خرج أحباء النجم أول أمس من الملعب غاضبين بعد أن فرّط فريقهم في انتصار لاح في متناوله واكتفائه في نهاية المقابلة بالتعادل وهم الذين كانوا ينتظرون استفاقته انطلاقا من الجولة العاشرة وظهوره بوجه جديد يؤهله لتقليص الفارق الذي يفصله عن صاحب الطليعة وبالتالي مطاردة المركز الثاني في الترتيب العام خاصة بعد التغييرات الحاصلة على مستوى الإطارين الفني والتسييري. لاح جليا أنه لم يتغيّر شيء وبقيت دار لقمان على حالها وأبت فصول العثرات والخيبات إلا أن تتواصل رغم المساعي الرامية إلى إيقاف النزيف. في الطرف المقابل وبالرغم من أسبقية منافسه بثنائية في أعقاب الشوط الأول فإن النادي الإفريقي كان وفيا لطبيعة ردة فعله كلما لعب في سوسة لينجح للمرة الخامسة على التوالي في انتزاع التعادل وعدم انقياده للهزيمة وذلك بفضل الوجه الذي ظهر به في الشوط الثاني من خلال فرض ضغط متواصل وتأخر النجم أكثر للدفاع وقبوله للعب وهو ما مكّن زملاء محمد الباشطبجي من السيطرة على الشوط الثاني أداء ونتيجة في مباراة كان مستواها الفني متوسطا لا غير. التعادل لا يخدم الفريقين بالرغم من أنه أسعد فريق باب الجديد الذي كان بإمكانه تحويل الهزيمة إلى فوز لو منحه الحكم ضربة جزاء في أواخر اللقاء. دقائق ساخنة دق16: ركنية نفذت ما بين محمد علي نفخة وجيلسون الذي وزّع باتجاه شاكر الزواغي وكريم العواضي يرتكب الخطأ في المنطقة المحرمة ليعلن الحكم عن ضربة جزاء نفذها الجمل بنجاح (10). دق37: الحارس المثلوثي يتألق ويحوّل كرة الذوادي المباغتة إلى الركنية. دق38: توزيعة الذوادي في محور دفاع النجم انتهت عند العكروت الذي صوب فوق المرمى رغم موقعه المناسب للتسجيل. دق41: هجوم معاكس قاده جيلسون بلمسة واحدة وضع زميلة إيريك وجها لوجه قبل أن يرفع به الكرة ويمضي الهدف الثاني (20). دق51: يوسف المويهبي ينفذ مخالفة مباشرة والحارس البديل محمد بودربالة بارتماءة رشيقة يحول الكرة إلى الركنية. دق65: تسرب على الجهة اليمنى ليوسف المويهبي وتصويبته الساحقة حولها الحارس بودربالة إلى الركنية. دق70: وسام يحيى يذلل الفارق إثر توغل في مناطق النجم وتصويبته الأرضية تباغت الحارس محمد بودربالة (21). دق76: مخالفة نفذها المويهبي والباشطبجي بتسديدة رأسية يعدّل النتيجة (22). دق 82: عصام الجبالي يوجه تسديدة قوية حولها النفزي إلى الركنية. دق87: تدخل المدافع المبروك على المهاجم أوتوروغو دفع بلاعبي النادي الإفريقي إلى مطالبة الحكم بضربة جزاء بدت للجميع واضحة إلا لصاحب الصافرة الذي غض الطرف وأنذر أوتوروغو. في قفص الاتهام على ضوء النتيجة الحاصلة يمكن القول إن جماهير النجم مازالت في انتظار الانطلاقة الحقيقية لفريقها خاصة بعد العثرات غير «المستساغة» ضد كل من النادي الصفاقسي ومستقبل المرسى والنادي الإفريقي ليؤكد اللقاء الأخير حقيقة لا لبس فيها وهي أن مجموعة المدرب خالد بن ساسي تبقى في حاجة ماسة إلى انتدابات إضافية حتى تستعيد توازنها المعهود من ذلك أن الجماهير لم تتردد أول أمس في توجيه الاتهام بالتقصير لأكثر من لاعب ما انفك يعتمد الحسابات في أدائه مما جعلهم يثورون عليهم في أعقاب المباراة وينادون بإبعادهم. حقيقة أخرى عندما نحاول