جدّت خلال الأيام القليلة الماضية جريمة قتل ثم انتحار بإحدى المناطق الفلاحية من مدينة الرديف التابعة لولاية قفصة، راحت ضحيتها فتاة لم يتجاوز عمرها 18 ربيعا وقاتلها المنتحر من مواليد 1966. وقد أفادت ملفات القضية أن القاتل (الهالك) كان قد تقدم قبل سنتين الى عائلة ضحيته، وهي تلميذة باكالوريا، طالبا خطبتها، فكان ردهم أن الفتاة صغيرة ومازالت تواصل دراستها، الأمر الذي عدّه القاتل الهالك رفضا لطلبه، فأصبح منذ ذلك الحين يراقب حركات الفتاة ويعترض سبيلها من حين الى آخر طالبا ودّها دون أن تعره أي اهتمام، إلا أنه يوم الواقعة خرجت البنية باكرا للالتحاق بالمعهد الذي تجري فيه امتحانات الباكالوريا، وكان يومها يوم اجراء اختبار مادة الانقليزية وهو اليوم الأخير، فاعترض سبيلها، وأركبها بالقوة في سيارته ثم توجّه بها مسرعا في اتجاه أحد المسالك الفلاحية بمدينة الرديف، حيث أوقف السيارة ثم أنزل التلميذة وقام بصفعها، غير أنه تفطن لوجود عيون تراقبه في نفس المكان، فصعد ثانية بسيارته وأركب ضحيته ثم انطلق بسرعة كبيرة جدا حتى بلغ مكانا خاليا إلا من منزل مهجور، عندها توقف، وتأمل ضحيته مليّا وبصورة غير منتظرة استلّ مسدسه ورماها برصاصتين أصابت الأولى كتفها واخترقت رئتها وعمودها الفقري فيما استقرّت الثانية في رأسها، ثم تراجع الى الخلف ووقف أمام السيارة لحظات وصوّب فوهة مسدسه تجاه الناظر الأيمن لرأسه وضغط على الزناد فاخترقت الرصاصة جمجمته، وعندما سمع بعض المارة صوتا لطلقات نارية توجهوا نحو مصدرها فعثروا على جثة فتاة صغيرة وجثة شاب قارب الأربعين من العمر ممدودتين دون حراك، فقط كانت الدماء تعلن النهاية، فأبلغ أعوان الأمن والسلط القضائية وتمّ فتح تحقيق في الموضوع مازال جاريا. وبعد تشريح جثة الهالكة ودفنها، أعلنت نتائج الباكالوريا مؤخرا، وكان إسم الضحية من بين الناجحين، رغم عدم اجرائها لاختبار الانقليزية بعد أن خطفها قاتلها وقاتل نفسه. أمّ الفتاة ترقد حاليا بأحد المستشفيات إذ لم تتحمّل المصاب، ووالدها اتصلنا به فقال «إن علاقته بابنته علاقة صداقة» وأضاف بأنها كبرى أبنائه وأنه كان يعوّل عليها كثيرا، نظرا لالتزامها واتزانها وتفوّقها في دراستها، وكان التأثر باديا بصفة جلية عليه. وأضاف والد الهالكة السيد الهادي حفوظي، إن قاتل ابنته كان مريضا نفسانيا، وأنه طلب الزواج من ابنته سابقا إلا أن العائلة رأت تأجيل ذلك لصغر البنية. كما أفادنا خالها السيد محمد علي بن مسعود وهو مدرّس بالتعليم الابتدائي بأن القاتل المنتحر أراد قتل ضحيته في تمغزة قرب أهلها، وأنه بحث عنها قبل يومين حتى أخبروه بأنها تجرى الامتحانات بمدينة الرديف وأضاف بأن أعوان الأمن عثروا على رسالة في منزل القاتل الهالك يبرّرفيها سبب اقدامه على قتل الفتاة التي رغب في الزواج منها ثم وضع حدّ لحياته وهو ما تضمنته وثائق وملفات القضية. وقال خال الهالكة أيضا، ان القاتل هددنا بالقتل بواسطة رسالة.