الظواهر الطبيعية الاستثنائية التي تتسبّب في كوارث وأضرار للانسان والطبيعة ليست جديدة في كامل أرجاء الكرة الأرضية، كما أنها عديدة ومتنوعة لكن يبقى أهمّها على الاطلاق «الإعصار» الذي اشتهرت به عدّة مناطق، مثل جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا وشرق القارة الأمريكية... لكن ما حصل الأسبوع الماضي بمنطقة المكنين من ولاية المنستير دفع الى التساؤل هل تحوّلت بلادنا الى منطقة أعاصير مثل أمريكا وأستراليا؟ وهل يمكن أن ننتظر حصول ما حصل في المكنين أو أكثر في مناطق أخرى من بلادنا وفي أوقات قادمة؟ إجابة عن هذه التساؤلات قال أستاذ علم المناخ بجامعة منوبة السيد جميل الحجري أنه من الخطإ، علميا ولغويا تسمية ما حصل في منطقة المكنين «إعصارا»... إذ من المستحيل أن يحصل إعصار في بلادنا باعتبارها موجودة في المنطقة المتوسطية والجنوبية (بين 35 و37 درجة) وهي منطقة لا تحصل بها أعاصير. فالإعصار لا يمكن أن يحصل إلا بالمنطقة المدارية خاصة قرب السواحل الشرقية للقارات (شرق أمريكا وكندا شرق آسيا وأستراليا وإفريقيا) وهي مناطق محاذية للمحيطات... حيث أن المحيط يقوم طوال الأيام الساخنة بتخزين الطاقة الحرارية وعندما تتوقف قدرته على الخزن يطلق ذلك المخزون (الحار) فيلتقي بكتل هوائية باردة ويتكون الاعصار (cyclone) ويكون عادة عنيفا للغاية ويقطع مسافات كبرى ويتسبب في خسائر هامة نظرا لكبر حجمه أمّا ما حصل الاسبوع الماضي في المكنين فهو ليس إعصارا عكس ما قاله كثيرون بل مجرّد «دوّامة» (Tornade) حصلت (وتحصل عادة) نتيجة تغيّر فجئي في الضغط الجوّي والانتقال من حالة جوية الى أخرى، فمثلا يشتهر فصل الخريف بحصول مثل هذه الدوامة لأنه يقع الانتقال فجأة من حرارة الصيف الى برودة الشتاء أي من الوضع المستقرّ والحار الى الوضع المتقلّب البار د فترتفع سرعة الريح في منطقة ضيقة وتتكاثف لتحدث هذه الدوامة وهذا ما يحصل عادة في المناطق غير المدارية (مثل المنطقة المتوسطية).