مازال خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة أدائه اليمين الدستورية يوم الخميس 12 نوفمبر وما تضمنه من أبعاد ودلالات يستأثر بكبير الاهتمام من قبل وسائل الاعلام المرئية والمقروءة التي خصصت له حيزا هاما. ومثل تأكيد رئيس الدولة بأن تونس لا تسمح لأحد بالتطاول عليها أو تشويه سمعتها أو التدخل في شؤونها الداخلية العنوان الأبرز في الصحف العربية والأجنبية التي تناولت بالتعليق خطاب الرئيس زين العابدين بن علي الذي تضمن دعوة سيادته لرئاسة الاتحاد الافريقي واتحاد المغرب العربي اتخاذ موقف حازم ضد التدخلات الخارجية في شؤون بلاده. وأوردت هذه الصحف مقتطفات مطولة من خطاب سيادة الرئيس ومن ضمنها تأكيده على مواصلة تونس لمسيرتها بكل ثقة وتفاؤل لانجاز برنامج الخماسية القادمة بما يمكنها من اللحاق بكوكبة الدول المتقدمة فضلا عن تعهد سيادته بمزيد من الدعم للاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان وتطوير قطاع الاعلام وترسيخ حرية الرأي والتعبير. نقلت عدد من الصحف المصرية وبالخصوص «الأهرام» و«الأحرار» تأكيد الرئيس زين العابدين بن علي على أن التعددية في تونس أصبحت واقعا ملموسا بالاضافة إلى تعهد سيادته بدعمها وتطويرها من أجل توسيع دائرة المشاركة السياسية. وأبرزت «الشروق الجديد» المصرية إيمان رئيس الدولة بأن «الوطني الحقيقي هو الذي لا ينتقل بالخلاف مع بلاده إلى الخارج للتشويه والاستقواء بالأجنبي». ومن جهتها اوردت صحف «الجمهورية» و«اليوم السابع» و«المساء» و «الاخبار» المصرية رفض الرئيس زين العابدين بن علي اي تدخلات خارجية في شؤون تونس وقوله ان هذا التدخل يتجاوز المساس بسيادة البلاد لينال كذلك من سيادة المغرب العربي والاتحاد الافريقي اللذين تنتمي اليهما تونس. واهتمت العديد من الصحف اللبنانية بالموضوع ذاته حيث ابرزت «الديار» و «المستقبل» موقف رئيس الدولة الداعم لاختلاف الاَراء باعتباره أمرا بديهيا لاثراء الحياة العامة وتعزيز الوفاق والرافض في الاَن ذاته لخضوع الوطنية للابتزاز والمزايدات والحساسيات الشخصية. وابرزت «الانوار» و «الشرق» اللبنانيتان مراهنة الرئيس زين العابدين بن علي على الأحزاب السياسية وعلى دورها في التأطير وتعميق الوعي بالثوابت الوطنية لتكريس التنوع في الاجتهادات والمقاربات مبرزة حرص سيادته منذ تحول السابع من نوفمبر على رد الاعتبار للنظام الجمهوري وارجاع السيادة الى الشعب وارساء دولة القانون والمؤسسات. وفي السياق ذاته نقلت «الوطن» السورية قول رئيس الدولة ان الشعب هو الحكم واكد موقفه عبر صناديق الاقتراع بطريقة قانونية حازمة وواضحة وشفافة. وفي الصحافة الخليجية اوردت صحيفتا «الخليج» و «البيان» الاماراتيتان و «الجزيرة» السعودية و »الجريدة» الكويتية و «الوسط» البحرينية مقتطفات من الخطاب تتعلق بالحث على التحلي بالوطنية الحق التي تجعل التونسي الأصيل لا يقبل ان تلحق ببلاده اساءة من اي طرف كان. وعلى الصعيد العالمي نقرأ في صحف «القدس العربي» و «الحياة» الصادرتين بلندن وصحيفة «الشعب» الصينية ان الرئيس التونسي يجدد رفض بلاده القاطع لاي تدخل في شأنها الداخلي وبن علي ينتقد الاستقواء بالأجنبي ويطلب التصدي للتدخلات في شؤون تونس. ولقي خطاب رئيس الدولة صدى واسعا على مستوى الصحافة الالكترونية حيث ابرزت «العرب أون لاين» اهمية القرارات التي ضمنها سيادته خطابه والمتصلة بالخصوص بقطاعات التشغيل ومجتمع المعرفة والتجديد التكنولوجي واستحثاث نسق الاستثمار ودفع المبادرة الخاصة اضافة الى تطوير المنظومة الديوانية والجبائية. ونقلت «ميدل ايست اونلاين» تعهد رئيس الدولة بمزيد الارتقاء بنوعية حياة التونسيين بالخصوص من خلال الرفع من معدل الدخل الفردي وتوفير المزيد من فرص العمل. وبثت القناة «ميدي 1 سات» مقتطفات مطولة من خطاب الرئيس زين العابدين بن علي معلنة عن رفض تونس أي تدخل في شؤونها. ومن جهتها أبرزت القنوات التلفزية اللبنانية «ان بي ان» و«المنار» و«نوتي في» و«لا بي سي» و«اي ان بي» أن الرئيس زين العابين بن علي أعلن في خطابه أن التعددية في تونس أصبحت واقعا سياسيا ملموسا وأنه تعهد بدعمهاوتطويرها من أجل توسيع دائرة المشاركة السياسية. وأشارت ذات القنوات إلى أن رئيس الدولة رد في خطابه على منتقدي حقوق الإنسان والحريات في تونس مدينا الاستقواء بالأجنبي الذي اعتبره سلوكا مرفوضا أخلاقيا وسياسيا وقانونيا. وأضافت أن الرئيس بن علي أكد في خطابه أن الوطني الحقيقي هو الذي لا ينتقل بالخلاف من بلاده إلى الخارج للتشويه والاستقواء بالأجنبي. وأعلنت القناة الفرنسية العالمية الخامسة «تي في 5 موند» من جهتها أن الرئيس زين العابدين بن علي أحال ملف التدخل في شؤون تونس إلى اتحاد المغرب العربي والاتحاد الإفريقي للتنديد بانتقاد فرنسا لوضع حقوق الإنسان بها. وفي نفس السياق أشار موقع انترنات «لونوفال اوبسار فاتور» إلى رفض الرئيس زين العابدين بن علي بشدة محاولات التدخل في شؤون تونس الداخلية وإلى أن سيادته يرفض أن يقوم أي كان بتشويه سمعتها من خلال الأكاذيب والادعاءات الزائفة.