أثارت امكانية زرع المتفجرات في الجسد البشري مخاوف الأوساط الأمنية في الكثير من العواصم المهددة بالعمليات الانتحارية خاصة وأن الجماعات الارهابية بدأت تدريجيا في تجربة هذا الأسلوب الخطير. وشددت مصادر اعلامية مطلعة على أن محاولة اغتيال الأمير محمد نايف التي وقعت عبر اعتماد «زرع مواد متفجرة داخل جسد الانتحاري» فرضت على الأجهزة الأمنية السعودية التفكير في أدوات جديدة للحيلولة دون استهداف الأبرياء وازهاق ارواح المدنيين. وفي تطرقه الى النمط الانتحاري الجديد، قال الدكتور موريس قوقاز الاخصائي في جراحة الجهاز الهضمي ان الفكرة ممكنة حيث ان مهربي المخدرات يطبقونها منذ فترة طويلة مضيفا ان المكان الوحيد الذي يحتمل اخفاء المتفجرات بداخله هو الجهاز التناسلي لدى الرجل والرحم لدى المرأة. بدوره أعرب رئيس وحدة الإرهاب بمركز الخليج للأبحاث عن مخاوف الأجهزة الأمنية من موضوع القنبلة البشرية، مشيرا الى أن التفجير قد يكون مدمرا في حال وقوعه داخل طائرة حيث يتسبب اي تفجير صغير في خلخلة الضغط الجوي داخلها ليؤدي الى انفجارها في الجو. وأبرز مصطفى العاني ان تقدم التكنولوجيا المتطورة قادرعلى تيسير العملية من جهة تقليل وزن القنبلة وزيادة طاقتها التفجيرية من جهة اخرى. وأوضح ذات المتحدث أن الأمر يفرض تحديات أمنية كبيرة باعتبار أن أجهزة الكشف عن المعادن التقليدية الموجودة حاليا في المطارات عاجزة عن رصد القنبلة المزروعة داخل الجسد البشري، مستدركا بأن اجهزة حديثة اختبرت مؤخرا في مطار «مانشستر» بلندن أثبتت قدرتها على معرفة المواد المخفية داخل الجسم وبيان ان كانت المواد ممنوعات مهربة أو متفجر ات ورجّح تعميم هذه الأجهزة المجربة حديثا على كافة المطارات والموانئ.