من حيث مضمونها وتوقيتها تبدو صفقة تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل على درجة كبيرة من الأهمية بالنظر إلى المكاسب التي تحققت بموجبها والمتمثلة في الافراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني عدد كبير منهم محكوم عليهم بالمؤبّد ويقبع في زنازين الاحتلال منذ سنوات طويلة.. ثم إن هذه العملية جاءت في وقت صعب يمرّ به الشعب الفلسطيني الذي لا يزال «يصارع» منذ عقود من الزمن.. و«المحن» جبالا من المآسي والظلم والقهر.. وقت يحتاج فيه هذا الشعب بالتأكيد إلى خطوة كهذه تعيد الاعتبار إلى كرامته وحقوقه المسلوبة والضائعة على «موائد اللئام».. وتعطيه «جرعة» من الأمل وتداوي بعضا من جراحاته.. وفصول معاناته.. وما أكثرها.. ثم إن الشيء الآخر الذي ينطوي على قدر كبير من الأهمية في هذه الصفقة أنها تجسد معاني الوحدة الوطنية الفلسطينية في أبعد معانيها ذلك أنها نصّت على إطلاق سراح عدد لا بأس به من الأسرى الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة... وهذا معطى آخر من شأنه أن «يرفد» المصالحة الفلسطينية التي لا تزال الخطوات في اتجاه تحقيقها متعثرة بعض الشيء وأن يبعث برسالة واضحة إلى الكيان الاسرائيلي مؤداها أن الشعب الفلسطيني لحمة واحدة وإن فرّقت بين أبنائه سجون الصهاينة وحملات الابعاد والتهويد والتشريد التي يكابدها هذا الشعب منذ اغتصاب وطنه.. وإن كان استثناء القياديين مروان البرغوثي وأحمد سعدات من الضفة ينغّص على هذا الشعب فرحته نوعا ما فإنه وبمعزل عن الأسباب الكامنة وراء ذلك، يستدعي الموقف لاستثمار هذا الانجاز في اتجاه الالتفاف حول قوى المقاومة الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني وتفعيل كل الخيارات الوطنية الفلسطينية لاستكمال معركة تحرير الأسرى.. التي تعتبر بالتأكيد واحدة من أهم معارك تحرير فلسطين. «الشروق» ترصد أبعاد ودلالات هذه الصفقة في عدد جديد من ملفات «الشروق» العالمية تستضيف فيه السادة: أسامة حمدان (مسؤول العلاقات الخارجية في حماس) يحيى المعلم (أمين سر لجنة الدفاع عن الأسرى) إلياس الصباغ (محامي مروان البرغوثي) القيادي في «حماس» أسامة حمدان ل«الشروق»: ملتزمون بتحرير كل الأسرى... بأي ثمن! تونس «الشروق»: وصف القيادي البارز في حركة المقاومة الاسلامية «حماس»، الأستاذ أسامة حمدان في لقاء خاص مع «الشروق» عملية تبادل الأسرى مع اسرائيل بأنها انجاز كبير للشعب الفلسطيني ولمقاومته البطولية. أكد الأستاذ أسامة حمدان أن هناك عوامل عديدة ساعدت على إتمام هذه الصفقة أهمها الثورات العربية الأخيرة التي أربكت حسابات اسرائيل. هل أنتم مرتاحون في قيادة «حماس» لصفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الاسرائيلي... والى أي مدى يمكن اعتبارها قد «استوت» فعلا؟ نحن نعتقد أن هذه الصفقة تمثل انجازا كبيرا للشعب الفلسطيني لأنها ستفضي الى الافراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني في عملية تبادل وذلك بعد أن عجزت كل الوسائل للافراج عنهم... هذه الصفقة التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها ولكنه استطاع رغم الحصار والتجويع والابادة أن يحقق هذا الانجاز. والمهمّ في كل هذا أن هذه الصفقة شملت أسرى من كل الفصائل الفلسطينية و315 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد والباقي هم من الأسرى المحكومين بالسجن لسنوات طويلة. لكن هناك سؤالا كبيرا يرافق هذه الصفقة يتعلق بعدم تنصيصها على اطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعدات... فماهي دواعي ذلك أستاذ أسامة؟ بغض النظر عن الأسماء التي شملت هذه الصفقة يجب أن يكون واضحا أنّ هناك أكثر من 7500 أسير فلسطيني... وعندما نتكلم عن الافراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني من بين هؤلاء، فإننا نصبح بذلك نتحدث فعلا عن انجاز... ولذلك قلنا إن هذه الصفقة ممزوجة بألم لأنها لم تشمل كل الأسرى، لكن قيادة المقاومة الفلسطينية ملتزمة بنهج المقاومة حتى الافراج عن كل أسرانا... ما الذي يجعلكم مطمئنين ومرتاحين لإتمام هذه الصفقة... ألهذا الحدّ تثقون في الاحتلال الاسرائيلي؟ لا يمكن أن نثق في الجانب الاسرائيلي حتى لو قدم ضمانات لأننا نعرف جيدا أن هذا الكيان يمكن أن ينقلب على التعهدات التي يقدمها في أي لحظة ولكن نحن الآن نتحدث عن صفقة وإذا التزم الجانب الاسرائيلي بها فذلك ما نريده ونتمناه وإذا لم يلتزم فعندها سيكون للمقاومة موقف آخر. لماذا نجحت هذه الصفقة في تحقيق ما فشلت فيه صفقات أخرى... ماهي العوامل التي ساعدت هذه المرة على إتمامها؟ لا شك أن هناك أكثر من عامل أدى الى انجاز هذه الصفقة... وهذا يرتبط بإدراك الاسرائيلي بأن هناك مزاجا شعبيا عربيا جديدا لم يعد يقبل الصيغة التي ظلت قائمة في السلوك الاسرائيلي. وهذه الصيغة كانت هناك نصيحة أمريكية لاسرائيل مؤخرا بإعادة النظر فيها لاسيما أن المنطقة العربية بدأت تنهض من جديد وأن الشعوب العربية أصبحت كلمتها قوية وإرادتها قوية اليوم... وهذا ما باتت الولاياتالمتحدة واسرائيل تقرآن له ألف حساب على غرار ما وقع في مصر مؤخرا من اقتحام للسفارة الاسرائيلية وانزال العلم الاسرائيلي من فوقها... وكل هذا يعكس بوضوح الغضبة العربية من السياسات الأمريكية والاسرائيلية. أمين سرّ لجنة الدفاع عن الأسرى ل«الشروق»: الصفقة، انتصار للمقاومة... وصفعة ل«ثقافة الاستجداء والمساومة» تونس «الشروق»: أكد الأستاذ يحيى المعلم، أمين سرّ اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني في لقاء مع «الشروق» أن قوى المقاومة الفلسطينية استطاعت من خلال صفقة التبادل التي أبرمتها مع اسرائيل أن تجسّد الوحدة الوطنية الفلسطينية بشكل عملي وميداني على الأرض. قال إن نجاح المقاومة في التوصل الى الصفقة وتمسكها باطلاق عدد من الأسرى من أبناء فلسطينالمحتلة عام 1948 ومن أبناء القدسالمحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة ومخيّمات اللجوء في الشتات وأسرى الجولان السوري المحتل وعودتهم الى أسرهم وقراهم ومدنهم يعتبر إنجازا نوعيا. وشدّد على أن هذه الخطوة تؤكد مجدّدا أن المقاومة تبقى هي الخيار الوحيد مع الكيان الاسرائيلي مؤكدا أنه لولا نهج الشعب الفلسطيني المقاوم لما تمّ اطلاق سراح هؤلاء الأسرى الأبطال... كما اعتبر أن هذه العملية وفي مثل هذه الظروف الفلسطينية والعربية والدولية الصعبة تعدّ ردا عمليا على مسار التفاوض وسياسة «استجداء» العدو الصهيوني وحليفه الأمريكي و«التوسل» له حتى يلبي الحقوق الوطنية الفلسطينية. وأكد أن هذه الخطوة تعتبر أيضا دليلا قاطعا على عدم جدوى الخيار التفاوضي وأن الحقوق لا «تستجدى» بل تؤخذ بالقوة بإرادة الصمود والتحدي. وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان استثناء القياديين الآسيرين مروان البرغوثي وأحمد سعدات يضعف ويقلّل من شأن هذه الصفقة أكد السيد يحيى المعلّم أن هذه «أمور خاصة داخلية»، معتبرا أن المهم هو اطلاق أكثر من ألف أسير فلسطيني كلهم رموز نضالية، لكنه شدّد على ضرورة