كان كل المؤشرات توحي أن اللقاء سكيون صعبا جدا بالنسبة الى الافريقي المتأخر بثلاثة أهداف بعد لقاء الذهاب والذي يلعب بتشكيلة منقوصة من أبرز لاعبيه ورغم اصرار لاعبي الافريقي على التأهل أياما قبل اللقاء وحماسهم في الظاهر فإن الباطن كان مغايرا وقد ترجم على الميدان بقبول هدف في الثواني الاولى من اللقاء عكس ارتباك عناصر الفريق وخوفهم من النتيجة رغم ان الحكم أيضا يتحمل ضلعا كبيرا من مسؤولية الهدف الاول لأنه كان مسبوقا بلسمة يد من المهاجم. الافريقي كان مطالبا بتسجيل عديد الاهداف وعدم القبول المزيد منها والمدرب الشرقي كان مجبرا على التعويل على نفس التشكيلة طوال اللقاء بالنظر الى عدم وجود أي لاعب جاهز على مقعد البدلاء. أسوأ سيناريو بالاضافة الى أسبقية الذهاب لفائدة القطن الكامروني عرف لقاء الإياب أسوأ سيناريو لأن الافريقي كان مطالبا بالتسجيل منذ الدقائق الاولى حتى يدخل الاضطراب في الفريق الخصم لكن العكس هو الذي حصل اذ تمكن ممثل الكامرون من التسجيل منذ الثواني الاولى وكان هذا الهدف بمثابة تقليم أظافر الافريقي الذي بقي على امتداد هذا الشوط تحت صدمة الهدف الكامروني الا في الدقائق الاخيرة من الشوط الاول. عودة الروح بعد هدف الثواني الاولى بدأت الروح تعود شيئا فشيئا وبدا واضحا ان مثمل الكامرون اغتر بالهدف المفاجئ وواصل اللعب بطريقة هجومية وهو ما سهل مهمة مهاجمي الافريقي نسبيا الذين وجدوا أنفسهم في وضعية مناسبة للتهديف في أكثر من مناسبة ولكن بن جديدية رأى عكس ذلك وأهدر فرصتين واضحتين (وضعية وجه لوجه) ورغم اللوم الشديد الذي توجه به الجمهور لهذا اللاعب فإن الحالة المعنوية التي كان عليها اللاعبون هي التي جعلتهم يرتبكون ويهدرون عديد الفرص التي بدت واضحة وسهلة. وبعد اهدار عديد الفرص وجد المنصف الشرقي نفسه مجبرا على التعويل على رمزي الفطحلي المصاب كمهاجم ثالث مقابل الاستغناء عن لاعب وسط وهو جمال بن سالم ومكن هذا التغيير الافريقي من ممارسة ضغط كبير على المنافس الذي لم يتمكن من ابعاد الكرة من مناطقه على امتداد نهاية الشوط الاول وتحصل زملاء السعيدي على ثلاث ركنيات في دقيقة واحدة. وتمكن الافريقي بفضل هذا الضغط من تسجيل هدفين في دقيقتين فعادت الاحلام من جديد. كل شيء ضاع متابع تمارين الافريقي في الايام القليلة التي سبقت اللقاء يلاحظ بصفة جلية ان المدرب منصف الشرقي جهز كل شيء تقريبا وطلب من لاعبيه مثلا حسن التمركز في الكرات الثابتة وتدرب اللاعبون طويلا على هذه الكرات وطلب منهم ابعاد الكرة عن الحارس لأنه طويل القامة وذكر لهم في عديد الحصص أن الركنية التي تنفذ من كرة واحدة تتوجه الى القائم الاول حتى لا يلتقطها الحارس حيث يوجد لاعب افريقي للتسجيل أو لتغيير وجهتها الى زملائه. أما اذا كانت الركنية ثنائية فتوجه مباشرة الى القائم الثاني أين يوجد بوزيان والسعيدي ولكن الارتباك والخوف من النتيجة بعد تقدم المنافس في التهديف جعلا اللاعبين يفقدون التركيز وأصبحت الكرات الثابتة تنفذ بطريقة عشوائية. فخ الكرات الطويلة من أهم التوصيات التي أكد عليها الشرقي كذلك عدم السقوط في فخ الكرات الطويلة لأن ذلك يسهل مهمة المنافس المتمركز في مناطقه لكن غياب الحل عند اللاعب هو الذي يجعله يفضل التوزيع الطويل لأن غياب المولهي والخلفاوي ويحيى جعل وسط الافريقي يفقد توازنه بالكامل. وقد علق الشرقي في نهاية اللقاء على مسألة تعويل اللاعبين على الكرات الطويلة قائلا : »هل هناك