تشهد مختلف مصالح دواوين الخدمات الجامعية للشمال والوسط والجنوب إقبالا طالبيا مكثفا بهدف الحصول على إسعاف للسكن الجامعي وهو ما يدلّ على الثقة التي تمتاز بها هذه المؤسسات العمومية لدى جميع الطلبة الباحثين عن السكن بأحد الأحياء والمبيتات حيث معاليم التسجيل منخفضة إضافة الى قدرتها على توفير الاقامة المريحة والاستقرار النفسي للطالب قصد التركيز على الدراسة. ويعود الفضل في ذلك لما توفّره الدولة في هذا المجال من إحداث مؤسسات جديدة تواكب تطوّر انتشار شبكة نسيج التعليم العالي قصد تمكين جميع الطلبة الجدد من حق التمتع بالإيواء الجامعي بكافة مراكزها المنتشرة بكامل ولايات الجمهورية. غير أن العديد من الطلبة ممّن استوفوا حق السكن الجامعي لا يرغبون في التسجيل بالمبيتات الخاصة لأنها أصبحت تمثل عبءا ثقيلا على مصاريف الأولياء من حيث ارتفاع معاليم الإقامة ومقارنة بما تقدّمه من خدمات. أما البحث عن الكراء الجماعي الخاص فأمر أصبح يتجنّبه الكثير نظرا الى استغلال أصحاب المنازل والشقق وفرة الطلبات فترتفع مبالغ هذه الكراءات لتكون خيالية وتعجيزية في بعض الأحيان خاصة وسط المدن الكبرى. لذا أمام هذه الوضعية لابدّ من تكاثف الجميع ومطالبة بعض المنظمات والجمعيات بمعاضدة مجهودات الدولة في هذا المجال الذي يستنزف أموالا عمومية طائلة كما يجب على سلطة الإشراف التكثيف من مراقبة المبيتات الخاصة والتدخل ان اقتضى الأمر لأن أصحاب هذه المبيتات يتمتعون بحوافز مادية وجبائية أقرتها الدولة لفائدتهم. وأعتقد أنّ الوقت حان لتوجيه الدعوة الى المؤسسات الاقتصادية الكبرى في تبني جزء من المصاريف لفائدة مجموعات طالبية ممن لا يمكنهم توفير معلوم الكراء الخاص طوال السنة الجامعية على غرار ما تشهده بعض الدول المتقدمة كما يجب توجيه الدعوة الى أصحاب المنازل والشقق المعروضة للكراء النظر برفق الى طالبي العلم وعدم البحث عن استغلال المصاريف المحدودة لهذه الشريحة التي تبقى في حاجة الى مساعدة قصد كسب رهان النجاح العلمي. محمد الهمامي المبيت الجامعي بتنيور صفاقس