دور صبي الحلاق في سلسلة «افهمني» التلفزية قبل عشرين عاما كانت سرّ شهرة فرحات الجديد الذي دخل للتلفزة من الباب الواسع مع المرحوم حمادي الجزيري والمرحوم نور الدين القصباوي والمرحوم الهادي السملالي... لتتتالى اعماله في المسرح والتلفزة وكانت آخرها مسرحية: «الشجرة الطيبة» التي عرضها مؤخرا في مدينة الكاف. من هذه المسرحية انطلق حوارنا. * ماهي الرسالة التي تقدمها مسرحيتك الجديدة؟ مسرحية «الشجرة الطيبة» هي رسالة حب للطبيعة اذ تحث الاطفال على العناية بالطبيعة والشجرة لحماية التوازن البيئي وهي من تأليف الشاعر عبد الحميد خريف ومن انتاج المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بدعم من وزارة الثقافة والشباب والترفيه. * هذا لقاء آخر مع خريف؟ في الحققة علاقتي قديمة جدا بعبد الحميد خريف تعود الى سنة 1978 عندما دعاني للمشاركة في مسرحية محاكمة في نيسابور لعبد الوهاب البياتي وكانت هذه المسرحية هي الباب الذي دخلت منه الى عالم الفن الرابع. * قدّمت اعمالا كثيرة للاطفال. لماذا هذا الاختيار؟ الطفل ليس جمهورا عاديا فعالم الطفل يحتاج الى معرفة كبيرة بعلم النفس والبيداغوجيا لانه متلق من نوع آخر وانا ارتاح كثيرا للتعامل مع الاطفال ربما لإستعادة الطفولة الضائعة. * في فترة ما اصدرت شريطا للأطفال بعنوان «صباح الخير» لماذا تخليت عن هذه التجربة؟ عندي مادة صالحة لحوالي خمسة اشرطة للاطفال لكن لا توجد شركة كاسيت يمكن ان اتعامل معها لان شركات الكاسيت تفضل نسخ اشرطة المطربين دون حقوق تأليف: ام كلثوم، عبد الوهاب، نجاة الصغيرة فيروز... او اصدار اغاني المزود والفن الشعبي ولا تدخل في مغامرة انتاج اشرطة ذات محتوى فني رفيع... اعتقد ان المشكل الاساسي في الموسيقى التونسية هو شركات الكاسيت التي اساءت كثيرا للفن واعدمت الكفاءات فكل من يملك توجها فنيا غير تجاري لا يمكن له التعامل مع اي شركة وبالتالي فضّلت الاحتفاظ بانتاجي في انتظار الحصول على دعم من وزارة الثقافة والشباب والترفيه لإصدار شريط كاسيت للاطفال. * كيف ترى واقع المسرح التونسي؟ التجربة المسرحية التونسية فيها الكثير من العلامات المضيئة وهذا لم يكن ليتحقق لولا دعم وزارة الثقافة والشباب والترفيه ف 99 من المسرح التونسي يعيش بدعم الوزارة في الانتاج والتوزيع بعد ان تخلّت كل الاطراف الاخرى عن دورها. هذه الاطراف هي اساسا البلديات والمهرجانات هناك تقصير كبير من البلديات في دعم الانتاج المسرحي مع استثناءات قليلة على عدد اصابع اليد. فالمهرجانات يتمتع بعضها بميزانيات ضخمة لكن هيئات هذه المهرجانات ترفض شراء المسرح ما لم يكن مدعوما وحتى ان عرضت عليها مسرحية مدعومة لا تتحمس لها وتقدّم عادة في ظروف سيئة جدا. هذا اثّر على تقاليد الفرجة المسرحية وهنا اقترح العودة الى المهرجانات الصيفية المختصة فعلى الاقل لابدّ من مهرجان للمسرح المحترف في الصيف في مدينة من المدن التونسية حتى يعود المسرح الى المهرجانات. * تعاملت في السابق مع المسرح الوطني. لماذا انتهى هذا التعامل؟ المسرح الوطني مؤسسة لها امكانيات ضخمة ويفترض ان يكون معدل انتاجها اكبر فأنا لا افهم كيف يقتصر المسرح الوطني على ثلاثة ممثلين فقط! هذه مسألة لا افهمها وانا وان كنت لم اقدّم مشروعا في السابق للمسرح الوطني فإنني انوي في هذا العام تقديم مشروع للاطفال ارجو ان يحظى بالقبول. *لماذا غبت عن التلفزة؟ غيابي عن التلفزة له اسباب كثيرة اولها مواعيد التصوير اذ انني مرتبط بالتعليم ولا استطيع الغياب عن الدروس للتصوير في التلفزة لأنني غير متفرّغ للتلفزة ثانيا انني ارفض المشاركة في «الكاستينغ» اذ لا يعقل بعد هذه السنوات ان اقف امام مخرج كأنني ممثل هاو... لكن مع ذلك ارجو ان اساهم في عمل ما خلال هذه السنة في التلفزة.