نشر موقع الكتروني يُعنى بقضايا الهجرة والمهاجرين ملف فيديو تمّ تصويره بجهاز هاتف جوال، ويكشف ما يتعرض له المهاجرون السريون التونسيون والأفارقة المعتقلون في «معسكرات».. ايطالية من تعذيب وعنصرية وقد تمّ تداول الفيديو عبر شبكة «الفايسبوك» الاجتماعية. ويظهر في الفيديو المصور بجهاز هاتف، شاب تونسي في معتقل، ويقول بأن البوليس الايطالي اعتدى عليه، وتظهر آثار اصابات عنيفة جدا على مستوى عينه اليسرى خاصة، التي تبدو الأضرار قد لحقتها كما تظهر آثار للعنف على وجهه، ويده المضمدة وكتفيه وفخذه وآثار أيضا في مناطق من ظهره ورجليه، كما تبدو بقع الدم على ملابسه والمتضرر، الذي يناديه أصدقاؤه من المعتقلين باسم «مارادونا»، في العقد الثالث من العمر على ما يبدو، وكان يكشف عن كل أماكن الاصابات البليغة بأنحاء بدنه، ويقول بلغة ايطالية «أنظروا ماذا فعل البوليس الايطالي» مشيرا الى اصاباته. كما ظهر صوت لشاب يتكلم بلهجة مغربية يطلب من التونسي المتضرر اظهار يده للكاميرا ثم يشير التونسي المكنّى بمارادونا الى أروقة المعتقل، التي تبدو ضيقة ومحاصرة بشباك من حديد وبأبواب لا متناهية، وتظهر أيضا آثار للدم على الحائط وعلى بعض الملابس المرمية قرب الرواق. وفي الجزء الثاني من الفيديو المصور بطريقة غير حرفية، ولا تظهر فيه الصور بشكل واضح أو دقيق، عددا من أعوان البوليس الايطالي المرافقين بحرّاس السجن، وهم مسلحون بهراوات ويضعون خوذات على رؤوسهم، ويسمع صراخ للمعتقلين وكلام ناب بلهجة تونسية، كما يُسمع أيضا ما يمكن أن يكون طلقات نارية في الهواء. ويظهر الفيديو في نهايته عملية اقتحام البوليس الايطالي للمعتقل والاعتداء على معتقلين ثم اخراجهم بالقوة، وصراخ لتونسيين بلهجة تونسية أحيانا وبلغة ايطالية حينا آخر يقول «لا..س. ويكشف هذا الفيديو مرة أخرى عن الظروف القاسية التي يعيشها المعتقلون التونسيون الذين ألقي عليهم القبض أثناء عمليات «حرقة»، الابحار خلسة، ويكشف أيضا عن الممارسات العنصرية لعناصر البوليس الايطالي من خلال الاعتداءات الجسدية والمعنوية المتكرّرة والمتواصلة، ليس على المعتقلين التونسيين فقط، بل وعلى المعتقلين العرب وخاصة المغاربة. وقد علّق بعض ممّن شاهد الفيديو على الشبكة الاجتماعية «الفايس بوك»، بأن تلك المشاهد هي ما ينتظر المهاجرين السريين عند اختيارهم الابحار خلسة الى الضفة الشمالية من المتوسط، وليس الأنوار والثروة والثراء. أولئك، الذين يتعرضون للتعذيب المادي والمعنوي، قد يكونون من0 المحظوظين، لأن رحلتهم لم تنته وسط أعماق البحر.