بعد مسرحية «حرارة الروح» التي عرضها في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ومهرجان عمان ومسرحية «فلاش باك» يقدّم حسام الساحلي مسرحيته الجديدة في عرضها الأول في المسرح البلدي يوم 8 ديسمبر الجاري مع الثنائي عاطف بن حسين وجمال المداني. عن عمله الجديد ورؤيته للمسرح التونسي الآن التقته «الشروق» في هذا الحوار: «غلطة مطبعية» فيها أسلوب جديد في الدعاية والتسويق ماهي خصوصيات المشروع؟ فعلا هي مشروع جديد ليس في مستوى الخلق الفني فقط بل في مستوى ظروف الانتاج أيضا فقد اعتدنا تقديم أعمال مدعومة من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ثم نقدّمها في سلسلة عروض مدعومة ايضا من الوزارة لا تتجاوز العشرة عروض يعني نعمل طيلة عامين انتاجا وتوزيعا من اجل عشرة عروض فقط وجمهور محدود جدا! سعينا في هذه المسرحية الى البحث عن تمويلات من خارج الوزارة فلم نقدّم المسرحية الى الدعم وعوّلنا على التعاون مع شركتين للانتاج والدعاية والتسويق وأعتقد اننا نجحنا الى حد الآن في برمجة مجموعة من العروض في تونس العاصمة وسوسة وصفاقس والمنستير ومرسيليا قبل ان نعرض العمل والايجابي انني أتلقى اتصالات شبه يومية من اصدقاء وحتى من مواطنين عاديين يسألون عن التذاكر ومواعيد العرض وأعتقد ان هذا شيء يسعد اي مسرحي لأنه يعني ان الجمهور لم يمت كما يقال بل لابدّ من البحث عن الجمهور والوصول إليه. هل يعني هذا ان لك رؤية محددة للدعم؟ نعم، الوزارة مشكورة لم تبخل على المسرح التونسي بالدعم لكن علينا كمسرحيين ان نساندها بالبحث عن مبادرات جديدة في التسويق والانتاج وأن لا نكتفي بدعم الوزارة فقط لأن الدعم يشجّع البعض على التواكل والدليل ان المسالك الحالية لتوزيع المسرح التونسي محدودة جدا وهي مقتصرة بنسبة كبيرة على ما توفّره الوزارة من عروض مدعومة وأعتقد ان هذا شيء غير طبيعي. وفي هذا الاطار أرى شخصيا ان وجود لجنة للتوجيه المسرحي شيء إيجابي وضروري وكذلك قراءة النصوص لأنه في غياب آليات من هذا الصنف سيتحوّل المسرح الى فوضى وتغيب عنه الحدود الدنيا من الشرط الجمالي والفني والابداعي فيصبح بإمكان اي كان ان يصعد على الركح ويقول ما بدا له وهذا طبعا شيء غير مقبول. كيف ترى واقع المسرح التونسي اليوم؟ المسرح التونسي ليس مختلفا عن المسرح العربي والعالمي، المسرح الآن يبحث عن نفسه يحاول الهروب الى أشكال جديدة من الفرجة باستعمال تقنيات رقمية وتقنيات الفيديو والسينما والرقص وغير ذلك من الأشكال والرؤى الفنية وكل ذلك من اجل ان يحافظ على وجوده في مشهد بصري متحول. أعتقد ان المسرح التونسي يمرّ بفترة تحوّلات كبرى لا نعرف ماذا سيترتب عنها بالضبط. أعتقد أننا في تونس الآن نعيش هوة كبيرة بين الكم الهائل في مستوى الانتاج والعدد المحدود من العروض الجيدة فقياسا بكم الانتاج لا يوجد عدد مقنع من الاعمال المتميزة وهذا شيء خطير لابدّ ان نقف عنده. حضورك في التلفزة لماذا بقي محدودا؟ هو اختيار مني، قمت في السابق بتجربة فاشلة في التلفزة قررت بعدها الابتعاد عن هذا الجهاز الخطير جدا الى ان جاءت فرصة مسلسل «مكتوب» اذ دعاني الصديقان عاطف بن حسين وعبد الوهاب الجملي للمشاركة في هذا العمل فأحببت التجربة مع سامي الفهري التي كانت فعلا تجربة متميّزة لأننا كممثلين كنا شركاء مع المخرج وليس مجرد ممثلين نؤدي أدوارنا كيفما اتفق، لذلك نجحت السلسلة ربما لأن كل من عمل فيها آمن بها واجتهد من أجل النجاح فعلا تجربة «مكتوب» كانت رائعة وأنا سعيد بها. وبقية المخرجين كيف تتعامل معهم؟ احترم كل المخرجين وأقدر عملهم واختياراتهم لكن بالنسبة لي أرفض الوقوف في طوابير «الكاستينغ» مع الوجوه الجديدة ومن يبحث عن فرصته والفتيات الجميلات، أعتقد ان المخرج حين يقرأ المسلسل يرى الشخصيات دون ان يكون في حاجة الى ان يقف الممثل في طابور طويل ليراه أمامه. سامي الفهري مثلا هو الذي يختار الممثلين دون ان يكون في حاجة الى «كاستينغ» وبالتالي أرى ان «الكاستينغ» بالنسبة للممثل المحترف عملية فيها شيء من اللامنطق ربما لذلك أرفض المشاركة فيها وهذا اختيار يعنيني. متى نشاهدك على الركح؟ هناك مشروع جديد في العام القادم مع عاطف بن حسين سيكون المخرج وأنا الممثل.