شخصيا لم يسبق لي أن وقفت على «خوف حقيقي» يدبّ في جسد النادي الافريقي كالذي لاحظته هذه الأيام.. فالجمهور يكاد يكون يائسا من حصاد هذا العام والسبب ما يجري من مدّ وجزر بين «رأس مال» الجمعية ونعني به اللاعبين والمدرب.. فالعلاقة ساءت إلى درجة لا يمكن اخفاؤها ودخان المشاكل بلغ مستوى لا يمكن السكوت عنه.. والجمهور مازال يتساءل في أي صف سيقف مادام اللاعبون يدعون ان المدرب «قهرهم» فيما تؤكد الهيئة ان مدربها على سكة الصواب وبالتالي يحق لنا نحن على الأقل ان نسأل عمّن سيدفع فاتورة الحساب. رحلة الافريقي إلى باجة ستكون إذن محفوفة بالمخاطر أولا لما يجري داخل فريق باب الجديد من ايقافات وعقوبات طالت مختلف نجوم الفريق وثانيا لرغبة الباجية في تحقيق أول انتصار يسعد الأنصار.. ولا نظنّ «الأولمبي» صغيرا على تحقيق هذا الهدف متى فكّر لاعبوه في وضعهم وتناسوا وضع المنافس.. اما الأفارقة ممّن سيختارهم مدربهم للذود على اللونين الأحمر والأبيض فسنتوقف عند حقيقتهم وأهليتهم لحمل هذا الزي العريق.. النادي البنزرتي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في بداية هذا الموسم سيزحف على عاصمة الأغالبة بكل ما يملك من عتاد وعباد ليشرب من الفسقية ويعود سليما إلى مدينة الجلاء ليواصل تحليقه في صدارة الترتيب خاصة ان بعضهم شكك في امكانية مواصلة نفس النجاح وأولهم المدرب مراد محجوب الذي يحاول هو الآخر أن يبرهن ان «الشبيبة» التي بحوزته قادرة على صنع الربيع هذا الموسم والابتعاد كليا عن هاجس حسابات النزول التي كانت تخيّم قبل البداية.. وهو ما يجعل مقابلة اليوم ترتقي إلى مستوى «القمّة» التي نتمنى من الأعماق ألاّ تتجاوز حدودها الكروية حتى لا نصوم لنفطر على نفس القمّة لكن بإضافة نقطة إلى القاف (حاشاكم). في قفصة عدّلت الجماهير ساعاتها على انتصار اليوم لتعود القوافل إلى الطريق الصحيح ولا تتيه في صحراء الحسابات العسيرة.. لكن «أمل» حمام سوسة لم يفقد بريقه على يدي المدرب شهاب الليلي الذي يجد نفسه اليوم مدفوعا إلى تحقيق نتيجة إيجابية ليؤمّن لنفسه مكانة مرضية في قلوب الجمعية في وقت تلوح فيه آمال مستقبل القصرين ضعيفة جدّا في القبض على أي نقطة من ملعب المنستير في ظل ما حدث في الأيام الأخيرة مع بعض اللاعبين وهو ما يزيد في عسر المهمّة التي تنتظر الضيوف اليوم أمام مضيّف لا يرضى بمزيد الابتعاد عن الصفوف الأمامية. في جرجيس واصلت الهيئة المديرة تكديس «المنتدبين» وكأنها لا تفكّر إلا في انقاذ رأسها هذا الموسم وهي التي تملك زادا رهيبا من الشبان لا تملكه حتى الفرق الكبرى ممن تملك مراكز تكوين.. ولا ندري هل ان هذا «الجيش» من القادمين إلى ترجي الجنوب قادر على ردّ جميل الهيئة المديرة بقيادة رئيسها علي بعبورة أم أنه سيكون تحت شعار «الكثرة وقلّة البركة»؟ الجواب سنعرف بعض حقيقته اليوم أمام الملعب التونسي الذي كان نجم البداية قبل أن يتعثر في آخر محطة بما يجعله أمام حتمية الانتصار بعيدا عن الديار.. فهل يقدر على ذلك.. أم ان «العكارة» سيفرضون على «البقلاوة» طعم المرارة..؟ سليم الربعاوي من الارشيف: سكّر بين الافريقي وباجة العلاقة بين النادي الافريقي والاولمبي الباجي في بطولة النخبة عمرها 21 سنة وخلال هذه الفترة جمع المكتوب بينهما في 46 مناسبة ويملك فريق باب الجديد أسبقية واضحة وجلية بفوزه 25 مرة مقابل 6 لفريق عاصمة السكر مع نهاية 15 مباراة بالتعادل. في موسم 87/88 انتهى الاولمبي الباجي لبطولة النخبة وواجه لاول مرة النادي الافريقي يوم 27 أكتوبر 1987 وانتهى الحوار بفوز الافارقة 3/1 وكان الهدف الاول بإمضاء هدافه خالد التواتي في حين سجل أول هدف للأولمبي الباجي المزوغي. عشاق الشباك خلال هذه المنافسات الثرية برزت سلالات ممتازة من الهدافين وفي قائمة الناجحين نجد بالخصوص هداف الافريقي سابقا صبري البوهالي برصيد 5 أهداف ومن الاولمبي الباجي سجل نبيل بالشاوش 4 أهداف امام الافارقة. الكوكي في البال اللاعب المخضرم نبيل الكوكي الذي سبق له تقمص ألوان الفريقين تألق بشكل ملحوظ في هذه المنافسات فعندما كان يلعب في صفوف الاولمبي الباجي تذوق شباك النادي الافريقي يوم 18 مارس 1994 ولما تحول الى فريق باب الجديد سجل معه أمام الاولمبي الباجي بتاريخ 12 أفريل 1998 وهو حاليا المدرب المساعد للافريقي. لقطات ومقتطفات الهدف رقم 50 في هذه المواجهات سجله لاعب النادي الافريقي باب توري في ذهاب موسم 2004/2005 وانتصر فريقه 2/0 (باب توري والزعلاني). أعرض الانتصارات كانت لصالح الافارقة بفوزهم في شهر ديسمبر 1992 بنتيجة 4/0 وفي ذهاب موسم 2006/2007 انتصروا بنتيجة 4/1 (السلامي وبوكونغ والغرزول ووسام بن يحيى) وذلل الفارق للأولمي الباجي عفوان الغربي. توفيق حكيمة علي القلعي (حارس مرمى القوافل): النقاط الثلاث هدية العيد لجماهيرنا لقد قمنا بالتحضيرات المطلوبة خلال فترة توقف البطولة وفريقنا استفاد من اللقاءات الودية وتحرك خط هجومنا وهو الاهم وسجل عديد الاهداف وهو الذي كان ينقصنا في اللقاءات السابقة. اللاعبون قبلوا خطط المدرب وأفكاره ونحن شاعرون بالمسؤولية لذلك سنلعب للانتصار ولا شيء غير ذلك، من جانبنا جهزنا أنفسنا لكل السيناريوهات وهي مقابلة الموسم باعتبار أن الانتصار فيها يجعلنا نعد في ظروف طيبة للقاء حمام الانف لذلك لن نفرط في فرصة وجودنا أمام جماهيرنا المتعطشة الى الانتصارات لتبقى أحسن هدية العيد هي 3 نقاط خاصة ونحن نملك كل المقومات التي تجعلنا قادرين على ذلك. حسين حيدوري أمين العويشاوي (أمل حمام سوسة: سنعود بنتيجة ايجابية لم يعد مسموحا لنا بأي عثرة جديدة بعد ان انهزمنا في 3 مناسبات متتالية، ومباراة اليوم أمام قوافل قفصة لها أهمية كبرى لأننا نريد القطع مع النتائج السلبية والعودة الى الانتصارات. نحن شاعرون بالمسؤولية وسنؤكد اليوم ان الامل بخير وسنعود من قفصة بنتيجة ايجابية ونحن قادرون على ذلك خاصة وان كل العناصر جاهزة والجميع تحدوهم عزيمة كبرى لتحقيق الهدف المنشود. المباراة ستكون صعبة على الفريقين لكني واثق من قدرتنا على تحقيق نتيجة ايجابية.