انطلقت في القرى العربية السورية في الجولان المحتل جملة من التحركات الشعبية، ومن بينها «جبهة المحبة» التي نصبت في قرية «مجدل شمس» وهو ما اعتبره قادة حزب التجمع الوطني الديمقراطي السوري داخل الخط الاحمر بداية لتحرك قد ينتهي بالصدام مع قوات الاحتلال الاسرائيلي مؤكدين أن الجولان مطالب بدفع ثمن حريته لينالها. ولدى زيارتهم للقرية وللخيمة الاحتجاجية التي نصبها الاهالي على السفوح الشرقية الجنوبية لجبل «الشيخ»، لمس وفد التجمع الوطني لدى الاهالي عزما كبيرا على استعادة الارض. وحدة المصير والدم! وقال رئيس الحزب واصل طه مهنئا بتحرير الاسيرين المحررين بشر المقت وعصام الولي: «جئنا مهنئين لابنائنا كما أننا لسنا متضامنين بل شركاء في النضال والمصير والدم». وأضاف طه أن «الفرحة لن تكتمل إلا بتحرير كافة الاسرى العرب والفلسطينيين وتحرير الارض العربية واستعادة الجولان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين». وعن الاجواء السائدة في الاراضي السورية المحتلة قال رئيس الحزب الوطني الديمقراطي أن هناك «روحا جديدة في الجولان وهي استعادة لرؤية الوحدة الوطنية الجولانية التي شهدناها في الثمانينات والتي استطاعت أن تهزم المشروع الإسرائيلي بفرض الجنسية الإسرائيلية (على السوريين في الجولان) وحافظت على الهوية الوطنية تحت الاحتلال». ثمن الحرية! وعن «خيمة المحبّة» ومطالب الأهالي باستعادة أراضيهم التي صادرها الاحتلال أوضح الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح أنها «بلا شك تفتح أفقا جديدا نحو تجميع الحركة الوطنية وجميع أهالي الجولان حول هدف واحد في صلب العمل الوطني». وقال عبد الفتاح إن الهدف هو «استعادة الأرض وإنقاذ الأجيال الشابة وتوفير الأمن الاجتماعي لها قبل أن تتحول إلى قنبلة موقوتة في ظل تضييق الخناق عليها من قبل الاحتلال». وأضاف الأمين العام إن «المخطط الإسرائلي سيتحطّم طالما القوى الوطنية موحدة وإن كل نضال يحتاج إلى ثمن ولا بد أن نكون مهيئين لدفع الثمن». وأشار إلى أنه «طالما أن النضال سلمي وشعبي ووفق القانون الدولي فإنه بالإمكان تحمل هذا الثمن (ثمن التحرّر) واعتقد أن التاريخ النضالي لأهالي الجولان يثبت أنهم مهيؤون لدفع هذا الثمن». وحول الظروف التي تتميز بها المرحلة قال عبد الفتاح إنه «لا شك أن الظروف الداخلية الاجتماعية صعبة وهي ناجمة عن الاحتلال من جهة وكذلك الأجواء السياسية الإيجابية التي تهب من المنطقة خاصة أن سوريا تقطف ثمار صمودها من جهة أخرى إضافة إلى فتح جبهة دولية ضد إسرائيل على خلفية جرائمها ضد الشعب الفلسطيني كل ذلك على ما يبدو يشكل الخلفية لهذا التطور الجديد في المجتمع العربي السوري الجولاني والذي لا بد من مساندته».