استكمال النضال من أجل تحرير كل الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني. وعزّا السيد يحيى المعلم رفض الكيان الاسرائيلي للافراج عن البرغوثي وسعدات الى أنهما «يزعجان» الاحتلال الصهيوني الذي يخشى من احتمال أن يشعل هذا «الثنائي» حركة شعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني تكون بمثابة انتفاضة جديدة على الصهانية... لكنه لم يستبعد في الوقت نفسه احتمال أن تكون هناك ضغوط قد مورست على قوى المقاومة الفلسطينية لتقديم «تنازلات» لاسرائيل في هذه الصفقة ممثلة في البرغوثي وسعدات. تاريخ صفقات تبادل الاسرى مع اسرائيل: أكبرها ل «فتح»، أولها ل «الشعبية» وآخرها ل «حماس» صفقة تبادل الأسرى المتوقع اتمامها خلال أيام بين فصائل المقاومة في غزة وإسرائيل تحمل الرقم (38) لعدد عمليات تبادل الاسرى بين العرب والاسرائيليين. تونس الشروق : يقول الباحث بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة بأنه اذا تمت صفقة التبادل التي أعلن عنها مساء أول أمس عن التوصل إليها. فان مجمل صفقات التبادل التي جرت ما بين حكومات الاحتلال الإسرائيلي والحكومات العربية وفصائل المقاومة العربية والفلسطينية منذ عام 1948 ولغاية اليوم سترتفع الى (38) عملية تبادل. وأضاف: بأن مصر كانت قد بدأتها عربيا في فيفري عام 1949، وحزب الله أنجز آخرها عربياً في جويلية 2008 والتي تحرر بموجبها عميد الأسرى العرب «سمير القنطار». وهنا نستعرض ابرز تلك الصفقات التي جرت منذ عام 1948 وحتى اليوم. بعد حرب عام 1948 أجرت إسرائيل عمليات تبادل مع مصر والأردن وسوريا ولبنان، حيث كان فى أيدى المصريين (156) جنديا إسرائيلياً، وفى أيدى الأردنيين (673) جنديا، ومع السوريين (48) جنديا، ومع لبنان (8) جنود، أما إسرائيل فكانت تحتجز (1098) مصريا، (28) سعوديا، (25) سودانيا، (24) يمنيا، (17) أردنيا، (36) لبنانيا، (57) سوريا و(5021) فلسطينيا. عام 1954: أسرت القوات السورية خمسة جنود إسرائيليين توجهوا إلى مرتفعات الجولان في مهمة خاصة، وقد انتحر أحدهم في سجنه بسوريا ويدعى «اوري ايلان» وأعيدت جثته لإسرائيل في 1955، وأعيد الأربعة الآخرون في 1956 بعد أسر دام 15 شهرا، وأفرجت إسرائيل في المقابل عن 41 أسيرا سوريا. عام 1957: جرت عملية تبادل كبيرة تم بموجبها إطلاق سراح أكثر من 5500 مصري مقابل إفراج مصر عن أربعة جنود إسرائيليين. عام 1968: وبعد ان بقيت صفقات التبادل تقتصر على الدول، جاء دور حركات المقاومة، وجرت أول عملية تبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال، وذلك بعد نجاح مقاتلين فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باختطاف طائرة إسرئيلية تابعة لشركة العال، كانت متجهة من روما إلى تل أبيب وأجبرت على التوجه إلى الجزائر وبداخلها أكثر من مائة راكب، وتم إبرام الصفقة مع دولة الاحتلال من خلال الصليب الأحمر الدولي وأفرج عن الركاب مقابل 37 أسيرًا فلسطينيًا من ذوي الأحكام العالية. عام 1974: أفرجت إسرائيل عن 65 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إطلاق سراح جاسوسين إسرائيليين في مصر. عام 1983: جرت عملية تبادل ما بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحركة فتح إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية حيث أطلقت إسرائيل سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني الذين اعتقلوا على اثر غزو بيروت عام 1982 وعددهم (4700) معتقل فلسطيني ولبناني، و(65) أسيراً