... من أزقة التاريخ فاحت رائحة الذكريات معلنة عن ذكرى رحيل رجل الثقافة والمسرح التونسي المختار حشيشة الذي توفّي في 16 سبتمبر 1983، أكثر من ربع قرن على رحيله لتتوّج مسيرة سنوات بمعرض وثائقي افتتح مساء أمس الأول بدار الثقافة ابن خلدون المغاربية، ويتواصل الى غاية 30 سبتمبر 2009. 55 صورة فوتوغرافية تزيّنت بها جدران دار الثقافة ابن خلدون... تاريخ مضى خلّدته بعض الصور لتكشف عن تفاصيل وأعمال هذا المبدع الذي استهواه المسرح وهو طفل ليتعمّق في تفاصيله وهو شاب فتحوّل المسرح الى أكسجين حياته واختار طريق الفن فكان ممثلا ومنشّطا وشاعرا وكاتبا ليخلّف أعمالا اذاعية وتلفزية وسينمائية ومسرحية كان لها وقع في الساحة الفنية وساهمت في اثراء التراث الثقافي والفني وبقيت الأجيال تتوارثها وتذكرها الى يومنا هذا، بل تستمتع بمشاهدتها على غرار مسرحية «الطرش حكمة» وسلسلة «محكمة وبعد» وثلاثية الامام «سحنون» وغيرها من الابداعات الأخرى التي كان لها أثرا في الذاكرة الوطنية. وقد جاء هذا المعرض الذي نظّمته دار الثقافة ابن خلدون بمثابة تخليد لذكرى وفاة المبدع الراحل وكأن هذه الصور تحوّلت الى سرد تاريخي لأعمال المختار حشيشة، حتى أن الزائر لهذا المعرض يجد نفسه أمام شخصية مبدعة بكل تفاصيل حياتها وكأن بتلك المواضيع التي طرحها المختار حشيشة في زمن مضى ونالت اعجاب كل من استمع اليها وشاهدها حاولت ان تعيد ذاتها وتسترجع حبّها مترفّعة عن الاشياء من حولها معلنة عن ثباتها ودوامها حتى وإن مرّت السنون. ارتجال زادت تلك المقالات المعلّقة باللغتين الفرنسية والعربية في التعريف بالمبدع المختار حشيشة فكشفت عن أدق تفاصيل حياته وأعماله قبل الاستقلال وبعده فارتحلت تلك الاسطر بقارئها الى زمن الخمسينات وتأسيس اذاعة صفاقس ومنوّعة «قافلة تسير» و«وين كنا وين صبحنا» هكذا اذن كان الفنان مختار حشيشة مبدعا ففي جميع المجالات ترك بصمة في التاريخ الذي ذكره بكل جزئيات حياته وكان هذا المعرض تخليدا لذكرى رحيله واعترافا بمسيرة مبدع تونسي ترك أثرا في الساحة الثقافية والفنية.