القاهرة «الشروق»: حبيبة عبد السلام احيت مصر الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل قائد ثورة 1952، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأقيم بالمناسبة احتفال في ضريح الزعيم بكوبري القبة حضره المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي بالنيابة عن الرئيس مبارك حيث زار ضريح الزعيم الراحل ووضع إكليلا من الزهور على قبره والتقى بأسرة الزعيم وهم أبناؤه وأحفاده. وحضر الاحتفال عديد الرموز من التيارات السياسية خاصة الذين يتخذون من الناصرية مبادئ وشعارا لهم، وسجلت الذكرى حضورا مكثفا من المواطنين المصريين والعرب الذين جاؤوا إلى الضريح وقرؤوا الفاتحة على روحه، حاملين صوره، وقدموا المواساة لأفراد عائلته الدكتور خالد وعبد الحكيم والدكتورة هدى إضافة إلى عدد من أحفاده منهم أحمد وجمال وأشرف ومروان وأبنائهم. وألقيت كلمات تحيي الذكرى العزيزة على قلوب الملايين من العرب وحيت بالمناسبة «أحلام فتى العروبة وابنها البار التي لازالت تسكن القلوب والأفندة». أحلام بعزة العرب، وكرامتهم، ووحدتهم، وبحرية فلسطين، واستقلالها، واسترجاع ثرواتها ومقدساتها «أحلام عمل من أجل تحقيقها القائد العربي الكبير جمال عبد الناصر حتى وافته المنية يوم الثامن والعشرين من سبتمبر 1970»، «ذلك اليوم الأسود في شهر مليء بالأحزان والذكريات المؤلمة قبل وفاته وبعدها» كما يقول أحد أعضاء ثورة جويلية أحمد حمروش. لقد تربى جيل كامل على مبادئ وقيم ناصر، وناضل أكثر من جيل لتحقيق الأهداف التي رسمها من أجل وحدة الأمة وعودة فلسطين لأهلها. ورغم مرور 39 عاما على رحيله فإن عبد الناصر يعتبر من أهم الشخصيات السياسية في العالم العربي وفي العالم النامي للقرن العشرين التي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي، ووفقا لاستطلاع أخير للنيوزويك اعتبره من الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم في القرن العشرين على الرغم من ابتعاد الرحيل، لكن أفكار ومبادئ عبد الناصر أصبحت مذهبا سياسيا في شتى أنحاء الوطن العربي، ولايزال كثيرون في أنحاء الأمة العربية يعتبرونه «رمزا للكرامة والحرية العربية ضد استبداد الاستعمار وطغيان الاحتلال». وعلى صعيد آخر تحل الذكرى هذا العام وقد فشلت التيارات الناصرية في الاتفاق على توحيد صفوفها، وتباينت وجهات نظر قيادات تلك الأحزاب، سواء القائمة منها أو التي تحت التأسيس، حول طرق التوحد وتنسيق المواقف. قال النائب حمدين صباحي، وكيل مؤسسي حزب الكرامة تحت التأسيس، إن الاحتفال بذكرى رحيل عبد الناصر، احتفال رمزي لاستحضار كل المبادئ التي تنضوي تحت لوائها الحركة الناصرية مؤكدا على «أننا نؤمن بالفكر وليس بالشخص.. فالناصريون ليسوا مريدين لشيخ طريقة اسمه عبد الناصر بمبادئ وقيم رسخها وخاضت الثورة معارك بشأنها». ومن جهته نفى أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصري، وجود أي تنسيق بين الأحزاب الناصرية، معتبرا أن السبب في ذلك ما تتعرض إليه هذه القوى من ضرب وتهميش على حد تعبيره وتوقع رفعت العجرودي، رئيس حزب الوفاق، أن يكون هناك اتفاق بين الناصريين في مرحلة حاسمة قائلا: «ان ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا»، موضحا أنه من الممكن للقيادات الناصرية الشابة ان تحقق ما فشلت فيه الأجيال الحالية.