تداخلت الألوان وتنوعت الشعارات وتكررت الاجتماعات واللقاءات في اليومين الاخيرين بمدينة صفاقس تنفيذا للحملات الانتخابية الرئاسية والتشريعية التي شكلت الحدث الوطني والجهوي الأبرز والتي حرصت كل الأحزاب فيها على التعريف ببرامجها لكن بطرق ووسائل وأساليب مختلفة لكن بعضها لم ينتبه للشواغل الحقيقية ولتطلعات أهالي صفاقس. فعلاوة على السيارات التي تجوب يوميا شوارع المدينة لتعرف بالمرشحين للرئاسية وللبرلمان المقبل، عمد مرشحو التشريعية من التجمع الدستوري الديمقراطي والتحرري الاجتماعي والوحدة الشعبية وحزب الخضر الى تنظيم العديد من اللقاءات الشعبية داخل المدينة وفي الأحياء الشعبية والمؤسسات والمعتمديات وغيرها. الأماكن المخصصة لتعليق البرامج الانتخابية والقائمات استغلت احسن استغلال من كل الأحزاب المتنافسة في هذا العرس الديمقراطي، وقد ساهمت حركية المرشحين المدعمة بالظروف الملائمة لإنجاح الحملات الانتخابية في تحويل مدينة صفاقس التي لها وقعها ووزنها في مثل هذه المحافل الى مدينة نشيطة تنبعث في أرجائها الأغاني الوطنية صباحا مساء. مرشحو التجمع الدستوري الديمقراطي عرضوا برامجهم في «القرية الانتخابية» ومقرات الشعب الدستورية والمؤسسات ومقرات الجمعيات والمنظمات من خلال جولات منظمة شملت المستشفيات ويوحي بجدية التنظيم تدعم ببرنامج الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة الذي حظي بمرشحين هما رئيس الاتحاد الجهوي السيد عبد اللطيف الزياني وعضو الغرفة الوطنية السيد نبيل التريكي. ولئن تنوعت الحملات الانتخابية وعرفت فترات من القوة تسند الى دراسة المنظمين فإن اعمقها كان في «اليوم الرئاسي» المميّز الذي نظمته لجنة التنسيق للتجمع الدستوري الديمقراطي بصفاقس وأشرف عليه السيد الصادق شعبان. اليوم المميّز للحملة الرئاسية انتظم بفضاء المسرح البلدي الذي لم يقدر على استيعاب جحافل المتدفقين على الفضاء الذي شهد أضواء ساطعة وشاشات عملاقة وديكورا خلابا جمع بين اللونين الأحمر والبنفسجي في تنسيق كبير يعزى الى ذوق المنظمين وخبرتهم في تنظيم مثل هذه المواعيد والتظاهرات. في اليوم المميز تداول على الكلمة الكاتب العام للجنة التنسيق السيد الحبيب بن محمود متحدثا من «أرض النضال والوطنية صفاقس» كما وصفها ليترك المجال للسيد الصادق شعبان الذي ألهب الحضور باستحضاره للانجازات التي حققها الرئيس زين العابدين بن علي ليترك بعدها الكلمة للمترشحين للتشريعية الذين كشفوا كل من موقعه عن أهمية الانجازات بصفاقس والبرامج المستقبلية للتجمع الدستوري الديمقراطي. اليوم المميز لم ينجح فقط بالخطب السياسية العميقة، بل بحسن التنظيم وبالشاشات العملاقة وبانتباه المنظمين الى تخصيص فضاء للاعلاميين والصحفيين لتسهيل مهمتهم في النقل والاتصال وكذلك بالسهرة الموسيقية التي أنعشت الحضور في ليلة ربيعية. في كلمة: صفاقس التي عادة ما ينتبه المرشحون للرئاسة او لمجلس النواب بأهميتها وثقلها في مثل هذه الأحداث الوطنية، شهدت عرسا ديمقراطيا لم تسجل فيه تجاوزات حسب تأكيدات مرشحي الأحزاب الوطنية المعارضة أنفسهم ل «الشروق» لكن البرامج الانتخابية التي تهم شواغل الجهة غابت مع بعض مرشحي المعارضة الذين لم يتجهوا بعمق للشواغل اليومية لصفاقس وهي من نقاط الضعف التي لاحظتها «الشروق» من خلال متابعتها للقاءات والاجتماعات.