افتتحت السيدة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين، صباح أمس بمقر المركز الافريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين فعاليات الدورة التدريبية حول موضوع «فنون الكتابة للاذاعة والتلفزيون». والتي تحتضنها بلادنا خلال الفترة الممتدة من 10 الى 13 نوفمبر الجاري وتنظمها منظمة المرأة العربية التي تترأسها السيدة ليلى بن علي، بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وذلك في نطاق تنفيذ الاستراتيجية الاعلامية للمرأة العربية. وفي كلمتها أكدت السيدة سارة كانون الجراية، الحرص الكبير للسيدة ليلى بن علي على دعم برامج عمل منظمة المرأة العربية في شتى المجالات، وعنايتها الخاصة بالأنشطة التي تهدف الى الارتقاء بصورة المرأة في الاعلام، وأشارت في هذا السياق الى المبادرة التي قامت بها حرم رئيس الدولة منذ القمة الاستثنائية للمرأة العربية عبر اقتراح تخصيص جائزة لأفضل انتاج اعلامي حول المرأة العربية، مؤكدة أن هذه البادرة دليل على الحرص الكبير للسيدة ليلى بن علي على تشجيع الاعلاميين والاعلاميات وتعزيز قدراتهم في التعامل الايجابي مع قضايا المرأة العربية. اشكاليات الكتابة للاذاعة والتلفزيون كما شددت وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين على ان الكتابة للاذاعة والتلفزيون، تقنية ومهارة يجب اتقانها لكنها لا تزال أسيرة الأنماط التقليدية وأضافت أن هذه الكتابة «تتصف بصيغ تعليمية تلقينية، قد تبعد عما نطمح اليه من ابداع في الشكل والمضمون». هذه الاشكاليات المطروحة لخصتها السيدة سارة كانون الجراية في سؤالين فكان السؤال الأول كالآتي : «أية ملامح لصورة المرأة العربية ومكانتها في الاعلام السمعي البصري في ظل خصوصيات فنون الكتابة للاذاعة والتلفزيون؟» وأما السؤال الثاني، فجاء على النحو التالي : «هل أن الانتاج الاذاعي والتلفزيوني العربي تمكن من التحرر من رواسب النظرة السطحية لدور المرأة ليسهم في تطوير الخطاب الاعلامي باتجاه تقديم صورة، ايجابية واكثر اتصالا بالواقع عن المرأة العربية؟». ما يجب ان يكون وكما عرضت الاشكاليات الكائنة قدمت وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين، الحلول اللازمة أو ما يجب أن يكون فقالت ان المنشود هو نقل صورة موضوعية للمرأة في مختلف وسائط الاعلام تتطابق مع حقيقة وأهمية دورها في الأسرة والمجتمع وتعبر عن مشاغلها الحقيقية وعن حيويتها وطاقاتها وابداعاتها وانتظاراتها وهذا هو الأهم على حد تعبير الوزيرة. وشددت في سياق حديثها على ان المطلوب هو أن تتصف الرسالة الاعلامية حول المرأة بالمصداقية، وأن لا يظهر الخطاب الاعلامي حولها منفصلا عن الواقع او متعاليا عليه. الاستراتيجية الاعلامية للمرأة العربية وعن الاستراتيجية الاعلامية للمرأة العربية قالت السيدة سارة كانون الجراية : «هي استراتيجية تهدف بالأساس الى الاسهام في دعم الجوانب الايجابية التي تتمتع بها المؤسسات الاعلامية العربية وتعزيز قدراتها على استثمار الفرص المتاحة أمامها في الدفع بمسيرة التنمية والتحديث لمجتمعاتنا المحفزة الى مزيد من التقدم». وفي ذات السياق تحدثت الدكتورة «ودودة بدران» المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، فأكدت أن الاستراتيجية الاعلامية للمرأة العربية التي وضعت العام الماضي برعاية رئيسة منظمة المرأة العربية في دورتها الثالثة، ستعرف تفعيلها بتونس خلال هذه الدورة التدريبية مشيرة الى أن تونس كانت منطلق مبادرة مهمة في مجال المرأة والاعلام تبنتها المنظمة منذ سنوات. حلقة أولى الدكتورة ودودة بدران أكدت من جهة اخرى، ان الدورة التدريبية الحالية بتونس، تعتبر حلقة اولى في سلسلة من الدورات المخطط تنفيذها في اطار برنامج الاحتراف الاعلامي في مواضيع متنوعة تشمل القيم المهنية والأخلاقية للعمل الاعلامي وفنون الكتابة الصحفية وتقنيات كتابة الخبر ومضمونه، وكذلك الاعلام الجديد وانتاج الوسائط المتعددة، ومهارات البحث الاعلامي، بالاضافة الى فنون تصميم «الغرافيك» وبناء مواقع الانترنيت والتصوير التلفزيوني ومونتاج الفيديو، والحملات الاعلامية. الاعلام والمرأة الدكتور عبد المنعم عثمان، مدير مكتب اليونسكو الاقليمي ببيروت كان حاضرا في افتتاح أعمال الدورة التدريبية حول «فنون الكتابة للاذاعة والتلفزيون». وأكد في كلمته ان وسائل الاعلام في الوقت الذي تستطيع فيه ان تكون ادوات هائلة للتغيير، تستطيع كذلك ان تكون أدوات هائلة، على حد تعبيره، للظلم الاجتماعي حين يركز الاعلام على الأدوار الاستهلاكية للمرأة مستخدما الاعلانات والأعمال الدرامية التي يتم توظيفها لاعلاء صوت الانماط الاستهلاكية والفردية والاثراء السريع والتي تؤدي الى استفزاز الجمهور المتلقي. وفي هذا الاطار دعا الدكتور عبد المنعم عثمان الى وجوب مشاركة المرأة واعطائها الفرصة للتعبير عن النفس واتخاذ القرار من خلال وسائل الاعلام وتكنولوجيا الاتصال الحديثة. كما شدد على وجوب مراعاة اعطاء صورة متوازنة وغير نمطية عن المرأة في الاعلام، مبرزا ان وسائل الاعلام والاتصال الحديثة، هي وسائل قوية للمطالبة بالمساواة بين الجنسين وابراز دور المرأة في المجتمع، وذلك ، على حد تعبيره - بعرض النماذج المشرفة للمرأة في كل المجالات. تدريب الاعلاميات وقد تلا الافتتاح الرسمي لهذه الدورة التدريبية يوم أمس ورشات تدريبية أولى أشرف عليها مجموعة من الأساتذة المختصين في مجال الاعلام على غرار الاستاذة صباح المحمودي وهي استاذة مادة الراديو» بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس بالاضافة الى الاستاذة ريم عبيدات والاستاذ جورج عواد. واهتمت ورشات التدريب في اليوم الأول «بمجموعة مواضيع، وهي على التوالي موضوع «التفكير الابداعي من الفكرة وحتى استكمال المنتج الاعلامي»، وموضوع «خصائص الكتابة الاذاعية والتلفزيونية»، تلتها مشاهدة واستماع لبرامج تلفزيونية واذاعية وتحليلها وتقييمها من قبل الاعلاميات العربيات الحاضرات من تونس ومصر ولبنان وسوريا ... بالاضافة الى تمارين في وضع التصور للبحث والكتابة الاذاعية، في اَخر فعاليات اليوم الأول من الدورة التدريبية حول فنون الكتابة للاذاعة والتلفزيون.