جمهور النجم لم يغضب على النتيجة الحاصلة فحسب بل على الاسلوب الذي تم بموجبه إهدار عديد الفرص وبالتالي التفريط في انتصار كان في المتناول لو توفر الحد الادنى من النجاعة الهجومية. في الطرف المقابل مثّل جمهور الترجي حلقة الامتياز عشية الاحد كيف لا وهو يدرك حجم المهمة التي كانت تنتظر فريقه في الملعب الاولمبي بسوسة لأجل ذلك حضر بكثافة ليكون بحق اللاعب الثاني عشر فوق الميدان... وهو ما تم فعلا حيث قدم فريق باب سويقة مباراة عادية جدا لكنه في المقابل استفاد من وقفة جمهوره ولم يخيّب ظنه وعرف كيف يقتلع ثلاث نقاط ثمينة. يبدو أن عديد المعطيات حملت المدرب لطفي رحيم على انتهاج الاسلوب الهجومي المكثف إلا أن المتتبع لهذه السيطرة يلاحظ أنها كانت عقيمة لانها كانت خالية من التنويع والتركيز والدليل جنوح النجم الى الامدادات الطويلة ويعود ذلك الى افتقاره الى خط وسط قادر على بناء العمليات ونسجها بسرعة. وقد فشل هذا الخط في مهمته سواء على مستوى افتكاك الكرة أو تطعيم الخط الامامي بالتمريرات ولعل ما يجسم ذلك بوضوح اللاعب شاكر الزواغي الذي لاح مردوده غير مناسب لحجم العقد الذي يربطه بالفريق. وفي الطرف المقابل فقد أظهر الترجي أنه يبقى أقوى فريق تونسي على مستوى الانضباط التكتيكي والتنظيم الدفاعي وهو ما تجلى في التغطية المحكمة وتوخي اللعب المكثف الذي لا يترك المساحة وحرية التصرف للمنافس. «هدية» قزافيي من جملة العناصر الشابة التي راهن عليها المدرب لطفي رحيم في هذه القمة نذكر اللاعب ڤزافيي كوفانا لاعب الآمال الذي الى جانب «الهدية» التي تكرّم بها على خليل شمام في الدقيقة 17 لافتتاح النتيجة لصالح الترجي فقد كان بشهادة الجميع أسوأ لاعب. فالى جانب فشله في المحاصرة والتغطية وقع أيضا في بعض الاخطاء القاتلة مكنت المنافس من عكس الهجومات وتهديد مرمى المثلوثي بكرات خطيرة استدعت تدخل بقية المدافعين لابعادها. بوكاري الذي كان مهاجم النجم وهدافه سيدات بوكاري عجز في الاسابيع الاخيرة عن ممارسة هوايته وهي التسجيل وصنع الانتصارات رغم «أنانيته» في اللعب ولا يعرف ما هي الاسباب هل هو غياب التركيز واهتمامه بالعروض الخارجية أم أن زملاءه لا يساعدونه على التسجيل أم أن مهاجم النجم لم يعد يجد المساحات التي يحبذها؟ فعلى امتداد دقائق المباراة لم يسدد مهاجم النجم ولو كرة خطيرة وفشل في المرور من عمق دفاع الترجي فقدم واحدة من أسوإ المقابلات. ضغط وتحرر الهدف الوحيد للمقابلة الذي اختطفه المدافع خليل شمام في الدقيقة 17 حرر زملاءه وأصبحوا يلعبون بأكثر راحة نفسية وذهنية في حين أصبح لاعبو النجم تحت ضغط كبير خاصة بحكم صغر سنهم عن هذه المواجهات وبعد أن تمركز منافسهم جيدا في وسط الميدان... هذا الضغط لم يمنع زملاء عصام الجبالي من التقدم الى المناطق الامامية وتحصلوا على عديد الفرص للتعديل بواسطة مصعب ساسي وياكوبا ديارا ومحمد علي نفخة على وجه الخصوص. أوراق جديدة الوضعية التي خلقها هدف الترجي في الشوط الاول فرضت على المدرب لطفي رحيم المتأخر في النتيجة واستعمال أوراق جديدة ولكن هذه الاوراق لم تكن حاسمة في الحقيقة ويبدو أن مدرب النجم بحث في الشوط الثاني عن أصحاب الخبرة بعد أن تأكد أن الشبان الذين