من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود اسرائيليين من قوات (الناحال) الخاصة. عام 1984: وكانت تخص سوريا، حيث أطلقت إسرائيل سراح 311 أسيرًا سوريًا مقابل ستة إسرائيليين وذلك في مدينة القنيطرة. عام 1985: اطلقت إسرائيل سراح 1150 أسيرًا فلسطينيًا ولبنانيًا وعددا من الأسرى العرب مقابل الإفراج عن ثلاثة جنود إسرائيليين أسروا في لبنان على يد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة. عام 1998: أطلقت إسرائيل سراح 60 أسيرًا لبنانيًا (10 من السجون الإسرائيليية و50 من سجن الخيام التابع لجيش لحد الجنوبي› إضافة إلى 40 جثة لشهداء لبنانيين، وذلك خلال عملية تبادل مع حزب الله تم بموجبها تسليم رفات رقيب إسرائيلي. عام 2004: جرت عملية تبادل بين حزب الله وإسرائيل، عبر وساطة ألمانية سلم بموجبها حزب الله إسرائيل رفات ثلاثة جنود إسرائيليين إضافة إلى ضابط الاحتياط إلحنان تننباوم، في حين اطلقت اسرائيل سراح 400 أسير فلسطيني و23 لبنانيا، بينهم القياديان الديراني وعبيد وخمسة سوريين وثلاثة مغاربة وثلاثة سودانيين وليبي واحد والمواطن الألماني ستيفان مارك، الذي اتهمته إسرائيل بالانتماء لحزب الله، إضافة إلى إعادة رفات تسعة وخمسين مواطنًا لبنانيًا، وتسليم خرائط الألغام في جنوب لبنان والبقاع الغربي. عام 2008: صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وحكومة الاحتلال الإسرائيلي اطلق بموجبها سراح عميد الأسرى العرب اللبناني سمير القنطار وثلاثة أسرى لبنانيين آخرين كانوا قد اعتقلوا في حرب تموز 2006، وإعادة المئات من رفات الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين اضافة الى اطلاق سراح عدد من الاسرى الفلسطينيين، مقابل استعادة إسرائيل رفاة جنديين اسرا في عام 2006. 2011: صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والتنظيمات المشتركة بخطف الجندى جلعاد شاليط والإحتلال الإسرائيلى وبموجب هذه الصفقة فإن الصفقة تشمل الف اسير من بينهم 300 من اصحاب المؤبدات، وتبييض السجون من كافة النساء والاطفال، و45 من اسرى القدس، بالاضافة الى 6 اسرى من عرب ال48) والأنباء الغير مؤكدة أنها ستشتمل على رفات الشهداء الفلسطينين. صفقات تبادل الأسرى بين منظمة التحرير وإسرائيل: 1 تمت أول عملية التبادل الأولى بين العدو الإسرائيلي ومنظمة التحرير عند اختطاف الفدائيين طائرة تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية بتاريخ 16/7/1968 إلى الجزائر , وبعد المفاوضات تم الاتفاق على إطلاق سراح 16 معتقلاَ فلسطينياَ مقابل الإفراج عن ركاب الطائرة البالغ عددهم 112 إسرائيليا. 2 في مطلع عام 1971 وقعت عملية التبادل للأسرى الثانية بين العدو الإسرائيلي وبين منظمة التحرير حيث أطلق العدو سراح المعتقل محمود بكر حجازي الذي يعتبر أول أسير لحركة فتح والثورة الفلسطينية وقامت بنقله إلي لبنان مقابل إطلاق سراح شموئيل روزنفسر الذي اختطفته المنظمة قبل أربعة عشر شهراَ. 3 في تاريخ 14 مارس عام 1979 جرت عملية تبادل اسري بين الجبهة الشعبية – القيادة العامة وإسرائيل حيث تم الإفراج عن 76 معتقلاَ فلسطينياَ مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي ابراهم عمران الذي اعتقلته الجبهة الشعبية في نيسان عام 1978. 