هزيمة النجم أمام الترجي وإن كانت موجعة على مستوى النتيجة لأنها أزاحت النجم من طيلعة الترتيب إلا أن جماهير النجم كانت مقتنعة الى حد كبير بمردود الفريق.. فالنجم لم يكن ردئيا.. ولم يكن خارجا عن الموضوع.. ولم يكن «خبزة» سهلة الالتهام أمام الترجي العنيد.. النجم قدم مقابلة محترمة تمكن خلالها من الضغط على الترجي وفرض سيطرته عليه في عديد الفترات وعاش الحارس نوارة مراحل صعبة كادت تهتز معها الشباك.. النجم قد يكون خسر نتيجة اللقاء لكنه اكتشف حسام سليمان شريكا جديدا في محور الدفاع لعمار الجمل فهذا الشاب ثابت.. هادئ ثقته بنفسه كبيرة.. يتمركز جيدا.. وحضوره المتميز وفر حلا لمعضلة المحور التي أرقت كثيرا المدرب لطفي رحيم الذي لم يجد في البولعابي لاعبا مقنعا فاستعمل مكرها يساريين جنبا الى جنب في المحور وهما الجمل والعياري وما خلف ذلك من مشاكل في الخط الخلفي.. لقاء الترجي مكن من ترسيم اللاعب مصعب ساسي أساسيا في الرواق الأيسر وبعد ديكستال وروهر وعجزهما عن الدخول بهذا اللاعب في قلب موضوع «اللعب مع الكبار» توصل لطفي رحيم الى اقناعه بحقيقة حجمه وإمكانياته واكتشف مفتاحه ذهنيا الذي حرره وجعله أكثر تألقا.. ورحيم راوغ المدرب فوزي البنزرتي عندما تخلى عن المدافع أيمن العياري في المحور لأنه لو حافظ عليه في ذلك المركز كان الترجي يعبث بدفاع النجم ويذيقه الويل.. وإذا كان هذا ما يحسب للمدرب لطفي رحيم فإن ما يحسب عليه إبقاءه لأيمن عبد النور على البنك وهو القادر على اللعب حسب الإطار الطبي ولم يفهم أحد كيف يقرر رحيم التعويل على لاعبي الارتكاز (الزواغي وڤزافيي) ويقرر مع بداية الشوط الثاني التخلي عنهما لمردودهما المتواضع.. فإذا كان نفخة والمبروك لا يستحقان مكانا على البنك لماذا يتم تجاهلهما؟... وإذا لم يقدر المدرب اللاعب الجاهز أكثر من غيره فمن هو المؤهل لتحديد ذلك؟.. المهم أن النجم كشف عن حقيقة معدنه.. فالفريق ليس ردئيا.. ولن يكون خارجا عن موضوع الرهان محليا.. ونعتقد أن المدرب أخذ كل الوقت للوقوف على حقيقة امكانيات لاعبيه.. فرسم بعضهم وتجاوز البعض الآخر.. ومستقبلا لن يكون للمدرب لطفي رحيم أي عذر لاعتماد لاعبين في غير مراكزهم.. أو التعويل على لاعبين وترك من هم أفضل وأجدر منهم على البنك.. وهزيمة الترجي مفيدة إذا اقتنع رحيم أن وسام سليمان لم يعد له مكان خارج التشكيلة الأساسية.. ونافع الجبالي أفضل معوض لبراضية.. ونفخة ليس له مكان على بنك النجم لأن قزافيي يحتاج على الأقل خبرة موسمين آخرين ليلتحق بنفخة.. وشاكر الزواغي لا يمكن للنجم أن يعول عليه وهو كزئبق مقياس الحرارة.. مرة «فوق» ومرة «تحت».. والنجم لا يمكن أن يعول على لاعبين مزاجيين.. والثابت أن تركيز هذا اللاعب بقي معلقا بين تونس وسويسرا أي بين بوجعفر وزوريخ وعليه أن يختار ليرتاح ويريح غيره.. والمهاجم المالي ياكوبا قد تقدمه المقابلات الرسمية لما يليق بإمكانياته وحجمه.. وقد تكون الفرص التي ينالها العكايشي على حساب هذا اللاعب.. وعصام الجبالي أكد قيمته وإمكانياته والمكانة التي منحه إياها رحيم منذ بداية الموسم.. فقط ماذا بقي ليكون النجم أقوى وأعتى؟.. بقي مسؤول له شخصيته وحضوره القوي أو ربما سبب نفساني إذا اقتضى الأمر يؤكد ثقة اللاعبين بأنفسهم وإمكانياتهم ويفر بهم من الأجواء المتشنجة المحيطة بالفريق والتي نالت من ثقتهم بأنفسهم وإمكانياتهم.. فالنجم يحتاج إلى تركيز لاعبين وثقتهم بأنفسهم واحتفاظهم بالكرة.. وتواصلهم مع بعض.. وفهمهم لبعض.. واستعمالهم لعيونهم فوق الميدان من أجل تحديد تمركزهم واللعب بانشراح بدون تسرع أو خوف من تمرير كرة خاطئة أو قذفة خارج المرمى أو عجز عن مراوغة.. هذه حقيقة النجم.. فريق لا تعوزه المواهب والإمكانيات الفنية الفردية.. فقط الفريق مهزوز نفسانيا.. والهزة أكبر من أن يتم تجاوزها طبيعيا ولا بد من تدخل علاجي ومسؤول.. وثقوا أن النجم لن يكون بعدها فريقا عاديا.. لأنه متى اكتملت شخصية هذه المجموعة فإنها ستكون سببا لأوجاع عديد الفرق الكبيرة..