روى الصحفي العراقي المحرر منتظر الزيدي في لقاء مع قناة «البغدادية» التي يعمل لحسابها تفاصيل واقعة رمية الحذاء وما تلاها من تعرضه للتعذيب والاستجوابات والاستفزازات من جانب القوات الحكومية العراقية وكشف أنه تلقى تهديدات بقتل أفراد عائلته عندما كان في المعتقل. وفي التصريحات التي تلقت «الشروق» تفاصيل أوفى عنها من خلال مكالمة هاتفية مع رفيق منتظر تحدث الزيدي عن ذلك اليوم الذي قام فيه برمي فردتي حذائه في وجه الرئيس الامريكي جورج بوش. تفاصيل الحادثة وقال الزيدي : «عند دخولنا الى المنطقة الخضراء خضعنا لتفتيش دقيق جدا، وأعطونا بطاقات دخول مكتوب عليها «صحافة البيت الابيض» ومُنع اي شخص لا يحمل هذه البطاقة من الدخول، وعندما دخلنا وجدنا بوش والمالكي وبعد ذلك بدأ الصحفيون بتوجيه الاسئلة وقمت بتسليم البطاقة وكافة أوراقي الشخصية الى زميلي وسلمت بعض الحاجات وقلت له «سأنطق بالشهادتين». وأضاف الزيدي بعد ذلك فكرت في ان أبصق على بوش لكنني رأيت انه بعيد عني فتذكرت ان السلاح الوحيد هو ان أضرب بوش بالحذاء. ومضى الزيدي متحدثا عن تلك اللحظات «عندما رأيت بوش أمامي رأيت دماء العراقيين والجرائم التي ارتكبها بوش في العراق، فلم أتمالك نفسي وضربته بالحذاء». وتابع الزيدي قائلا «فوجئت بأنني مازلت حيا بعد رمي فردة الحذاء الاولى فألقيت له الثانية وقلت له «خذها من الارامل والأيتام والعراقيين الذين قتلتهم». وأكد الزيدي انه تعمد اطلاق صرخات كي يسمعه بوش والمالكي وقال إن الفريق المكلف بحماية المالكي تولى سحبه من القاعة وأشبعه ضربا وركلا. رحلة العذاب وواصل الصحفي العراقي رواية ما حدث له بعد تلك الواقعة قائلا «بعد ذلك سحبوني الى منطقة مجاورة وجاءت لجنة بعد نصف ساعة وأخذت منه عينة من الدم وبعدها قامت قوات الامن بوضع برنامج خاص لتعذيبي فسألوني بعض الاسئلة من قبيل : من أرسلك وفي اي قناة تعمل والى اي حزب تنتمي؟ كنت متخوفا جدا من ذكر أسماء زملائي في القناة، ولم أذكر الجهة التي اعمل فيها الا بعد الضرب المبرح وقلت في نفسي «لقد ارتكبت جرما كبيرا بحق زملائي». ومضى الزيدي قائلا: «تعرضت للتعذيب والضرب لعدة ساعات وكان من بين الاسئلة «هل أنت سنّي ام شيعي» لكني رفضت الاجابة وقلت إنني عراقي من العراق، بعد ذلك وجّهوا الي ضربة أخرى وأعادوا السؤال فقلت انني أرفض هذه الانتماءات فلكموني وألحّوا في السؤال وحينها قلت لهم أنا من الناصرية من جنوب العراق لكي لا أرتكب خطيئة وأقول لهم إنني شيعي. وفي ردّه على سؤال حول السبب الذي دفعه الى ضرب بوش، وبوش ضيف في العراق قال الزيدي إن الضيوف نحن والمالكي، أصبحنا ضيوفا لدى بوش لأنه يحتل بلدنا، كيف للمحتل الغازي ان يكون ضيفا على البلد الذي يحتله، هناك 150 ألف جندي يحتلون بلدنا فكيف نسميهم ضيوفا وهم يعتبرون أنفسهم أصحاب الدار، ونحن الدخلاء على المنطقة الخضراء». وتحدث الزيدي عن تعرضه لألوان من العذاب حيث سكبوا عليه الماء في الشتاء البارد وألقوا على جسمه مادة الخل وصعقوه بالكهرباء وحرموه من النوم لعدة أيام كما هددوه بقتل أفراد عائلته وضرب اخوته. ووجه الزيدي رسالة شكر الى «كل الاشقاء».