في خضم الحديث عن المحترفين التونسيين بالخارج تركز اهتمام الجميع دون استثناء على العناصر التي تمّت دعوتها لتعزيز المنتخب الوطني ووقع اهمال البقية مثل مجدي تراوي الذي مازال الحظ يقف أمامه بعناد شديد في مغامرته بالنمسا. تراوي يعيش وضعا صعبا في فريق «راد بول سالسبورغ» وقد أثار اتصالنا به الكثير من الشجون فحدثنا بكل صراحة عن الظروف التي يمر بها في هذا الفريق وعن مستقبله الكروي وعلاقته بالنجم الساحلي.. كل التفاصيل تطالعونها من خلال الحوار التالي الذي أجريناه مع هذا اللاعب. مجدي أول سؤال يتبادر الى الذهن يخص أحوالك حيث بلغنا أن أمورك ليست على أحسن ما يرام في فريق سالسبورغ.. وهذا ما تأثرنا له كثيرا..؟ شكرا لكم.. أنا الآن عاطل عن العمل فعليا رغم أن عقدي مازال ساري المفعول مع سالسبورغ.. لم أعد أشارك في مقابلات الفريق ولست حتى احتياطيا.. أنا أتدرب فقط.. وهذا ما أثّر عليّ كثيرا بما أن عدم اللعب يؤثر سلبيا على حقيقة امكاناتي وعلى مسيرتي الرياضية. ... وماذا عن حقوقك المادية؟ أنا لم آت الى النمسا من أجل جمع المال بل من أجل اللعب وتحسين مستواي الفني والبحث عن آفاق أرحب في دنيا الاحتراف.. ولا أعتقد أن اللعب مع الفريق الثاني لنادي سالسبورغ سيلبي طموحاتي وأحلامي التي سطرتها من قبل على درب الاحتراف في أوروبا. ما هو سبب هذه الوضعية؟.. ففي بدايتك مع سالسبورغ كان مردودك جيدا وكانت وضعيتك مريحة؟ مع مغادرة المدرب السابق للفريق تغير الوضع بعض الشيء وبعد الشفاء من الاصابة التي تعرضت لها مع المنتخب الوطني عدت بأكثر عزيمة وشاركت في كامل مراحل التحضيرات وتألقت بشهادة الجميع في النمسا خلال المباراة الودية ضد بيارن مونيخ لكن رفض التحول مع الفريق الى اسرائيل خلال شهر رمضان الماضي لمواجهة فريق «ماكابي حيفا» في اطار الدور التمهيدي لرابطة أبطال أوروبا جعل العلاقة بيني وبين مسؤولي سالسبورغ فاترة الى أبعد الحدود الى جانب اتخاذهم لإجراءات تصب كلها في خانة معاقبتي على موقفي هذا. .. وفيمَ تمثلت هذه الاجراءات؟ مثلما صرحت على أعمدة «الشروق» أنه بعدما أعلمت مسؤولي نادي سالسبورغ بقرار رفضي التحول مع الفريق الى اسرائيل لم يبدوا ردّة فعل واضحة وفورية بل بيّتوا لي أمرا تمثل في شطب اسمي من قائمة رابطة أبطال أوروبا ثم سارعوا بانتداب لاعب كرواتي ينشط في نادي موناكو الفرنسي ليحل محلي كمتوسط ميدان دفاعي وذلك كتمهيد لفسخ عقدي. لكن هذه التصرفات جائرة ولا شك أنها ستؤثر على مشوارك الاحترافي؟ أعيد وأكرّر أن الموقف الذي اتخذته مبدئي وعن قناعة تامة ولم أضع في حساباتي جانب الربح والخسارة وبقطع النظر عن العقوبة التي تعرضت لها أعتقد جازما أني اخترت الحل الأمثل الذي لا بدّ لي من تحمل تبعاته ولست نادما بالمرة عما ذهبت إليه. وإلى متى ستتواصل هذه الحالة؟ أليس هناك أفق للحل؟ ربما سيكون هناك حل في غضون شهر ديسمبر وأن كل المؤشرات تصب في خانة مغادرتي لراد بول سالسبورغ نحو وجهة أخرى لم تتضح بعد ملامحها باعتبار أن إدارة النادي لم تعلن رسميا عن فسخ عقدي. في الأثناء أكيد أنك تلقيت بعض العروض.. أليس كذلك؟ صدقني العروض موجودة حتى قبل أن تنتهي علاقتي براد بول سالسبورغ الى طريق مسدودة وفي هذه الفترة بالذات أنا بصدد دراسة عرض جدي للعب خارج النمسا ولا أعتقد أن المسؤولين النمساويين سيقدمون شروطا تعجيزية أمام رحيلي. نحن نريد معرفة البلد أو البلدان التي جاءت منها هذه العروض؟ إذا سارت الأمور بصفة طبيعية سأحترف بأوروبا أو الخليج واعذرني لأني لا أستطيع أن أقدم لك أسماء الفرق التي طلبت ودي. في نفس الاطار سمعنا أنك ستعود الى النجم الساحلي.. فأين الحقيقة في كل هذا؟ بالرغم من أني لاعب محترف فحنيني للعب مجددا في النجم الساحلي قد زاد عما كان عليه من قبل.. أما في خصوص العودة فإنها لم تتخذ صبغة رسمية ربما لأني مازلت على ذمة راد بول سالسبورغ ثم ان عودتي الى النجم الساحلي ستتم في يوم ما لأن الأمر يتعلق هنا بعائلتي ومدرستي الأولى. المسألة واضحة للغاية في منظوري الخاص لأن علاقتي وصلتي بالنجم قائمة ومستمرة ولا يحددها رجوعي الى الفريق لأنني لا يمكن أن أنفصل على النجم إطلاقا. لأن الشيء بالشيء يذكر ما هو تعليقك عن التراجع الذي سجله النجم على مستوى النتائج إفريقيا ومحليا؟ لقد تابعت بانشغال شديد خروج الفريق من منافسة كأس رابطة الأبطال الافريقية وانقياده لهزيمتين متتاليتين في سباق البطولة وهي وضعية غير مألوفة أعتقد أنها ناجمة عن مرور الفريق بفترة فراغ طالت أكثر من اللزوم وما حدث سحابة صيف عابرة لا غير. لكن الأجواء غير طبيعية في النجم الساحلي؟ الأجواء التي أشرت إليها ناتجة عن تراجع الفريق على جميع المستويات بسبب تراكم بعض الأخطاء التي لم يقع تداركها بالكيفية المطلوبة، كما أن التصريحات النارية والمتشنجة ساهمت هي الأخرى في التصعيد ولو أنها تحمل جانبا من الحقيقة والصحة في تشخيص الوضع. بما أن الجميع أدلى بدلوه في أزمة نتائج النجم هل لك رأي في الموضوع؟ أنا لست ملما بحقيقة الوضع ومع ذلك أعتب على رئيس الجمعية تشدّقه في بداية الموسم بأن الفريق الحالي أفضل بكثير من فريق الموسم الماضي في وقت كان حريّ به مصارحة الأحباء خلال الجلسة العامة التقييمية بحقيقة الأمر المتمثل أساسا في إعادة بناء فريق على أسس أمتن مع إطار فني جديد. ما هو السبيل لعودة النجم الى وضعه الطبيعي؟ لا شك أن الانتدابات التي تمت منذ الموسم الماضي لم تكن في حجم طموحات وأهداف الفريق ولم تنجح في سدّ الفراغ الذي تركته العناصر التي غادرت للاحتراف بالخارج ولأجل ذلك مطلوب تدعيم صفوف الرصيد الحالي بانتدابات ذات قيمة ثابتة من خارج الحدود لها ثقافة الانتصار والتتويج الى جانب الالتفاف حول الفريق خاصة من جانب رموز الجمعية لأن من يريد مدّ يد المساعدة لا ينتظر دعوة من أحد باعتبار وأن النجم ملك لجميع أبنائه داخل الجمعية وخارجها. هل يعني هذا أن النجم قادر على العودة للعب الأدوار الأولى؟ ما في ذلك شك.. البطولة مازالت طويلة ولا يمكن الحديث عن التتويج من الآن وكل شيء يبقي فيها جائزا والنجم مهما تراجعت نتائجه يملك الأدوات التي تخول له العودة الى مستواه المعهود والمراهنة على مختلف الالقاب.. صحيح أن النجم لم يتعود على مثل هذه الوضعيات لكنه قادر على الخروج منها بأقل التكاليف والأضرار.. فجمهور النجم تعود على النجاحات والألقاب لذلك تراه غير قادر على العيش من دونها. هناك من روّج أن المدرب لطفي رحيم ليس في حجم الفريق فهل تراه رجل المرحلة؟ دون شك لطفي رحيم سيقود الفريق الى شاطئ الأمان بفضل كفاءته وطموحه وشخصيا لي ثقة كبيرة في هذا المدرب لكي ينجح مع النجم ومع تدارك بعض النقائص وتدعيم الرصيد البشري ببعض الانتدابات الموجهة سيتمكن من إبراز مجموعة متكاملة ومتجانسة كما يريدها الأحباء وتكون في قيمة النجم الساحلي. لنعد الى مجدي تراوي ووضعيته الحرجة في راد بول سالسبورغ النمساوي.. هل تشعر بحجم الأزمة؟ الحمد للّه أن هذه الوضعية الحرجة لم تكن ناتجة عن تقصير مني في مشواري الاحترافي وكل ما حدث خارج عن نطاقي ومرة أخرى أكرّر ما سبق أن صرحت به على أعمدة «الشروق» أن رفضي السفر مع الفريق الى اسرائيل موقف مبدئي يمكن أن يصدر عن أي إنسان تونسي أو عربي يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية. ولكن هل لك أن تحدثنا عن شعورك أمام غيابك المتواصل عن المنتخب.. فكويلهو عندما يتحدث عن المحترفين لا يذكرك حتى بالاسم؟ هذا طبيعي.. فكيف تريده أن يفكر بي وأنا لم ألعب كأساسي منذ وقت طويل؟ فهو ككل مدرب يحترم مهنته لا يفكر إلا في اللاعب الجاهز على جميع المستويات. ألم يحدث أن اتصل بك؟ لا لم يحدث أي اتصال بيننا فأنا عاطل عن اللعب ومن غير المعقول أن يحدث الاتصال ومع ذلك سأعود يوما الى المنتخب. في الختام لو لديك رسالة ماذا سيكون محتواها ولمن توجهها؟ أوجه كلامي الى كافة أنصار النجم الساحلي لأؤكد أن فريقهم لن يستطيع أن يكون كبيرا دون دعم رجالاته.. يجب أن نلتف جميعا حوله ونضع اليد في اليد بقطع النظر عن الأشخاص ومصلحة النجم يجب أن تكون فوق كل اعتبار وقبل المصالح الشخصية والنجم الساحلي يجب أن يعود الى مداره الطبيعي.
