حذّر قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي أمس من انتشار الفكر اليهودي المتطرّف الذي «يبيح إبادة العرب» محذّرا من أن ذلك سيؤدي إلى حرب كارثية في المنطقة وذلك ردّا على الفتاوى التي أطلقها الحاخام المتطرّف يتسحاق شابيرا وتدعو إلى «قتل العرب وإن كانوا من الرضّع». وذكرت صحيفة «معاريف» العبريّة على موقعها الالكتروني أمس أن كتابا صدر مؤخرا للحاخام شابيرا وهو مدير مدرسة «مازال يوسف حيا» الدينية اليهودية، قد أعطى تصريحا «بقتل من يسميهم «الأغيار» (كلّ من هو غير يهودي) إذا كان يمثل خطرا على إسرائيل حتّى لو كان طفلا أو رضيعا». فتوى عنصرية وأوضحت الصحيفة أن الكتاب الذي صدر تحت اسم «توراة الملك» وشارك في تأليفه حاخام آخر يُدعى يوسي إليتسور أجاب عبر صفحاته ال230 عن سؤال «متى يسمح بقتل غير اليهودي؟». وأضافت أنه جاء في الإجابة أن «أولئك الذين يطالبون بأن تكون الأرض لهم وأولئك الذين يضعفون حقّنا في ملكية الأرض مصيرهم الموت» في إشارة واضحة إلى الفلسطينيين والعرب. وزعم الكتاب أنه «يسمح بقتل غير اليهودي في حال شكّل خطرا على إسرائيل، مهما كان هذا الخطر وليس مهمّا أين يوجد هذا الشخص» وكذلك حتّى إن لم تكن هناك أيّة إدانة عليه، أي أنّه بمجرد أن يكون ساعد أو كان له ضلع في التسبب في الخطر علي إسرائيل يُسمح بقتله». وأضاف أنّه «يُسمح أيضا بقتل غير اليهودي الذي يحمل الجنسية «الإسرائيلية» تحت مبرّر أنه على علاقة بأي جماعة أفراد يشكلون خطرا على إسرائيل وبمجرد تقديم أي نوع من أنواع المساعدة يُسمح بقتلهم». وحسب الفتوى العنصرية «يسمح كذلك بقتل الأطفال وحتى الرضع في حال شاركوا في تعريض اليهود للخطر أو كانوا يعيشون في بيت يمكن أن يسبب الأذى لليهود بعد أن يكبروا فيمكن قتلهم وهم رضّع». ظاهرة إرهابية وأوضح التميمي أن المتطرفين اليهود وحاخاماتهم يمثلون ظاهرة إرهابية متكاملة الأركان، بدءا من ركن الفكر اليهودي العنصري المتطرف «الداعي إلى تشريد وقتل العرب، وصولا إلى تنفيذ العمليات المسلحة، الهادف إلى التطهير العرقي للأرض الفلسطينية وطرد سكانها العرب المسلمين والمسيحيين». وأشار إلى أن التطرف اليهودي يتمتع بحريته ويترك طليقا إلى أن يضرب ضربته الإرهابية، مستذكرا ما حصل في الحرم الأبراهيمي الشريف والمسجد الأقصى المبارك وغيرها من المناطق. وقال «إن حاخامات اليهود المتطرفين يتمتعون بنفوذ واسع داخل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، ويتنافس صناع القرار في حكومة الاحتلال على استرضائهم والتقرب منهم»، مما يدلل على أن هذه الفتاوى تصدر بتصريحات قادة الاحتلال. ودعا التميمي وهو رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اللجنة «الرباعية» والمجتمع الدولي وجميع المنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن إلى استنكار هذه الفتاوى والضغط على حكومة الاحتلال لعدم الانجرار وراء الفكر اليهودي المتطرف الذي يدعو إلى العنف وسفك الدماء والتنكر لدعوات السلام ممّا يهدد المنطقة بحرب كارثية وذلك حفاظا على الأمن والسلام الدوليين. من جانبه بعث النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة برسالة إلى المستشار القضائي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي مناحيم مزوز طالبه فيها بالتحقيق مع مؤلّفي الكتاب اللّذين يدعوان إلى قتل غير اليهود. وطالب النائب زحالقة بمنع نشر وتوزيع الكتاب الذي يروّج هذه الأيام في المستوطنات وعلى شبكة الأنترنت وتقديم المؤلفين إلى المحاكمة. وأضاف زحالقة أن ما يقوله الكتاب هو بالضبط ما تفعله إسرائيل بشكل رسمي، والفرق هو أن إسرائيل تحاول أن تبرّر جرائمها، أما الكتاب فهو يقول إنه لا حاجة إلى التبريرات وإن قتل العرب مطلوب ومرغوب فيه. وأكد زحالقة ضرورة بدء حملة على كل المستويات لفضح العنصرية الإسرائيلية الشعبية والرسمية فهي أخطر وأسوأ من نظام الفصل العنصري.