أن نخرج بانطباع حول قمة هذه الجولة فإننا ننهي الموضوع والتعليق بما بدأناه في التقديم لنؤكد على ظهور حقيقة أخرى مفادها أن جمهور النجم ضاق ذرعا بعدم شعور لاعبي فريقه بالمسؤولية وعدم تحليهم بالروح الانتصارية ومراعاة مشاعر الأحباء الذين لم يجدوا تفسيرا مقنعا لضياع فوز على النادي الإفريقي في سوسة انتظروه للموسم الخامس على التوالي. أما في الطرف المقابل فلما تمسك النادي الإفريقي وأصر على الخروج بنتيجة التعادل أو بالأحرى تفادي هزيمته الأولى نجح في ذلك بفضل استغلال مدربه لوشانتر للتغيرات الخاطئة في صفوف منافسه. مردود الحكم تحكيم عوّاز الطرابلسي ومساعديه فريد بن نصر وأنيس دحام في هذه المقابلة شكل لوحده حلقة جديدة من سلسلة الرداءة التحكيمية في البطولة وأ ثر أداء هذا الثالوث على النتيجة النهائية للمباراة. ولعل أكثر النقاط سلبية منطق الحسابات الذي اعتمده الحكم المذكور عندما حرم النجم من ضربة جزاء ثانية وإقصاء الحارس عادل النفزي معلنا عن تسلل غير موجود للاعب إيريك وهي ضربة جزاء كان من شأنها أن تجعل النتيجة (31) لصالح النجم.. في المقابل حرم النادي الإفريقي من ضربة جزاء واضحة إثر عرقلة أوتوروغو لينتهي اللقاء على نتيجة (22) عموما التحكيم ساهم في تشنج الأعصاب وفرض تذمر الفريقين. نجما اللقاء اللاعب الغاني إيريك كاري كاري وفي أول ظهور له كان مردوده متميزا من حيث الثقة في النفس والتغطية المستمرة فكان متواجدا باستمرار في الهجوم والدفاع بفضل حسن تمركزه ولياقته البدنية الممتازة وقد شكل تغييره أحد أسباب ضياع الفوز على النجم من جانب الإفريقي تألق البديل وسام يحيى رغم الدخول المتأخر فقد ساهم هذا اللاعب في رجوع فريقه من بعيد على مستوى النتيجة. رصاصة الرحمة بتعادله أول أمس أمام الإفريقي يمكن القول إن النجم وجه لنفسه «رصاصة الرحمة» بالنسبة ل«نسر» هذا الموسم.. لكن على الذين يرتدون أقمصته أن يقتنعوا مرة أخرى بأنهم سبب البلية وأنه لن يعيد لجماهير الفريق «كرامتها الكروية» إلا الشعور بالمسؤولية في وقت استحق فيه الإفريقي نقطة التعادل ولم يسرقها. فرحة عارمة التعادل الذي خرج به الإفريقي من الملعب الأولمبي بسوسة قد يكون فاجأ لاعبيه وإطاره الفني وجماهيره الحاضرة وهو ما أكدته الفرحة العارمة لهذه الأطراف عند الصافرة النهائية حيث تبادل الجميع التهاني والقبل قبل أن يصب الجميع جام غضبه على الحكم عواز الطرابلسي واتهامه بالتأثير على النتيجة النهائية. لقطة اللقاء(1) ما بين الشوطين حرص لاعب النادي الإفريقي وسام يحيى على اللحاق بسيارة الإسعاف قبل مغادرتها الملعب الأولمبي بسوسة في اتجاه إحدى المصحات وقد أصر على الاطمئنان على صحة الحارس أيمن المثلوثي وقد قابله متمنيا له الشفاء العاجل. لقطة اللقاء(2) بعد احتجاب تواصل على امتداد موسم ونصف سجّل رئيس فرع كرة القدم السابق للنجم الدكتور جلال كريفة حضوره بالمنصة الشرفية للملعب الأولمبي بسوسة وهو ظهور لفت انتباه بعض الأنصار الذين هتفوا باسمه. لقطة اللقاء(3) لأول مرة منذ انطلاق الموسم سجلنا غياب تحامل فئة معينة دأبت على سب وشتم رئيس الجمعية معز إدريس عند فوز وتعادل الفريق وهو تطور ملفت يعني الكثير له ما يبرره. سهيل