يقع هذا الماجل أو فسقية المردين (كما يسميها بعض سكان مدينة سوسة) على الطريق رقم17 الرابطة بين جوهرة الساحل ومدينة المردّين على بعد قرابة 5 كيلومترات إلى الجنوب الغربي انطلاقا من سوسة في أرض منخفضة داخل غابة زيتون. تشرف عليها من الجهة الجنوبية الشرقية هضبة يبلغ ارتفاعها أكثر من 60 متر وتكوّن الجهة المقابلة مجرى مصب المياه. وعلى غرار فسقية الأغالبة بالقيروان تتألف هذه المنشأة المائية من حوض لتصفية المياه وحوض آخر للخزن وصهريج حيث أن الحوضين مكشوفات في حين يمثل الصهريج غرفة مغطاة. شيّد حوض تصفية المياه حسب تخطيط دائري الدائرة الداخلية بقطر يبلغ 5 أمتار والخارجية 6.30 مترا (سمك الجدار 0.65 مترا). كما تدعّم 6 أكتاف سميكة الجدار من الخارج وهي تتكوّن على غرار فسقية القيروان من إنصاف اسطوانية تنتهي في الأعلى بشكل نصف كروي ويبلغ شعاع الدائرة المركزية لهذه الاسطوانات قرابة المتر الواحد. 83000 متر معكّب يشتمل الحوض الصغير من الداخل على 4 أكتاف متساوية من حيث الشكل والحجم. أما عمقه فهو 7 أمتار تحت مستوى الأرضية الحالية وهو مغمور ببقايا تراكمات تسد الفجوة وتقدّر سعته ب500 متر مكعب. وتمرّ المياه من الحوض الصغير إلى الحوض الكبير من خلال قناة اتصال يبلغ عرضها 1.40 مترا. وبالنسبة إلى الحوض الكبير يوجد جدار متعدد الأضلاع يضم 14 ضلعا ويبلغ شعاع دائرته من الداخل 18 مترا ومن الخارج 19.30 مترا كما أنّ كلّ الزوايا التي تكونها هذه الأضلاع مدعمة بأكتاف داخلية وأخرى خارجية متقابلة فيما بينها. ويمكن أن تصل سعة هذا الحوض الكبير في موسم الأمطار إلى 2300 متر مكعّب. أمّا صهريج الضخّ فهو بمثابة قاعة مستطيلة الشكل مسقوفة بقبو برميلي تتخلله من الأعلى فتحات لغرف المياه وبإمكانه أن تبلغ سعته أكثر من 150 مترا مكعبا. ويذكر المؤرخون أن هذه المنشأة المائية الأغلبية كانت إلى جانب «السفرة» تزوّد سكّان سوسة بالماء وهي متكونة من 3 وحدات بإمكانها عند امتلائها توفير مخزون يصل إلى 3 الاف متر مكعّب من الماء.