4 في تاريخ 22 فيفري عام 1980 تمت في مطار لارنكا عملية تبادل اسيرين بين العدو الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية حيث أطلق سراح اثنين من الأسرى وهم وليم نصار ومهدي بسبسوا مقابل الإفراج عن الجاسوسة إسرائيلية تدعى اني المفتي التي احتفظت بها المنظمة مدة 8 سنين. 5 في 1982 جرت عملية تبادل الأسرى بين منظمة التحريرالفلسطينية وإسرائيل وأفرجت المنظمة بموجبها عن الطيار الإسرائيلي حيعوز وعن الجندي رون هروش. 6 في 24/11/1983 جرت عملية تبادل اسرى بين منظمة التحريرالفلسطينية وإسرائيل بموجبها تم إطلاق سراح 4600 من معتقلي أنصار ومائة من معتقلات الإسرائيلية مقابل الإفراج عن 6جنود كانوا أسرى لدى حركة فتح. 7 في يوم 20/5/ 1983عملية تبادل الاسرى بين منظمة التحرير والعدو الإسرائيلي مقابل الإفراج عن 1150 من الاسرى مقابل 3 اسرى تم احتجازهم من قبل الجبهة الشعبية للقيادة العامة. محامي مروان البرغوثي ل «الشروق»: استثناء موكلي من الصفقة... غير مبرّر تونس الشروق : أكّد السيد إلياس الصبّاغ، محامي المناضل الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي في تصريحات ل «الشروق» من رام الله أن موكّله لا تشمله صفقة تبادل الأسرى التي أعلنت عنها «حماس» والحكومة الاسرائيلية. وأبدى الاستاذ إلياس الصبّاغ في هذا الصدد استغرابه من استثناء مروان البرغوثي وأحمد سعدات من صفقة التبادل هذه مؤكّدا أنه لا يفهم طبيعة ما جرى تحديدا بخصوص هذا الموقف ولا يجد له أي تفسير. وأضاف «لقد تبلغنا من الاسرائيليين فعلا بأن سعدات والبرغوثي غير مشمولين بالصفقة ولكن لا توجد تفسيرات ومعلومات لهذا الأمر». ومع ذلك أكّد الاستاذ إلياس الصبّاغ أنه لا يمكن لأي فلسطيني الا أن يرحّب ويفرح بأي خطوة تفضي الى الافراج عن أسرى فلسطين في السجون الصهيونية لكنه أوضح أن استثناء القياديين الاسيرين مروان البرغوثي وأحمد سعدات من الافراج لن يزيدهما الا اصرارا وثباتا على مواقفهما النضالية وعلى إرادة الصمود حتى تحرّرهما من زنازين الاحتلال. وأكّد أن هذه الارادة هي أقوى من بطش الاحتلال وظلمه وعدوانه ولذلك فإنها ستهزم الكيان الاسرائيلي وستنتصر الحرية في النهاية على الجبروت الصهيوني. أسرى فلسطين: «مأساة» وراء القضبان... و«وجع» يأبى النسيان أدخل المعتقلات الاسرائيلية خلال عقود من الاحتلال مئات الآلاف من الشبان والرجال الفلسطينيين، ولا شك في أن الانتفاضة الأولى التي اندلعت نهاية عام 1987 قد شكلت علامة بارزة في سياسة الاعتقال. تونس (الشروق)» فقد مر على المعتقلات الصهيونية خلالها حوالي 200 ألف معتقل على تفاوت مدد اعتقالهم، وكان الاعتقال الإداري (دون محاكمة) سمة مميزة لتلك الاعتقالات. قبل انتفاضة عام 87 وحتى عام 1991 كان معتقلو «فتح» يشكلون العدد الأكبر من المعتقلين في سجون العدو، لكن الأمر بدأ يتحول إثر دخول «حماس» ومعها الجهاد على خط المقاومة المسلحة، إلى أن تطور الأمر إثر اتفاق أوسلو ودخول فتح في إطار السلطة حيث بات معتقلو «حماس» هم العدد الأكبر. وكان الاتفاق قد نص على الإفراج عن الأسرى بالتدريج لكن الاحتلال لم يلتزم بذلك حيث بقي عدد لا بأس به من معتقلي فتح داخل السجون لكنهم ظلوا أقل عدداً قياساً بمعتقلي «حماس» و«الجهاد» حتى عادت «فتح» إلى المقاومة إثر اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000. أرقام فلكية بعد انتفاضة الأقصى جاءت انتفاضة الأقصى علامة بارزة في سجل النضال الفلسطيني، وفيها ارتفع كثيرا عدد الأسرى الذين لم يتجاوز عددهم قبل بدئها 1500 معتقل، لكن العمليات المستمرة والاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية وبعض مناطق قطاع غزة قد رفع العدد إلى مستوى عالٍ جداً لا سيما بعد عمليتي «السور