تم إقحامهم كانوا متخوفين من المنافس والجمهور فأقحم حمدي المبروك وياكوبا ديارا ومحمد علي نفخة وثلاثتهم قدموا الاضافة طوال الفترة التي شاركوا فيها حيث كان النجم قاب قوسين أو أدنى من إحراز التعادل لولا التسرع وعدم التركيز بفعل عاملي النتيجة والوقت. دقائق ساخنة دق 7: ضغط هجومي على دفاع الترجي دارت خلاله الكرة ما بين عدة لاعبين قبل أن تنتهي عند عصام الجبالي الذي صوب على الطائر وكرته ترتطم بالقائم الايمن للحارس وسيم نوارة وتضيع فرصة سهلة لافتتاح النتيجة. دق 15» كرة في عمق دفاع النجم وبيانفونو يجهض فخ التسلل ويصوب كرة بالرأس كادت تغالط الحارس أيمن المثلوثي. دق 17: اضطراب في محور دفاع النجم وڤزافيي يفشل في إبعاد الكرة عن مناطقه ويضعها أمام خليل شمام الذي غالط الحارس المثلوثي (0/1). دق 57: أسامة الدراجي يتسرب ويضع كرة على طبق أمام زميله المساكني الذي يصوب فوق المرمى ويضيع فرصة «قتل» اللقاء. دق 59: مجهود فردي ممتاز من مصعب ساسي الذي راوغ أكثر من لاعب قبل أن يرفع الكرة بالحارس وسيم نوارة لكن تصويبته أخطأت المرمى بقليل. دق 66: وجدي بوعزي بتسديدة رأسية كاد يضاعف النتيجة لصالح فريقه لولا تدخل حسام سليمان في الوقت المناسب وأبعد الكرة الى الركنية. دق 72: عمل ممتاز من ياكوبا ديارا الذي راوغ خليل شمام قبل أن يسدد بقوة والحارس وسيم نوارة يفسخ هدف التعديل ويبعد الكرة الى الركنية. دق 85: محمد علي نفخة ينسج على منوال مصعب ساسي وياكوبا ديارا ويخترق كامل منطقة الترجي وعلى مستوى ال 18 مترا وجه تسديدة قوية مرت على إثرها الكرة محاذية بقليل للقائم الايسر لمرمى الترجي. نهاية رياضية رغم بعض النشاز الذي صدر عن فئة من أحباء النجم أصرت إلحاحا على الاساءة الى فريقها من خلال رمي المقذوفات البلاستيكية فوق الميدان، فإن الاجواء على الميدان كانت رياضية بحتة وغابت بعض اللقطات التي شاهدناها في السابق والروح الرياضية تجسدت في عدة لقطات وكان أبرزها في نهاية المباراة حيث صفق جمهور النجم للمدرب فوزي البنزرتي كما تبادل اللاعبون العناق ووقفنا على عدة محادثات جانبية أمام حجرات ملابس الفريقين جمعت اللاعبين والمسؤولين. والاكيد أن كل ذلك يمثل مؤشرا إيجابيا في مستقبل علاقات الفريقين عموما. في قفص الاتهام بحثت جماهير النجم الساحلي أول أمس عن عودة فريقها لحصد الانتصارات خصوصا أمام منافس مباشر على لقب البطولة إلا أن المواجهة ضد الترجي وبالرغم من السيطرة النسبية على مجرى اللقاء أكدت أن أبناء لطفي رحيم يعانون هشاشة نفسية جلية لم يتخلصوا منها. الى جانب هذا العامل لم يتردد جانب من الانصار من توجيه اصبع الاتهام لأكثر من طرف لاعبين وإطار فني ومسير وحمّلوهم جميعا مسؤولية هذه العثرة. عمار الجمل: هفوة دفاعية حرمتنا من الفوز مصير اللقاء تقرر إثر هفوة فردية في وقت كنا مسيطرين فيه على مجرى اللعب وقاب قوسين أو أدنى من الوصول الى شباك الترجي. وبقطع النظر عن النتيجة النهائية قدم النجم طوال هذه المقابلة مردودا كبيرا إلا أن الحظ لم يحالفنا وابتسم للمنافس وتلك هي أحكام الكرة الظالمة. مقابلتنا ضد المنافس المباشر على لقب البطولة كشفت للجميع أن النجم الساحلي يملك مجموعة واعدة قادرة بمزيد