مدرب يطلب من لاعبيه التعويل على الكرات الطويلة خاصة ان حارس المنافس طويل القامة وكذلك دفاعه، للأسف اللاعب يفضل هذا الحل عندما تغيب الحلول الاخرى وهو ما حدث فعلا«. مغامرة الغيابات العديدة في صفوف الافريقي لأسباب مختلفة (عقوبات واصابات) جعلت المدرب الشرقي يقدم على أكثر من مغامرة في هذا اللقاء من ذلك انه عول على رمزي الفطحلي المصاب منذ منتصف الشوط الاول وكذلك شكري الزعلاني الذي كان الى حد يوم السبت يتدرب على انفراد وبدون كرة واكتفى بالعدو في اليومين الأخيرين ولم يتدرب بالكرة لا مع زملائه ولا على انفراد منذ فترة طويلة للتأكيد أن الشرقي لم تكن له الحلول اللازمة على مقعد البدلاء. المفاتيح في المدارج كنا في العدد السابق من الشروق أكدنا ان مهمة الافريقي ستكون شبه مستحيلة بالنظر الى غياب ثلاثي كامل في وسط الميدان وهم المولهي والخلفاوي ويحيى وقد تجمعوا جميعا في المدارج وكان الى جانبهم محمد المكشر الغائب الآخر عن الدفاع. ونظرا لغياب المعوضين طلب بعض المتعرضين الى اصابات التعويض مثل بوزيان وبن جديدية لكن المدرب رفض. أكثر من ميساوي بقطع النظر عن الغيابات والعراقيل التي حالت دون الفوز بوثيقة التأهل فإن الافريقي مطالب إن كان يطمح الى لعب الأدوار الاولى محليا بعديد التعزيزات خاصة من الخط الامامي لأن الدفاع والوسط ليسا في حاجة لكن الهجوم لاح عليه نقصا فادحا فالميساوي قدم مقابلة بطولية وكان وراء الهدفين في دقيقة واحدة رغم المحاصرة التي ضربت عليه ورغم ان جمهور الافريقي يطالب هذا اللاعب بالاهداف فإنه كان في كل اللقاءات وراء كل الاهداف (تمريرة حاسمة او الحصول على المخالفات وضربات الجزاء) وكان أفضل عنصر دون منازع في لقاء الاحد الى جانب السعيدي ولذلك فالافريقي مطالب بانتداب ميساوي آخر. بقي ان نشير رمزي الفطحلي الذي يتمتع بعديد الخصال مثل السرعة والجرأة والقدرة على المباغتة خانه الحظ في الفترة الاخيرة وكان دائما يعاني من اصابة على الاطار الطبي للافريقي أن يجد لها الحل الجذري ولن يتمكن من ذلك الا عندما يجد المدرب البديل المناسب ويوفر للفطحلي فرصة الشفاء التام من الاصابة. السعيدي رجل كألف بعض جماهير الافريقي صفقت لكريم السعيدي طويلا عند خروجه بالورقة الحمراء ورغم ان هذا السلوك مرفوض ويجب ان يتجنب الجمهور تشجيع اللاعبين على السلوك اللارياضي فإن تصفيق الجمهور جاء بعد مجهودات جبارة قدمها هذا اللاعب الذي ذكّر جمهور الاحمر والابيض بالمحايصي وربما ينسي هذا اللاعب شجاعة المجاهد المحايصي لأنه مازال في بداية الطريق. وقد قام السعيدي في هذا اللقاء بدور كامل خط الدفاع وهو ما جعل المدرب المنصف الشرقي يطلب من رضوان بوزيان التقدم ليلعب كقلب هجوم في نهاية المقابلة وترك السعيدي بمفرده في الدفاع. -قالوا : منصف الشرقي : الهدف المبكر بعثر كل الاوراق وكاد يتسبب في انهيار الفريق لكن اللاعبين عادوا وضغطوا وسجلوا هدفين في دقيقة واحدة. في الشوط الثاني عاد المنافس الى الدفاع فعجز أبنائي عن ايجاد الحلول وسقطوا في فخ الكرات الفضائية ورغم أني كنت أطالب بالسرعة في الاداء فإنه لا يمكن ان أطالب اللاعبين بما لا طاقة لهم به لأننا لعبنا على امكاناتنا في ظل الغيابات ا لعديدة. لمين نداي : فارق الذهاب جعلنا نلعب براحة بال في الاياب وهدفنا الاول بعثر أوراق الافريقي الذي عاد بقوة في نهاية الشوط الاول لذلك طلبت من أبنائي اللعب في مناطقنا في الشوط الثاني وكان لنا ما أردنا.