تنطوي كل شعبة من الشعب الجامعية المختلفة على عدد من الصعوبات والمشاكل التي يواجهها الطلبة وتؤثر بشكل أو بآخر على تكوينهم الأكاديمي ومردودهم الدراسي وحتى في مستقبلهم المهني بعد التخرج. وطلبة المعهد العالي للموسيقى كغيرهم من طلبة الجامعات والمعاهد العليا التونسية يواجهون عددا من الصعوبات والمشاكل واختار عدد من طلبة هذا المعهد جريدة «الشروق» للحديث عن هذه المشاكل وطرح الصعوبات التي يأملون في وجود حل لها في المستقبل. الصعوبات أو لنقل المشاكل أو العوامل غير المناسبة التي تعيق عملية التحصيل العلمي بالنسبة لطلبة المعهد العالي للموسيقى بتونس كثيرة ومتنوعة هكذا صرح عدد من الطلبة الذين التقتهم «الشروق» ومن بينهم الطالب أمين سنة رابعة موسيقى. أمين أشار إلى أن الطلبة بمعهد الموسيقى ومنذ إلحاق المعهد بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وتخلي وزارة الثقافة والمحافظة على التراث عنه أصبحوا يعانون من بعض الإشكاليات الجديدة منها تغير نظام التعليم بالمعهد واتجاهه نحو النظري أكثر من التطبيقي وهذا الأمر يضر بالطالب باعتبار أنه لا يطمح لأن يكون باحثا بل هدفه الأساسي من التحاقه بهذا المعهد يتمثل في إتقان الموسيقى وكل ما يتصل بها حتى يصبح بعد التخرج موسيقيا وليس باحثا زاده الوحيد المسائل النظرية البعيدة كل البعد عن التطبيق والممارسة. وأضاف أمين أن تركيز النظام الجديد على الجانب النظري خلال السنتين الثالثة والرابعة أقصى نوعا ما الطالب عن الساحة الموسيقية في حين أنه من المفروض أن يقع تخصيص هاتين السنتين للتطبيق والقيام بتربصات ضمن فرق موسيقية معروفة. نقص الآلات أما بلحسن طالب سنة رابعة موسيقى فتحدث عن إشكال آخر يعترض طلبة الموسيقى ويقلل من فرص استفادتهم من الدروس التطبيقية ويتمثل بالأساس في نقص عدد الآلات الموسيقية المتوفرة في المعهد مما انجر عنه حرمان بعض الطلبة من التمرن على الآلات الموسيقية وما نطلبه من الإدارة هو توفير أعداد إضافية من هذه الوسيلة الدراسية ليأخذ كل طالب حقه في التعلم بأيسر الطرق. وتدخل أمين ليضيف قائلا: هناك نقطة لا بد من الإشارة إليها في ما يتعلق بالآلات الموسيقية وبالتحديد القاعات المخصصة للعزف، هذه القاعات ليست مهيأة بالشكل الضروري وللغرض الذي وجدت من أجله مما يجعل ساعات الدراسة المخصصة للعزف أشبه بكابوس بالنسبة لعدد كبير من الطلبة والسبب هو الضجيج الذي تحدثه الآلات وخاصة رجع الصدى الذي يسبب لنا صداعا ويجعلنا غير قادرين على التعلم والاستيعاب وما نتمناه هو أن يقع تهيئة هذه القاعات حتى نستفيد من حصص العزف على الآلات كما ينبغي. نظام إمد وتحدث الطالب حاتم عن الغموض الذي يلف مستقبل الطلبة المنتمين إلى النظام الجامعي الجديد أي نظام إمد وقال إنه وعدد كبير من زملائه لا يعرفون مصيرهم بعد التخرج وأن الأمور ليست واضحة بالشكل المطلوب وأنهم يتمنون أن تنظم الإدارة لقاءات وحلقات نقاش تستمع من خلالها إلى شواغل الطلبة وتخوفاتهم عن مختلف أسئلتهم المتعلقة بهذا النظام الدراسي الجامعي الجديد. الطالبة سوسن هي الأخرى أبدت تخوفها من عدم وضوح الرؤية بالنسبة لخريجي نظام إمد وقالت إنها وغيرها من الزملاء لم يفهموا بعد مرحلة ما بعد التخرج وهم في حاجة إلى من ينير دربهم بالمعلومات الكافية حول مستقبلهم المهني لاحقا. بطالة وأشار الطالب حاتم أيضا إلى انسداد الأفق أمام خريجي معهد الموسيقى وحالة البطالة التي تحاصرهم جراء عدم اهتمام وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بمسألة انتدابهم وتعيينهم بمختلف مصالح الموسيقى مما جعل عملهم رهينة النجاح في مناظرة الكاباس الذي يخول لهم الالتحاق بسلك التعليم. وتدخل هيثم ليقول إن البطالة أصبحت هاجسا كبيرا أمام طلبة المعهد خاصة ونحن نرى أن عددا كبيرا من الدخلاء على الموسيقى والهواة يعملون وينتمون إلى أعرق الفرق الموسيقية وخريجي المعهد تحاصرهم البطالة وأضاف أظن أن خريجي المعهد العالي للموسيقى في حاجة إلى اهتمام أكثر من طرف وزارة الثقافة وأن يقع مساعدتهم من طرفها على إيجاد عمل بعد التخرج وإشراكهم في التظاهرات الموسيقية الوطنية وخاصة مهرجان الموسيقى التونسية.