العمل مع المدرب لطفي رحيم على الذهاب بعيدا في مختلف المسابقات لهذا الموسم. ماهر الكنزاري: ثقافة الانتصار لم تبلغ المقابلة مستوى جيدا وتعلقنا أكثر بنتيجة اللقاء والعودة من سوسة بالنقاط الثلاث على حساب متصدر الترتيب كان أولى أولوياتنا في قمة هذه الجولة بفضل النضج التكتيكي لمجموعتنا التي تتمتع بثقافة الانتصار. وعلى إثر هذه النتيجة لابد لنا من مواصلة العمل وعدم السقوط في فخ الغرور من أجل تدارك الاخطاء التي لاحت من خلال مواجهتنا للنجم الساحلي وهي أخطاء كادت تكلفنا غاليا وفوّتت علينا فرصة «قتل» المباراة. رحيم: خسرنا 3 نقاط وغنمنا بعض الطاقات بشهادة الجميع كانت النتيجة النهائية قاسية جدا على النجم الساحلي بالنظر للمردود الذي قدمه طوال المباراة وعدد الفرص التي خلقها مهاجمونا لكن سوء الحظ الذي ابتسم للمنافس وقف أمامنا بعناد كبير. فلو تجسمت فرصة عصام الجبالي في الدقيقة السابعة لكان للقاء وجه آخر ونتيجة مغايرة لكن تلك هي مشيئة الكرة. صحيح لقد أضعنا ثلاث نقاط ثمينة أمام منافس مباشر لكننا في المقابل قدمنا مردودا في مستوى سمعة النجم وهو قابل للارتفاع في قادم ا لجولات... الى جانب ذلك كسبت المجموعة شبانا سيكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب على غرار المدافع حسام سليمان الذي نجح في أول ظهور له مع الاكابر وضد منافس نزل بتشكيلته المثالية ومع ذلك فقد سيطرنا على مجرى اللعب لكن النجاعة الهجومية حرمتنا من انتصار لاح في المتناول او في أقصى الحالات التعادل. البنزرتي: ليست المرة الاولى التي يفوز فيها الترجي في سوسة اللقاء كان صعبا أمام منافس جيد لكن بفضل انضباطنا التكتيكي نجحنا في اقتلاع الانتصار وهي ليست المرة الاولى التي يحقق فيها الترجي مثل هذه النتيجة في الملعب الاولمبي بسوسة. العامل الذي صنع الفارق في هذه المواجهة هو التركيز والتمركز الصحيح والتحكم في الاعصاب تجاه هيجان النجم في بعض الفترات. صحيح لقد ارتكبنا بعض الاخطاء ولم نقدم المردود المعتاد خاصة في الشوط الثاني حيث لم نتحكم في الكرة ومكنا النجم من عديد المساحات التي ساعدته على اجتياح مناطقنا وتهديد مرمانا لكن الكلمة الاخيرة عادت الى الفريق الذي تعامل بأكثر واقعية مع متطلبات اللقاء ونعود بثلاث نقاط مستحقة. خطية ب2000 دينار للنجم والترجي في تقريره الخاص بقمة الجولة السادسة التي احتضنها الملعب الاولمبي بسوسة دوّن الحكم السلوفاكي فلاديمير هريناك كل ما صدر عن جماهير الفريقين المتقابلين. فبخصوص جمهور النجم الساحلي أشار الى رمي هذا الاخير محيط الميدان بالمقذوفات (قوارير بلاستيكية) أما من جانب جمهور الترجي فقد ذكر الحكم إلقاء شمروخ خلف المرمى الى جانب بعض الملاحظات الاخرى. وعلى ضوء هذا التقرير بالاضافة الى ما سيحتويه تقرير مراقب المقابلة السيد حسين حشاد سيكون كل من النجم الساحلي والترجي الرياضي عرضة لعقوبة مالية قدرها 2000 دينار. جماهير النجم والترجي لم تفهم الى حد الآن ان نزيف الاموال جراء رمي المقذوفات وما شابه ذلك يسيئ الى صورة الفريق الى جانب اثقال كاهل الجمعية بمصاريف كان من الاجدى استثمارها وانفاقها في مجالات تعود بالمنفعة لا أن يصبح أمر هذه التجاوزات شبه روتيني.