أصبحت مؤسسة «اتصالات تونس» منذ مدة محل انتقادات حادة بسبب الاضطرابات المتكررة واليومية التي تصيب شبكتها للهاتف الرقمي الجوال على وجه الخصوص.. ولم يعد من الواضح إن كانت هذه الاضطرابات ستنتهي يوما من الأيام أم أنها باتت قدرا محتوما يكتب على كل من ينخرط في هذه الشبكة. نقول هذا لأن الاضطرابات والتشوشات لازمت شبكة الهاتف الجوال منذ انطلاق الفترة الصيفية تقريبا دون انقطاع وهي تزداد حدة من يوم الى آخر. ونقول هذا أيضا لأنه ما من حريف يستعمل خط الجوال إلا ويتذمّر من رداءة هذا الخط، فهو إما أن لا يحصل على مخاطبه عند الطلب أصلا لمدة تقصر حينا وتطول أحيانا خاصة في الفترة المسائية وتحديدا في الساعتين الفاصلتين بين الثامنة والعاشرة مساء، أو أنه يحصل على هذا المخاطب ولكنه يفاجأ بانقطاع هذا ا لخط بسرعة البرق. وفي أحسن الأحوال يبقى الخط مفتوحا لكن دون أن يتمكن صاحبه بسبب التشويش وتقطع الصوت من اجراء المكالمة. ويمكن في مجمل هذه الأوضاع تصور حالة القلق والتوتر وشدّ الأعصاب التي تستبدّ بكل صاحب جوال تدفعه الحاجة الى استعمال هاتفه لتبليغ أمر ما مهم لأحد ما أو للإطمئنان على فرد من أهله وذويه وأحبائه. ويُصبح من المنطقي والبديهي طرح العديد من التساؤلات في ظل استمرار حالة شبكة الجوال على الشكل الذي ذكرنا، فمتى ستنتهي هذه الاضطرابات؟ ومتى ستوفر اتصالات تونس لكل حريف من حروفائها خط جوال مستقرّ ويشتغل في كل الأوقات ولا «يخون» صاحبه بدل أن يكون همها الأكبر وهو من حقها تحصيل الأرباح وكسب الحرفاء وهي التي احتفلت مؤخرا بحريفها رقم مليونين؟ وأيضا أيكون حريف اتصالات تونس قد جنى أي مكسب من تحويلها من ديوان الى شركة خفية الإسم عندها يحرم من خط جوال عادي؟ وما الذي جناه هذا الحريف من المنافسة بين مشغلين للهاتف الجوال في هذه الحالة؟ والسؤال الأهم: هل ترى «اتصالات تونس» أن الاصلاحات والخدمات الجديدة والتخفيضات في المعاليم التي أقرتها مؤخرا وربما ستقرها في المستقبل ستكون ذات جدوى في حال تواصل اضطراب الشبكة وتشوش الخطوط؟ ذرائع مرفوضة منظمة الدفاع عن المستهلك تشارك المواطن تذمّره وشكواه من تردّي خدمات اتصالات تونس في مجال الجوال حيث يقول السيد رضا الغربي رئيس مكتب المنظمة بتونس ان كل المبررات والذرائع التي تستند إليها اتصالات تونس بأن اضطراب شبكة وخطوط الهاتف الجوال مردّ الضغط الكبير المكثف في فترات الذروة وأن سعة الشبكة لا تكفي لاحتواء هذا الضغط تبقى مبررات واهية وغير مقبولة بالمرة. ويواصل مسؤول المنظمة قوله بأن الضغط على الشبكة قد يكون له دور في اضطراب خطوط الجوال في فترات المساء وتحديدا بعد الغروب حيث يتفرغ أغلب الناس للجلسات في المقاهي وفي فضاءات الترفيه وحيث يقبل الناس بكثافة على استعمال الجوال للتخاطب، وتبادل الدعوات والتحيات والاطمئنان على أحوال بعضهم البعض غير أن ذلك لا يمكن أن يحجب مسؤولية الشركة التي كان باستطاعتها اتخاذ الاحتياطات اللازمة واعتماد الحلول التقنية المناسبة بصفة مسبقة وتوسعة الشبكة بالدرجة التي تحول دون حصول المفاجآت ودون اضطراب الخطوط وانقطاع المكالمات مهما احتدّ الضغط والطلب. وقال السيد رضا الغربي إنه كمواطن وقبل أن يكون مسؤولا بمنظمة الدفاع عن المستهلك يدعو اتصالات تونس الى تدارك كل النقائص وتوفير خطوط جوال متطورة وراقية وتستجيب للمواصفات العالمية التي أدناها تأمين اجراء المكالمات في ظروف عادية.