ذات صباح، كان احد عمّال النظافة يكنس الاوساخ ويجمعها، وما إن أحس بالتعب حتى أسند مكنسته على جدار أحد المنازل وجلس ملتمسا بعض الراحة، فاقترب القط من كيس للقمامة لم يرفعه العامل بعد وهم بثقبه... غير أنه سمع صوتا يصرخ: «توقّف! لا تفعل ذلك!». رفع القطّ عينيه الى مصدر الصوت ليجد المكنسة تتطلّع اليه في غضب وتقول: «لماذا تثقبون أكياس القمامة وتنثرون ما فيها من أوساخ لنتعب نحن في جمعها؟». جلس الهرّ على قائمتيه الخلفيتين واجابها: «إننا لا نتعمد ثقب اكياس القمامة لاجل نشر الأوساخ في الشارع، بل نفعل ذلك بحثا عما نسدّ به رمقنا ورمق صغارنا... ثم ان التلوّث ليس من مسؤوليتنا... فكم من ساكن في هذا الحيّ لا يضع قمامته في كيس بل يفرغها كيفما اتّفق في الشارع او أمام منزل احد اجواره... وكم من ساكن يخرج كيس قمامته اثر مرور عمّال النظافة ليبقى ذلك الكيس في مكانه مدّة طويلة ولما يشتد بنا الجوع نضطر الى ثقبه وبالتالي فما نحن بملومين، بل ان اللوم يقع على بعض العباد الذين ينقصهم الوعي ولا يحترمون اخاهم الانسان هذا العامل!». أفحم كلام القط المكنسة التي لم تجد ما تردّ به وهي تأسف في قرارة نفسها على حال بعض بني الانسان الذين يعتبرون السبب الرئيسي في ما تعانيه هي وعامل النظافة كل صباح.