الواقي» و»الطريق الحازم». وتشير الإحصاءات المتوفرة والتي لا يمكن تأكيد دقتها نظراً الى الاعتقالات اليومية وكذلك الإفراجات إلى أن عدد المعتقلين الآن في سجون العدو يتراوح ما بين ستة وسبعة آلاف أسير يتوزعون على مختلف السجون الصهيونية، ربما كان نصفهم موجودين في المعتقلات الجديدة الثلاثة (عوفر، كتيسعوت أو «أنصار» ومجدو) وفيها أكثر من ثلاثة آلاف معتقل، ويتوزع الباقون على المعتقلات الأخرى. الأسيرات النساء حسب آخر الإحصاءات فإن هناك 40 أسيرة يقبعن في زنازين الاحتلال منهن ثماني أسيرات وضعن في عزل انفرادي. وتعاني السجينات الفلسطينيات في سجن «نفي ترتيسا» من أوضاع اعتقالية سيئة جداً بسبب احتجازهن مع سجينات جنائيات إسرائيليات متهمات بقضايا دعارة ومخدرات مما يعرضهن للمضايقات الشديدة.. .. والأطفال أسرى أما الأطفال فلهم حكاياتهم أيضاً حيث يقبع منهم حتى الآن في سجون العدو ما يقرب من 170 أسيراً، مع العلم أن الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال لمدد صغيرة يعدون بالآلاف. ويتعرض الأطفال لمختلف أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها إخوانهم الكبار في السجون، وهم موجودون في قسم خاص في سجن مجدو، وآخر في سجن تلموند. .. ومن عدة جنسيات بضع عشرات من الأسرى العرب أكثرهم من اللبنانيين والأردنيين إضافة إلى جنسيات أخرى، وهؤلاء موزعون على أكثر من سجن وبعضهم يدخل ضمن إطار الفصائل الفلسطينية أو لهم وضعهم الخاص مثل بعض الأسرى اللبنانيين وخاصة الشيخ عبد الكريم عبيد والشيخ مصطفى الديراني. محللون: «مناورة» إسرائيلية لتقوية «حماس»... على عباس ! تونس (الشروق): قال محللون سياسيون ان صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس قد تشكل فرصة لتقوية حركة المقاومة الاسلامية على حساب المصالحة. ورأى وليد المدلل استاذ التاريخ والسياسة في الجامعة الاسلامية ان الصفقة اسهمت في «تغيير قواعد اللعبة في المنطقة لاسيما ان اسرائيل كانت مرتاحة بالتسوية دون ان تقدم شيئا (...) والان قامت بدفع الثمن مضطرة». واضاف ان الصفقة تنطوي على «تأكيد بأن المقاومة كفيلة باغلاق العديد من الملفات على اعتبار ان اسرائيل لم تستجب اصلا لجهود التسوية والمفاوضات». من جهته، قال مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر ان صفقة تبادل الاسرى «مصلحة مزدوجة لاسرائيل وحماس». واوضح ان «اسرائيل تريد ان تضعف الرئيس محمود عباس وتهمشه ولا سيما بعد الخطاب التاريخي الذي القاه في الجمعية العامة للامم المتحدة» بينما «تشعر حماس ان شعبيتها تدهورت كثيرا في الفتره الاخيره وشعبية فتح والرئيس عباس اصبحت افضل بكثير من حماس». وتابع ان «اسرائيل تحاول لحسابات داخلية خلط الاوراق وتقوية طرف على حساب طرف»، لكنه لا يتوقع ان «تؤثر (الصفقة) على خطوة الرئيس عباس من الناحية القانونية والدبلوماسية» طلب الاعتراف بعضوية كاملة للدولة في الاممالمتحدة. صفقة شاليط... بالأرقام 110 أسرى من الضفة الغربية 131 أسيرا من قطاع غزة الى منازلهم 6 من الأسرى من القدس والمناطق ال48 حصة الفصائل من صفقة التبادل 23 أسيرا من حركة فتح 6 أسرى من الجبهة الشعبية 6 أسرى من الجبهة الديمقراطية باقي الأسرى من حركة حماس وأيضاً ستشمل المرحلة الأولى أيضاً 55 مؤبدا سيتم إبعاد 230 أسيرا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة وعدد من الدول من بينهم تركيا أما ال 550 اسما الباقية فلن تتدخل فصائل المقاومة باختيارها وستطلق اسرائيل سراحهم بعد شهرين تقريباً