لعب النادي الافريقي بنجاح وبادر بخلق الفرص،. لكنه قبل اللعب على امتداد دقائق المباراة فتحمل بذلك الخط الخلفي كل الضغط الذي فرضه المنافس وكثرت المخالفات وخاصة الركنيات لكن دون تغيير في النتيجة لتنتهي الفترة الاولى من اللعب بنتيجة بيضاء. الشوط الثاني قام المدرب السينغالي لمين نداي بثلاثة تغييرات وزاد الضغط حتى الدقيقة 73 عندما سجل القطن الرياضي بقاروا أول أهدافه وزاد هيجانه ليسجل في آخر خمس دقائق ثنائية قبل ان يعلن الحكم عن نهاية المباراة.. فماذا حدث بالضبط؟ بدأت المباراة دون جس النبض لتكون أول فرصة جدية في الدقيقة الثالثة بعد ان قطع عصام التوجاني كرة وتوغل بها قبل تمريرها للخلفاوي الطليق لكنه صوب كرة ضعيفة وجانبية. بعدها انحصر اللعب في وسط الميدان حيث كان الافريقي منظما كما يجب بفضل اختيار المدرب لخمسة لاعبين في هذه المنطقة الحساسة (المولهي وجمال بن سالم كلاعبي ارتكاز أشرف الخلفاوي على الرواق الايمن وجمال رحومة على الجهة اليسرى وعصام التوجاني خلف المهاجم الوحيد الميساوي). افتكاك خط الوسط من طرف الافريقي جعل المنافس يعتمد على الكرات الطويلة تارة من اليمين وطورا من اليسار ومن خلال التمريرات الطويلة من المدافعين وهذه الطريقة جعلت الدفاع يجد صعوبات فاضطر لارتكاب بعض المخالفات أو ابعاد الكرة في كل مرة للركنية حيث وصل العدد في الفترة الاولى الى ست ركنيات شكلت كل واحدة خطورة كبيرة على الدفاع والحارس خالد عزيز. هذا ما حدث أخطر كرة كانت مع حلول الدقيقة 28 عندما استغل المهاجم الكونغولي الخطير كرة خاطئة ومرر لزميله »بيبا« لكن خالد عزيز تدخل برجله في الوقت المناسب لينقذ مرماه من هدف كاد يكون محققا. الدقيقة تجاوز المهاجم الليبيري روبار سيساي ماهر القيزاني ليوزع كرة على مستوى القائم الثاني لكن زميله علي غامبو الطليق صوب فوق مرمى الحارس خالد عزيز فيما لم تعرف بقية الدقائق فرصا تذكر من الجانبين حتى أعلن الحكم الايفواري الذي كان »عادلا« على نهاية هذا الشوط. الفترة الثانية انطلقت بقوة خصوصا وان التغيرات التي قام بها المنافس زادت في تسربات المهاجمين على الرواقين رغم ما بذله القيزاني بمساعدة رحومة او باب توري ومعه الخلفاوي ومع حلول الدقيقة 55 تتوفر فرصة للمهاجم نبيل الميساوي عندما انطلق بسرعة وراوغ مدافعا وعلى خط الجزاء صوب كرة باليسرى ظن كل من في الملعب ان مآلها الشباك ولكنها لم تصبها. بعد ذلك عاد الضغط من فريق قاروا وزادت أخطاء دفاع الافريقي قبل ان يقطعها مرة أخرى الميساوي لكن تصويبته القوية لم تكن دقيقة فمرت فوق الشباك وهي الفرصة الثالثة للفريق والاخيرة في اللقاء. المنعرج والذهول تواصل اللقاء وانحصر أكثر في نصف الملعب الخاص بالافريقي لينطلق المهاجم البديل ناصورو موسى كالسهم من اليمين ويتجاوز المدافع محمد المكشر الذي تحول للتغطية على القيزاني والحكم يعلن مخالفة قريبة من ضربة الركنية مع انذار المكشر وكان ذلك مع حلول الدقيقة 73 من عمر المباراة وهو موعد الهدف الاول بعد ان تجاوزت الكرة خط المرمى أمام بهتة الجميع بمن في ذلك الدفاع والحارس. وبما ان الحكم طرف في اللعبة فقد رفض الاعلان عن مخالفة كانت واضحة على المهاجم الميساوي رغم انه كان قريبا من العملية لكنه تعمد ذلك خصوصا وقد سمح لمدافع كامروني بارتكاب مخالفة واضحة هي الاخرى على أشرف الخلفاوي مما جعل هذا الاخير يحتج على قاضي الميدان ليرفع في وجهه الورقة الصفراء الثانية ويكون الاقصاء في وقت تحرك فيه الافريقي بعد ان أصبح توري ينشط في مكانه كلاعب وسط ميدان وتقدم الخلفاوي لمعاضدة الميساوي في الهجوم. في الدقيقة 85 أعاد الدفاع كرة سهلة على حدود منطقة الجزاء غالط بها اللاعب أحمد بقومنا دون صعوبة حارس الافريقي مرة ثانية. الدقيقة 90 وليد الغول وبطريقة عفوية سجل الهدف