الحملة الانتخابية للتجمع الدستوري الديمقراطي بصفاقس لهذا العام ستكون استثنائية بعدما استقر رأي لجنة التنسيق للتجمع بالجهة على تركيز «خيمة انتخابية» تفوق مساحتها المغطاة الألفي متر مربع تستقر في قلبها «خيمة رئاسية» تتضمن انجازات الرئيس زين العابدين بن علي التي فاقت طموحات أهالي الجهة. الخيمة الانتخابة، لاحت دعائمها واوتادها للعيان في هذه الفترة بقلب مدينة صفاقس في انتظار ما ستكشف عنه فقراتها والمعارض التي تحرص لجنة التنسيق على عدم الافصاح عنها قبل يوم 10 أكتوبر وهو الموعد المحدد للانطلاق في الحملة. وقد علمت «الشروق» من مصادر تجمعية مقربة ان الخيمة العملاقة تضم اكثر من 22 خيمة صغيرة تهتم كل واحدة منها بمجال تنموي كانت فيه للرئىس بن علي انجازات وقرارات صائبة ساهمت في تطوير الجهة ورقيها، علاوة على الخيمات المخصصة للانجازات الوطنية التي حولت تونس الى بلد متطوّر آمن ومستقر. الخيمات تؤثثها معارض وصور ومقالات وقوانين وشاشات عملاقة، وبأزقتها وانهجها يستقر الفنانون من عازفين ورسامين ومبدعين تتجه لمساتهم الفنية الى تجسيم الانجازات بمسحة ابداعية تؤكد التفاف كل شرائح المجتمع حول الرئيس بن علي مرشح حزب الاغلبية بالبلاد. الخيمة العملاقة تفتح ابوابها للعموم بداية من يوم الاحد وداخلها ترتفع الأعلام والبيانات ومعالم الزينة واللافتات على ايقاعات الأنغام الموسيقية بأشكالها المختلفة بحضور شباب وأطفال وكهول ومسنين شملتهم رعاية الرئيس بن علي. ولئن لم يتحدد بعد رقم الحضور، الا انه من غير المستبعد ان يكون بعشرات الآلاف وقد وجهت الدعوات متضمنة شعار «بن علي لتونس الغد» لكل الفئات والشرائح وممثلي المنظمات والجمعيات اضافة الى بعض الشخصيات الوطنية البارزة بحرص من لجنة التنسيق بصفاقس التي عادة ما تنجح في التعبئة في مثل هذه المواعيد السياسية الهامة. وبعيدا عن الخيمة الانتخابية علمت «الشروق» ان الجهات التجمعية المسؤولة حددت روزنامة للزيارات الميدانية لكل المناطق بالولاية، ومن غير المستبعد ان يواكب القوافل الاجتماعية والصحية والاعلامية التي يشرف عليها مرشحو التجمع في الانتخابات التشريعية عدد من الشخصيات الوطنية للالتقاء مباشرة بالأهالي وحثهم على ترشيح بن علي وفق خطب ممنهجة تنطلق بالارقام للتحليل والاقناع وتأكيد الثوابت. صفاقس لن تنام ليلا بداية من يوم 10 اكتوبر، فالحفلات الفنية واللقاءات الفكرية ومنابر الحوار قد تتجاوز المئات في جهة ستحتد فيها المنافسة بين حزب الاغلبية وكل الاحزاب الوطنية المعارضة.