«وقفت الزنقة للهارب».. الهزيمة الثالثة على التوالي للنجم.. فبعد مازمبي.. جاء دور الترجي.. ثم شبيبة القيروان.. النجم هزم افريقيا وحاولنا أن نجد له الأعذار حيث محدودية الرصيد البشري المتوفر في القائمة الافريقية للنجم.. وتواضع التحضيرات التي غاب عن جانب منها أغلب الأساسيين الدوليين وقيمة المنافس الذي يضمّ في صفوفه ثمانية دوليين والتآمر المفضوح للحكم ومساعديه.. وانتظرنا ردة فعل في مستوى الفريق وحجمه ضد الترجي لأن منطق الكبار يفرض عدم الاستسلام لهزيمتين متتاليتين.. ولكن مرة أخرى يكون مصير النجم الهزيمة أمام جماهيره وعلى ملعبه.. وحاولنا الاقتناع بتحسن أداء النجم وارتفاع مستوى الروح والمعنويات لدى المجموعة الشابة التي تضم 8 لاعبين دون العشرين سنة.. وتألق البعض على غرار ياكوبا وسليمان وساسي والجبالي.. وحتى إذا كان من الصعب هضم هذه الهزيمة فإنها حصلت ضد بطل تونس والعرب.. واعتقد الجميع ان الفرج مؤجّل.. والفرحة قادمة قريبا.. وردّة الفعل لن تتأخر طويلا وانتظر الجميع أن تدفع شبيبة القيروان فاتورة ذلك.. فالشبيبة قادمة من الرابطة المحترفة الثانية والفريق يعيش مشاكل مع جماهيره واضطر إلى غلق ملعبه في وجه الأحباء أثناء التمارين.. والمدرب محجوب جمع حقائبه وأغراضه واستعدّ للرحيل.. ومساعدة الهواربي ساءت علاقته بعديد الأطراف.. وبعض الرؤوس في الفريق أرادوا لأنفسهم نفوذا فوق العادة مثل المحجوبي والهلالي.. والميساوي لم يكن للأحباء استعداد للصبر عليه وأسمعوه ما يكره.. كل هذا والنجم المنهزم ضد الترجي يعيش وضعا هادئا مستقرا ويتدرّب في ظروف مثالية.. وملاعبيته يتحولون إلى التمارين على سيارتهم الفخمة ويجوبون شوارع المدينة بكل أمن وأمان.. يوم المقابلة وقفنا على حقائق مثيرة.. النجم يقبل هدفا في الدقائق الخمس الأولى وهو أمر فظيع بالنسبة لفريق في حجم النجم.. فعند بداية المقابلة يكون الدفاع عادة متمركزا جيدا في مواقعه ولكن المبروك يترك خلفه الكرة ويقذف الهواء ولم يفهم أحد ماذا يفعل «رجال» المحور أمام حارسهم.. وقبل النجم هدفا كنا نعتقد أنه سيحيل أبناء رحيم على منطق القطط.. لأن القط عندما يتم التسلّط عليه يردّ الفعل أو يحاول و«يخبّش».. ولكن النجم ظل مقابلة كاملة «يحلب في حلاّب مقعور».. لم تكن للفريق روح تدفع ومعنويات تحرك الأقدام.. بل لعلّ الشحنة أو «الدوزة» كانت أضعف من أن تمكنه من ردّ الفعل.. لست أدري إذا كان العيب في هؤلاء الشبان الذين لم يدركوا خطورة المأزق الذي وضعوا فيهم كل من آمن بإمكانياتهم وراهن عليهم وساندهم ووقف إلى جانبهم وعوّل عليهم.. لست أدري إذا كان هؤلاء الشبان يدركون أنهم بهزيمتهم في القيروان يكونون قد فتحوا الأبواب على مصراعيها أمام مدربهم لطفي رحيم الذي لم يرحموه وفي «فم مدفع» وضعوه.. لست أدري إذا كان هؤلاء الشبان يدركون قيمة وحجم الخدمة التي قدموها إلى خصوم ادريس ومعارضيه.. لست أدري إذا كانت اختيارات رحيم أضعف من الإطاحة بضيف الرابطة المحترفة الثانية أم أنه لم يجد الرجال القادرين على تنفيذ هذه الاختيارات.. التساؤلات عديدة وتطرح بإلحاح ولا مجال للتهرّب منها الآن ولا بدّ من إجابة لأنه كما يقول كبارنا «وخّر.. وخّر.. ظهر البهيم وفى».. وبكل أسف لا بدّ من المصارحة.. والأحباء ينتظرون الجواب. هل أن مجموعة لطفي رحيم قادرة على اللعب من أجل اللقب.. أم أنها ستكون السبب في الأوجاع والتعب لكل محبّ؟!.. معز ادريس باعتباره المسؤول الإداري ولطفي رحيم باعتباره المسؤول الفني مطالبان بتقديم إجابة واضحة وصريحة.. خاصة وأنهما أكدا دائما على أن النجم مراهن جدّي بشبانه على البطولة.. وأن الأزمة مفتعلة.. فما هو رأيهما والأجواء الآن مشتعلة؟!..