السيدة بن عروس ليست أديبة ولا قاصة ولكنها عبرت بصدق وهي ترثي فلذة كبدها كريم بن عروس (28 سنة) الذي صدمته سيارة قبل أشهر قرب العاصمة. في ما يلي ما كتبته السيدة بن عروس دون رتوش منا علنا نتعظ جميعا بعاقبة الافراط في السرعة. وداعا يا قرّة عيني وأملي المفقود انقطع نبراس الامل من عينيك، وتلاشت أحلامك كالدخان لتغادر هذا الكون، وعلى محياك ابتسامة سخرية من كل من أساء إليك. انطفأت شموعك في ريعان الشباب وفازت أمانيك على الارض لتلتهمها النيران، نيران أمّ ثكلى لن يهدأ لها بال. فبعد رحيلك أصبحت أبحث عنك في كل مكان، في أرجاء الغرف، في الشوارع، في المقابر، أبحث عنك طويلا دون جدوى علني أعثر عليك ذات يوم أو ربما أعثر عن بقاياك أو أشلاء أمتعتك الممزقة. الدموع لا تكف عن المآقي طوفانا منها يسحق القلوب ويرديها قبلة لفراقك ابني الحبيب ابني الذي استأنست بوجودك وتألمت لألمك وصنعت المستحيل لانقاذك من براثين الهموم والظلم والاحزان، لكن هيهات فقد اختطفتك المنيّة لتجعل منك جثة هامدة ملطخة بالدماء. «سامحني يا والدي»، هذه آخر كلمة لفظتها وآخر كلمة سمعت قولها والدماء ظلت تنزف وتنزف منك الى يومنا هذا. وداعا يا قرة العين، فقد افتقدتك واشتقت إليك كثيرا وأسأل الله أن يرحمك ويغفر لك ويسكنك روضة من رياض جنانه.