بن راضية (لاعب النجم): عواز الطرابلسي «كان قاصدني» يمكن القول أننا فرطنا في انتصار كان في متناولنا بسبب تراجعنا في الشوط الثاني وخاصة جراء الاخطاء التحكيمية التي ارتكبها عواز الطرابلسي في حق النجم الساحلي الذي لم يكتف بالتسامح مع التدخلات العنيفة لعناصر الافريقي فإنه كان حريصا على إنذاري في كل احتكاك وهو ما كلّفني الورقة الحمراء التي لا أستحقها... هذا الاقصاء كان في إطار سعي صاحب الصافرة لمجاملة الفريق المنافس وإعادته في النتيجة وهو ما حصل في نهاية الأمر... كل ما أتمناه هو أن يغفر لي الجمهور هذا الاقصاء الذي يبقى الاول في مسيرتي مع التأكيد أن الحكم كان «قاصدني». زهير الذوادي (لاعب الافريقي): أضعنا نقطتين... دخولنا في المباراة لم يكن موفقا وهو ما كلّفنا قبول هدفين في الشوط الاول... في فترة الاستراحة اتفقنا مع الاطار الفني على لعب الهجوم المطلق من أجل التدارك أو قبول هدف ثالث لكن التغييرات الحاصلة في صفوف فريقنا أتت أكلها وأمكن التعديل حتى لا أقول أنه كان بإمكاننا الخروج بالفوز لولا تغاضي الحكم عن ضربة جزاء شرعية لفائدتنا... عموما يمكن القول أن الافريقي أضاع نقطتين ثمينتين باعتبار أننا قدمنا المطلوب. خالد بن ساسي (مدرب النجم الساحلي): نأسف لجمهورنا الوفي كان يجب علينا الحصول على 3 نقاط، لكننا فرطنا في ذلك بسبب أخطاء مجانية وهدايا سخيفة... قدمنا شوطا أول متكاملا من حيث الأداء والنتيجة قبل أن ينقلب وضعنا رأسا على عقب في الشوط الثاني بسبب التغييرات الاضطرارية التي قمنا بها بعد إصابة أيمن المثلوثي وإقصاء سهيل بن راضية... كما زاد التعويض الاضطراري لمهاجمنا إيريك الطين بلّة... في المقابل قام عصام الجبالي بخطإ فادح «قلب علينا الطّرح» وهو يتحمّل مسؤولية التعادل. لقد كان بإمكاننا تحقيق الفوز لاهدائه لجماهيرنا الوفية إلا أن الامور سارت عكس مشيئتنا وهو ما يتطلب منا مواصلة العمل لاصلاح ما يجب إصلاحه حتى نوقف نزيف النقاط والعثرات ومرة أخرى أعتذر نيابة على اللاعبين لجمهورنا. بيار لوشانتر (مدرب النادي الافريقي): الحكم حرمنا من الانتصار... كان بإمكاننا تحقيق الانتصار إلا أن حكم المباراة حرمنا من ذلك فهو لم يكتف بمنح النجم الساحلي ضربة جزاء غير واضحة فإنه رفض الاعلان عن أخرى أكثر وضوحا لصالح النادي الافريقي ليكون بذلك قد أثر على النتيجة النهائية للمباراة. لقد سيطرنا على الشوط الثاني وكنا أفضل من منافسنا ربما قلة التركيز والتسرع وراء إخفاقنا في إحراز أكثر من هدفين. إني راض عن مردود أبنائي وخاصة على ردة فعلهم لكني مرة أخرى أؤكد أني لست راضيا عن النتيجة ولو أن التعادل في سوسة وأمام منافس في قيمة النجم الساحلي يبقى إنجازا لا يستهان به. عقوبة بألفي دينار للافريقي والنجم بعد المباراة حرص الحكم عواز الطرابلسي على تدوين كل ما حدث أثناء وعقب لقاء أول أمس من تجاوزات حتى وإن لم تكن خطيرة في مجملها وتمثلت في رشق أرضية الملعب بالشماريخ من جانب جماهير النادي الافريقي عقب تسجيل هدفي وسام يحيى ومحمد الباشطبجي وبعض المقذوفات من جانب جمهور النجم بعد ضياع الفوز على فريقهم... وتبعا لذلك فإن عقوبة مالية بقيمة ألفي دينار في انتظار الفريقين.
