كشفت تقارير اخبارية نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة في القاهرة أن العد التنازلي لاتمام صفقة تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل قد بدأ وأن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط نقل قبل أيام إلى مصر صحبة قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» أحمد الجعبري تمهيدا لتنفيذ الجزء الأخير من الصفقة لكن مصادر في المقاومة الفلسطينية نفت صحة هذه الأنباء وقالت إنها فرقعة إعلامية إسرائيلة لاستدراج المقاومة. وقالت المصادر المصرية إن شاليط نقل إلى القاهرة برفقة القيادي في «حماس» محمود الزهار الذي أحيطت زيارته الأخيرة قبل عيد الاضحى باجراءات أمنية استثنائية. شاليط في مصر؟ وأشارت المصادر إلى أن تسليم «حماس» شاليط لمصر جاء كضمانة استباقية من القاهرة للتأكد من جدية تقدم مفاوضات صفقة تبادل الأسرى وعدم تعرضها لانتكاسة وأن الاحتفاظ بشاليط كرهينة لدى مصر يمثل ضابطا ل«حماس» وحافزا لاسرائيل. وأوضحت المصادر أن تسليم شاليط إلى مصر جاء بتوافق ثلاثي إذ حرصت القاهرة على تسليمه عبرها لما يمثله ذلك من نجاح ديبلوماسي تحتاج إليه دوليا وإقليميا كما أن «حماس» توافقت مع رغبة القاهرة لحاجتها إلى تليين الموقف المصري بشأن المصالحة الفلسطينية. وأضافت المصادر أن إسرائيل التقت مع مصر و«حماس» في تسليم شاليط عبر القاهرة حتى لا يمثل تسلمها شاليط من «حماس» مباشرة اعترافا واقعيا بالحركة. وكشفت المصادر ذاتها أن الخلاف بات ينحصر في سبعة أسماء فقط بعد أن كان يتعلق ب50 اسما موضحة أن كلا الجانبين يبديان مرونة في جسر الهوة في المواقف سعيا الى استغلال الفرصة المتاحة وانجاز هذه الصفقة المتعثرة. غير أن الناطق الاعلامي للجان المقاومة في فلسطين احدى الجهات الآسرة للجندي شاليط نفى صحة الأنباء التي تحدثت عن وصول صفقة تبادل الأسرى إلى نهايتها. وقال أبو مجاهد في تصريحات صحفية إن الاحتلال يحاول أن يستدرج المقاومة من خلال فرقعات اعلامية للضغط عليها لمعرفة موقفها وللإدلاء بتفاصيل المفاوضات التي تدور بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية عبر الوسيط الألماني. وأكد الناطق باسم لجان المقاومة أن الكرة لا تزال في الملعب الصهيوني وبامكان الاحتلال أن ينهي الصفقة كاملة بالموافقة على مطالب الفصائل الآسرة واطلاق سراح الأسرى الذين تطالب بهم المقاومة. ونفى أبو مجاهد الأنباء التي تحدثت عن وصول شاليط الى القاهرة صحبة الجعبري والزهار قائلا «لم نتفق بعد على الصفقة حتى نبدأ بآليات التنفيذ». ووصف أبو مجاهد المفاوضات بالشاقة والصعبة داعيا وسائل الاعلام الى توخي الحذر والتأكد من مصادرها لما في ذلك من أثر سلبي على نفسيات الأسرى وذويهم. صفقة جاهزة نقلت صحيفة «الشروق» المصرية عن مصدر فلسطيني وزاري أن صفقة تبادل الأسرى التي سيتم بمقتضاها إطلاق سراح ما بين 900 إلى 1000 أسير فلسطينى مقابل إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط ستشمل قياديين من حماس ومروان البرغوثى قيادي فتح وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وستكون «قيد الإتمام خلال أسبوعين على أقصى حال إلا إذا قررت إسرائيل التراجع لأسباب سياسية داخلية»، على حد قوله. وقال المصدر، الذى طلب عدم الكشف عن اسمه، إن القائمة الخاصة بال450 سجينا الذين سيتم إطلاق سراحهم فى الدفعة الأولى «والتي تشمل مجموعة من ذوى المحكوميات العالية والمؤبدة، ومجموعة من الأسرى الذين اقتربت محكوميتهم من الانتهاء إلى جانب القيادات السياسية، تم الاتفاق عليها بصورة نهائية من خلال الوسيط الألماني الذي سيتولى تسلم شاليط وإيصاله بطائرة عسكرية ألمانية إلى العريش بالتزامن مع إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين فى نفس التوقيت»، على حد تعبيره. وحسب المصدر نفسه، فإن هناك أيضا اتفاقا شبه نهائي على قائمات بقية مجموعة الأسرى التي يفترض أن يتم إطلاق سراحهم عقب ذلك «على مجموعتين في الأرجح».