أقر مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أمس توصيات تقرير غولدستون حول العدوان الاسرائيلي على غزة، والذي أدان كل الاجراءات والسياسات الاسرائيلية بما في ذلك الاجراءات التي تمنع الفلسطينيين من الدخول الى ممتلكاتهم ومقدساتهم في القدسالشرقية. وقوبل التصويت لصالح التقرير بترحيب فلسطيني بينما أحدث زلزالا في اسرائيل. ففي جلسة خاصة وافق 25 عضوا من أعضاء المجلس على القرار الذي وبّخ اسرائيل لاخفاقها في التعاون مع بعثة الأممالمتحدة التي قادها ريتشارد غولدستون، في حين رفضته 6 دول بينها الولاياتالمتحدة وايطاليا وامتنعت 11 دولة عن التصويت منها بريطانيا. مداولات ... وضغوط وشهد مجلس حقوق الانسان قبيل التصويت مداولات ومشاورات وتأخيرا للتصويت مما عكس حالة الحراك الديبلوماسي والضغوط التي مورست قبل التصويت. واستعرض مندوب باكستان مشروع القرار داعيا الى التصويت عليه دون تسييس الموضوع. وتحدث بعد ذلك مندوب اسرائيل أهارون ليشنويار منددا بالتقرير وواصفا اياه بأنه غير متوازن ولم يشر الى ما ارتكبته «حماس» وحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها حسب تعبيره. ثم تحدث المندوب الفلسطيني ابراهيم خريشة داعيا الى العدالة السياسية للفلسطينيين وحاثا الجميع على التصويت لفائدة القرار، واضاف ان شعبي لن يسمح مرة اخرى ان يترك القتلة والمجرمون دون قصاص. وأدان القرار الذي تمت المصادقة عليه الاجراءات الاسرائيلية الأخيرة في القدسالشرقية مطالبا تل أبيب باحترام الحقوق الدينية والثقافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما هو منصوص عليه في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الدولية المعنية واتفاقيات لاهاي وجنيف. وطالب القرار اسرائيل بالوقف الفوري للحفريات تحت المسجد الأقصى وما حوله، وأدان القرار كذلك عدم تعاون سلطة الاحتلال مع بعثة تقصي الحقائق وأيد التوصيات الصادرة عن تقرير القاضي غولدستون وطالب كافة الاطراف بما فيها منظمة الأممالمتحدة بتطبيق توصيات التقرير. ترحيب ... وسخط ورغم تحميل غولدستون «حماس» جانبا من المسؤولية عن احداث حرب غزة، رحبت الحكومة المقالة في غزة بالمصادقة على قرار يتبنى توصيات تقرير غولدستون، حيث اعتبر اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة والقيادي بحركة «حماس» تصويت مجلس حقوق الانسان على القرار انتصارا للحق الفلسطيني، وثمن موقف الدول التي صوتت الى جانب تعرية اسرائيل وفضح جرائمها ومجازرها التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني. ومن جانبه، قال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس المقالة ان «الحكومة الفلسطينية في غزة ترحب بالموافقة على التصويت على تقرير غولدستون وتشكر الدول المصوتة لصالح التقرير ... وندعو الى أن يكون التصويت على القرار بداية لمحاكمة قادة الاحتلال». من جهتها، أشادت ايضا حركة الجهاد الاسلامي بالتصويت لصالح التقرير معتبرة ذلك انتصارا للقوى والمنظمات والهيئات التي وقفت في وجه محاولات سحب وتعطيل التقرير. واضافت الحركة في بيان صحفي «النجاح في التصويت يجب ان يتبعه عزل الكيان الصهيوني دوليا وعربيا». ورحبت السلطة الفلسطينية بالموافقة على تقرير غولدستون وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان السلطة الفلسطينية ترحب بقرار مجلس حقوق الانسان ... وتأمل بمتابعته وفق اَليات تنفيذ في مجلس الأمن الدولي واعتماده من قبل المجلس ضد الجرائم الاسرائيلية لضمان عدم تكرارها. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة نرحب بهذا القرار المهم ونعتبره انتصارا للقضية الفلسطينية وعدالتها وللدبلوماسية الفلسطينية واعترافا جديدا بالقضية الفلسطينية وبحقوق شعبنا الفلسطيني الثابتة. وفي الجانب الاسرائيلي قال وزير الداخلية في حكومة الاحتلال إيلي بشاي ان تصويت مجلس حقوق الانسان لصالح تقرير غولدستون يعد قرارا معاديا لاسرائيل بشكل واضح وينطوي على استباحة ديبلوماسية على حد تعبيره. وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان لها إن تبني التقرير يضرب جهود السلام وارساء حقوق الإنسان في المنطقة حسب زعمها. وأضاف البيان أن القرار يشجع ما سماه التنظيمات الارهابية وزعم وزير اسرئيلي أن جيش الاحتلال تعامل بلطف مع المدنيين الأبرياء إبان الحرب على غزة.