قمرت-الصباح انطلقت عشية أمس فعاليات منتدى"المرأة العربية والفضاء الاتصالي المعولم" الذي افتتحت أشغاله السيدة ليلي بن علي حرم رئيس الجمهورية وألقت كلمة بالمناسبة. ولوضع المنتدى في إطاره تجدر الاشارة أنه ينتظم في إطار الاستجابة لمقترح السيدة ليلي بن علي خلال فعاليات المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية المنعقد في أبو ظبي السنة الفارطة كما يأتى المنتدى في سياق الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. نشير أيضا أن الأهداف الأساسية للمنتدى تتمحور حول تشخيص مكانة المرأة العربية في الفضاء الاتصالي المعولم كفاعل ومستفيد وكناقل للقيم ومدرسة للأجيال والعمل على استكشاف سبل تمكين المرأة العربية من التفاعل الإيجابي مع مقتضيات الفضاء المعرفي والتكنولوجي.إلى جانب التفكير في إيجاد صيغ ومضامين اتصالية وثقافية تساهم في نشر قيم المساواة وثقافة حقوق المرأة. في السياق ذاته أشارت السيدة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين أن المنتدى فرصة لتعميق النظر في ما يطرحه الفضاء الاتصالي المعولم اليوم من رهانات وتحديات أمام المرأة العربية تتطلب النظر في الفرص التي تتيحها التكنولوجيات الحديثة أمام المرأة للمشاركة في مسار التنمية وفي النهوض بأوضاعها من جهة والعمل على تجاوز ما يمكن أن تشكله وسائل الاتصال والإعلام من خطر من خلال ما تشيعه من أنماط فكرية وسلوكية بعيدة عن التقاليد والقيم العربية تهدد الناشئة والهوية والخصوصيات الثقافية من جهة أخرى. وأكدت السيدة سارة كانون جراية في كلمتها الافتتاحية للمنتدى على ضرورة التعاون العربي المشترك لمواجهة تنامي دور المؤسسات متعددة الجنسيات واحتكارها لإنتاج المحتوى وامتلاك تقنيات البث والترويج الواسع النطاق مع العمل على جعل المرأة العربية متمكنة من ناصية التقنيات الحديثة ومنخرطة بشكل فاعل في مجتمع المعلومات والمعرفة. مشاريع مستقبلية من جهتها بينت الدكتورة ودودة بدران المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية أهمية موضوع تكنولوجيا المعلومات والاتصال في النهوض بواقع المرأة العربية ودراسة واقعها وتطويره وأشارت أن المنظمة تدعم جملة من المشاريع في سياق تطوير التعامل من التكنولوجيات الحديثة وذلك من خلال تبني مشروع المكتبة الالكترونية للمرأة العربية خلال المؤتمر الأول للمنظمة بالاضافة إلى الشروع في انجاز قاعدة بيانات المرأة العربية لإعداد خريطة معلومات الكترونية تعكس واقع المرأة العربية في عدد من المجالات وتساعد في تحديد الأولويات عند التخطيط الاستراتيجي لمواجهة احتياجات المرأة العربية. تعمل منظمة المرأة العربية أيضا على احداث دليل لتجميع البيانات ذات الصلة بالمرأة وتحيينه بصفة دورية لوضعه على ذمة الباحثين والمهتمين بقضايا المرأة العربية. ينتظر كذلك وفقا لما أشارت إليه المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية أن تطلق المنظمة في مؤتمرها الثاني خلال نوفمبر المقبل جملة من المشاريع المتصلة بتكنولوجيات الاتصال على غرار بعث شبكة المرأة العربية ببلاد المهجر والعمل على انشاء مشروع مستقبلي للتعليم عن بعد يقوم على إعداد مجموعة من الوحدات التثقيفية للمرأة في مجالات صحة المرأة والطفلة وتتاح عبر الأنترنات... تكنولوجيات الاتصال وحول نشاط المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات التي أحدثت صلب جامعة الدول العربية خلال جانفي الفارط بينت أمينتها العامة السيدة خديجة الغرياني أن المنظمة الفتية عازمة على المساهمة، بالتنسيق مع البلدان الأعضاء والمنظمات تحت مظلة جامعة الدول العربية، لمزيد النهوض بتكنولوجيات المعلومات والاتصال في المجتمع العربي بكافة مكوناته بما فيها المرأة في مختلف الأوساط الحضرية والريفية. وأكدت السيدة خديجة الغرياني أن التخلف عن امتلاك تكنولوجيات الاتصال وحسن التعامل معها وتوظيفها ،من شأنه التسبب في تعميق الاقصاء والتهميش للعديد من الأفراد والفئات والشعوب نتيجة تطور الفجوة الرقمية في هذا الفضاء الاتصالي إلى فجوة اتصالية... من جهة أخرى نشير أن أشغال المنتدى تواصلت على امتداد عشية أمس وتضمنت جلسات نقاش والقاء محاضرات حول مواضيع اهتمت بتعريف مفاهيم وأبعاد موضوع المرأة والفضاء الاتصالي المعولم وواقع الاستراتيجيات العربية في مجال توظيف تقنيات الاتصال للنهوض بالمرأة العربية إلى جانب البحث في التحديات التي تعيق تطوير تعامل المرأة مع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات...وينتظر أن تتواصل أشغال المنتدى على امتداد اليوم بالتركيز على تناول الفرص المتاحة والرؤى المستقبلية لعلاقات المرأة بالفضاء الاتصال المعولم.