مما تم اقراره لفائدتها من تشجيعات وحوافز مادية في المجال. وادعوكم الى مزيد تفعيل دور النسيج الجمعياتي ولجان الاحياء ونقابات المتساكنين لتكون رافدا اساسيا لدعم مجهود الجماعات المحلية في العناية بالبيئة وجمالية المحيط. السادة الولاة ان بلادنا دخلت مع بداية هذا العام في منطقة للتبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي لتكون بذلك اول بلد من جنوب المتوسط يرتقي الى هذا المستوى من العلاقات مع هذا الفضاء بفضل ما تنعم به من مناخ اجتماعي واقتصادى يشجع على الاستثمار والاعمال وما يتوفر فيها من بنية تحتية متطورة ومؤشرات تنموية واعدة وما تحظى به من ثقة على الساحة العالمية. وهذه المكاسب من شانها ان تحفز جميع الاطراف الى مضاعفة العمل والكد للمحافظة على مكانة بلادنا على الصعيد الدولي وتعزيز انخراطها في منظومة العولمة الاقتصادية باوفر حظوظ النجاح. وادعوكم الى اثراء الاتصال بالمواطنين واستجلاء تطلعاتهم وطموحاتهم والانصات الى مشاغلهم. كما اوصيكم بمزيد العناية بالشباب والحرص على ان تقوم الهياكل المعنية التربوية منها والثقافية والرياضية والترفيهية بدور فعال في الاحاطة به علاوة على المساهمة في توفير كل اسباب النجاح للحوار الشامل مع الشباب الذي اذنا بتنظيمه خلال سنة 2008 من اجل صياغة ميثاق شبابي. وفي الختام اجدد لكم ارتياحي وتقديري لما تبذلونه من جهود وماتقومون به من اعمال بروح وطنية عالية راجيا لكم المزيد من النجاح والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».