شارع الحبيب بورقيبة لم يكن عاديا مساء أول أمس حيث ارتدى أجمل حلة وتحلى بأبهى زينة ليستقبل ضيوفه من العالم، حيث كان اللقاء على إيقاع الموسيقى والعروض البهلوانية التي توسّطت ذاك الشارع في العاصمة فتدلت الأشجار من حولها وأمطرتها ببعض قطرات النّدى لتعلن عن افتتاح أيام قرطاج المسرحية في دورتها 14. العروض انطلقت منذ الساعة السابعة والنصف مساء ومن أمام قاعة الكوليزي بدأ الفنانون والمسرحيون يتجمعون يشاهدون تلك العروض التي توسّطت شارع الحبيب بورقيبة ابتدعها مجموعة من الشباب استطاعوا أن يشدّوا المارة من حولهم. بخفّة حركاتهم وسرعة تنقلهم من زاوية إلى أخرى.. وبالرّغم من تواضع هذه العروض على مستوى الديكور إلاّ أنها استطاعت أن ترضي بعض العيون التي أسعفها الحظ وحظيت ببعض النظرات من بين تلك الرؤوس التي حاولت جاهدة أن تسرق ولو لحظات من الفرجة.. غير أن السيد محمد وأمثاله كثيرون (أحد المارة) (وأستاذ تعليم) أقفل راجعا إلى منزله ممنّيا نفسه ببعض الدفء داخل بيته متأسفا على حال هذا العرض الذي لم يرتق إلى مستوى هذه التظاهرة الدولية على حدّ تعبيره.. أجواء مختلفة عروض الافتتاح توقفت في الخارج لتتواصل داخل أروقة الكوليزي لكن هناك الأجواء مختلفة حيث كان بعض نجوم المسرح التونسي في استقبال الضيوف صلاح مصدّق وجمال ساسي وسهام مصدّق التي حاولت هي الأخرى أن تخلق أجواء مسرحية داخل ذاك المقهى الذي تحوّل إلى خشبة مسرح وأدّت مع مجموعة من الوجوه الشابة بعض المشاهد المسرحية التي خلقت أجواء أنقذت الموقف بعض الشيء. فرصة للقاء ساقتنا أقدامنا إلى وسط قاعة الكوليزي داخل ذاك الحشد من المسرحيين الذين استغلّوا هذه الفرصة للقاء وتبادل التحية والعناق واللّوم والعتاب وأشياء أخرى.. أعداد كبيرة من نجوم المسرح كانوا سعداء بعرسهم المسرحي على حدّ تعبيرهم متمنين النجاح والتوفيق لهذه الدورة 14 من أيام قرطاج المسرحية. انتظار وعلى إيقاع تلك الموسيقى المنبعثة من آلة القانون جلس الجميع في انتظار عرض الافتتاح ليشقّ ذاك الهدوء بعض الأصوات المنبعثة من ذاك الرّكن تتغنى بهذه المناسبة وبالمسرح التونسي. هكذا إذن كانت أجواء افتتاح أيام قرطاج المسرحية في دورتها ال14 مختلفة المضامين ومتعددة الرؤى لكنها لم تخل من النقائص. نجوى الحيدري