الثالث بعد تحويله لتوزيعة نصف طائرة الى شباك فريقه. الحكم كان عادلا في الشوط الاول لكنه عرف كيف يساعد الفريق المحلي خلال الشوط الثاني ب»صنعة كبيرة«. خط الدفاع سبب البلية الخط الخلفي للنادي الافريقي وجد صعوبات كبيرة في محاصرة هجوم القطن الرياضي بقاروا خصوصا وان جل اللاعبين لهم قدرة كبيرة على الجري والتحرك اضافة الى قدرة هائلة على الالتحام مع لياقة بدنية لا حدود لها ويمكن التأكيد ان كلا من محمد المكشر كريم السعيدي وبقية زملائهما أبعدوا الكرات بالرأس في مباراة الاحد أكثر من ابعادهم لها في الجولات الست للبطولة الوطنية. ماهر القيزاني ورغم شجاعته فإنه وجد عديد الصعوبات في تغطية الرواق الايسر وتكفي الاشارة الى كون مخالفة الهدف الاول وكرة الهدف الثالث جاءتا بعد توغل من الجهة اليسرى لدفاع الافريقي. باب توري لم يظهر بالشكل المطلوب، أما معوضه وليد الغول فقد كانت مساهمته كبيرة في الهزيمة حيث أعاد كرة الهدف الثاني وسجل الهدف الثالث ضد مرماه. خط وسط الميدان ورغم وجود خمسة لاعبين فإنه كان دون المستوى فالمولهي الذي تعوّد لعب دور بارز في هذا الخط أظهر ضعفا واضحا وفقد عديد الكرات التي استغلها فريق قاروا ليشن هجومات شكلت خطورة على الدفاع. جمال رحومة هو الآخر لم يعرف كيف يقوم بدور لاعب الرواق او الظهير الايسر المتقدم ليخفف الضغط على زميله القيزاني وعصام التوجاني لم يقدم اي شيء لخط الوسط بما انه فقد أغلب الكرات التي وصلته نتيجة محدودية امكاناته وسقوطه مع كل التحام فزاد الطين بلة. أشرف الخلفاوي قدم مستوى ممتازا بفضل مراوغاته وقيامه بدوره الدفاعي كما يجب لكنه ارتكب هفوة مجانية وساهم بذلك في الهزيمة بما انه ترك فريقه يلعب منقوصا خصوصا وان الاحتجاج على الحكم لا يمكن ان يغير من رأيه خصوصا عندما يكون بتلك الطريقة التي استعملها الخلفاوي بعد ان جرى عديد الامتار خلف الحكم. هجوم الافريقي فشل في مباراة كانت الفرصة فيها موجودة للميساوي لكن هذا الاخير ورغم تحركه على اليمين واليسار فقد كان معزولا ودون مساندة تذكر، ولو ان »المهاجمين الكبار« مطالبون باستغلال حتى أنصاف الفرص. من سرق حذاء التوجاني؟ قام تحكيم المباراة المتكون من الثالوث الايفواري أبوبكر شرف ياوو كوسونو ايتيان ميان ومعهم مراقب المباراة الغابوني منقولو مغولو اختار لهم النادي الكامروني نفس الاقامة في الفندق الذي تواجد فيه فريق قاروا. مدرب فريق قاروا سينغالي الجنسية ويدعى لمين نداي هو خال لاعب النادي الافريقي باب توري وكلاهما كانت له مصافحة حارة للثاني. النادي الافريقي وعلى امتداد دقائق المباراة لم يتحصل على اي ركنية ولم يصوب اي كرة للحارس الكامروني وهو ما يدل ان الهجوم كان غائبا تماما عن المباراة. ظاهرة غريبة ميزت مباراة الاحد وهي سقوط اي لاعب من الافريقي مع كل اصطدام بالمنافس ولا ندري هل هي قوة لاعبي الكامرون او ضعف لاعبينا وتكفي الاشارة الى كون النقالة تدخلت عديد المرات لاسعاف اللاعبين خارج الميدان حتى ان الفريق وجد نفسه يلعب أغلب الوقت منقوصا. بعد نهاية اللقاء وعند العودة لحجرات الملابس اكتشف وفد الافريقي ان هناك من تسلل الى حجرة الملابس وسرق حذاء اللاعب عصام التوجاني وكذلك كرة الفريق. أحد أحباء الترجي الرياضي المعروفين اختار مرافقة الافريقي الى مدينة قاروا وكان يفكر في التحول لتشجيع الترجي قبل ان يكتشف ان المسافة تصل الى ألف كلم فخير البقاء مع الافريقي وكان مشجعا بارزا ومناصرا حقيقيا مع فريق باب الجديد. في أربعة لقاءات خارج تونس انهزم النادي الافريقي ثلاث مرات وتعادل مرة. زملاء المولهي انهزموا في البينين والكوت ديفوار وأخيرا في الكامرون وقد أمكن لهم تجاوز الهزيمة عند اللعب في المنزه فهل سيواصل الافريقي نفس العادة؟ بعد نهاية المباراة ورغم ضيق الوقت كان للسيد شهاب الخياري المسؤول عن فرع كرة القدم محادثة مع ثلاثة لاعبين من فريق القطن أحدهم المهاجم الشاب »تقيما اساك« وهو لاعب قيل عنه الكثير وهو متواجد في المنتخب الاولمبي الكامروني. منذ وصول الوفد الى الفندق ظهر مواطن من دولة بوركينا فاسو وأكد لكل من تحدث معه ان النتيجة ستكون لصالح النادي الافريقي ومع اقتراب المباراة أكد الرجل انه متوتر وينتظر متى تنتهي المباراة ليتأكد الجميع من كلامه وهناك من صدق هذا الدجال الذي اختفى فيما بعد عن الانظار. ماذا قالوا بعد الهزيمة؟ السيد المنصف الشرقي : »لم تكن أمامي حلول أخرى غير اللعب بنفس التشكيلة والطريقة أمام عديد الغيابات.. ثم ان اللعب هنا في افريقيا لابد ان تؤمن الخط الخلفي وتلعب بذكاء وتبحث عن السيطرة على وسط الميدان.. لعبنا كما يجب حتى الدقيقة 73 بفضل تمركزنا الجيد فوق الميدان مما جعل المنافس يعجز تماما فكانت الكرات الطويلة التي حضرنا أنفسنا لها كما يجب لكن هناك بعض اللاعبين فكروا في التسجيل فتخلوا عن التوصيات نوعا ما. يجب ان يعرف الجميع ان النادي الافريقي يعرف امكاناته ومطالب بأن يلعب في حدود ما هو متوفر لنا.. فمن غير المعقول ان نلعب الهجوم لأنها طريقة لا تساعدنا في ظل ما هو متوفر لنا من لاعبين ونحن نعول على التنظيم الجيد فوق الميدان مع اتباع طريقة ملائمة في كل مرة. في افريقيا كل شيء مختلف عما هو موجود عندنا وأنديتنا تسافر الى هناك مجبرة على عدم المجازفة فالنجم الساحلي قبل اللعب عند تحوله الى أبيدجان ونفس الشيء حصل للترجي الرياضي في أنغولا منذ أسابيع لذلك فكل من يطلبنا بلعب الهجوم فهو غير مدرك لعدة أشياء ومعطيات.. يطالبنا كانت ناجحة اليوم بما ان الفرص توفرت لنا لكن النجاح كان غائبا.. في الختام لابد من التأكيد ان حظوظنا تبقى كبيرة في الاياب بما ان المنافس في المتناول. الحارس خالد عزيز : هزيمة ثقيلة وموجعة والحق يقال ولكن ما هو مهم أن كل اللاعبين قدموا كل ما عندهم وحاولوا تحقيق نتيجة في مباراة الذهاب فصمدنا في البداية ولعبنا بذكاء وخلقنا بعض الفرص لكن مع مرور الوقت اثر الارهاق والمباريات الماضية على المستوى الوطني بشكل سلبي على اللاعبين فكان هذا الانهيار الغريب في الدقائق الأخيرة من المباراة. المسؤولية جماعية وهكذا مباريات افريقياوالمهم أن ننسى هذه المباراة بعد أن نراجع أنفسنا وهناك مدة كافية قبل مباراة الإياب بتونس فكل شيء ممكن. كل العوامل ستكون معنا منها عودة بعض اللاعبين المصابين مثل الفتحلي والزعلاني وطارق سالم كما أن اللعب في المنزه سيكون مختلفا ويمكن أن نترشح ولو بصعوبة. أما عن الأهداف الثلاثة فيقول خالد عزيز :»إن الهدف الأول لم تكن الرؤية واضحة أمامي فالكرة ظلّت من الدفاع والهجوم حتى دخلت المرمى والهدف الثاني كان من الصعب التصدي لها فقد قدمت بمحاولة لكن دون جدوى والهدف الثالث لا يمكن الحديث عنه بما أن الكرة تحولت الى الزاوية البعيدة عني تماما«. نبيل الميساوي : خلال مباراة اليوم كنا مركزين وجهزنا أنفسنا ولعبنا بطريقة جيدة حوالي ساعة وربع لكن الارهاق وأرضية الميدان وغياب بعض اللاعبين كلها عوامل أثرت فينا سلبيا فكانت الهزيمة القاسية مقارنة بما قدمناه في أغلب فترات اللقاء وحتى الهدف الأول فقد جاء ضد مجرى اللعب وفي وقت كان النادي الافريقي هو الأفضل على كل المستويات أما على مستوى غياب التجسيم من ناحيتنا فإن ذلك راجع بالدرجة الأولى الى غياب المعاضدة في الوقت اللازم بما أن الاهتمام في مباراة اليوم كان بالدرجة الأولى للتغطية الدفاعية وعدم قبول أهداف. مباراة الاياب ستكون صعبة على الفريقين وحظوظنا تبقى كاملة رغم الهزيمة وأكيد أن نجاحنا في بداية اللقاء سيجعلنا نتجاوز الضغط والصعوبات المنتظرة.. خصوصا أننا اكتشفنا مساء الأحد أن مباغتته ممكنة في أي وقت من المباراة.