(1) على بابها ها أنا ذا من زمن أبسط الكفين نحو شرقها أو نحو غربها عند كل الجهات العين نافذة الروح لا طعم لا رائحة لا مذاق إنها سرّ الإله (2) هي قدت من حديد وأنا رجل من زجاج من يشرع نوافذها ويخلع سقف قرمودها لينشرنا الغيم ألوانا على لوحها هناك يكشف المجنون عن عقله وتحلو غوايتها يحيي العظام وهي رميم آه لهذا القلب لو يتوقف الآن كي لا يأخذه الضوء الى غيرها كي لا يعانق الخطو غير كعبها أقبّلك من قلبك ميت من زمان حتى يجيء الشتاء سارق من عينيك حلو الكلام ومن ثغرك سكرات الموت لن ندخل النار من أجلها قبلة أنارت عبورنا لجنان يطول الشجر فيه بغداد بغداد بغداد تأكلني اللعنات يحفر الجنّ عروقي أنسى كل شيء (يوم ميلادي ساعة وفاة والدتي خديجة كشريد ولحظات إعدام صدّام) ولكني أذكر أبدا أني في الغد سألقاك وربما لن ألقاك أرتجف من حمى دخيلة هي أليفة اسميها العراق العراق العراق (4) على بابك أخذني الدوار تعلقني الألواح والمسامير من ذاكرتي كأني أرى يديك تطبقاني على خاصرتي أو على عنقي وأشم من ريحك مسك البدايات أو وجع الختام؟ يسكرني عشق الدماء التي سالت من عيوني يوم لسعني اللسان فرحت للقبر الذي شيعني ثانية للحياة على ثلجها استويت عاريا من كل حلم أنا الكهل الطفل.. كتب عليّ الجري بين المفترقات التلذذ بالمستحيل والتعاقد مع الجنون (5) قلت لا عشق إلا عشقها وارتحلت الى الفرات